إلى شباب الأمة
رضوان سلمان حمدان
عن أبي سعيد الخدري ، أنه كان إذا رأى الشباب قال : مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمرنا أن نحفظكم الحديث ونوسع لكم في المجالس . خلاصة الدرجة :رجاله ثقات
إن الآمال معقودة عليكم ، وفي الوقت ذاته تستهدفكم كلُّ أسلحـة المتربصين بأمة الإسلام ، بالجهل تحاصرُكم ، وبالغواية تصرفُكم عن طريق الهداية ، وبالتيئيس والإحباط تسعى لتطوِّقَكم ، وكلَّ يوم تُستَحدَثُ أسلحةٌ؛ فاجعلوا المعرفةَ في شتَّى المجالات النورَ الذي به تسيرون ، وبهديه تُبْدِعون ، وفي ضوئه تتقدَّمون ؛ حتى لا تحرثوا البحر ، أو تقوِّضوا ما شيَّدته أيادي غيرِكم بغير قصد.
واسعَوا لبعث الأمل في نفوس مَن وراءكم ، ومن يأتي بعدَكم ؛ لأن التبعة عليكم ثقيلة ، والأحداث والخطوب متلاحقة ، وتحتاج إلى همَّة الشباب لمواجهتها، فجدِّدوا إيمانَكم، وحدِّدوا غاياتِكم وأهدافَكم ، وأول القوة قوةُ العقيدة والإيمان ، وثانيها قوةُ الوحدة والارتباط ؛ فآمنوا وتآخَوا ، واعملوا بجدٍّ ، وترقَّبوا بعد ذلك ساعة النصر ، وإنه لقريبٌ بإذن الله ، وبشر المؤمنين.
إن سننَ الله غلاَّبة ، ونواميسَه ثابتةٌ ؛ فلا يُقعِدنَّكم عن السير طولُ الطريق ؛ فأولُ الغيثِ قطرةٌ ، ورحلةُ الألف ميل تبدأ بخطوةٍ ، فتحرَّكوا حركةَ الواثقِ العارف ، المتحصِّنِ بالعلم والمعرفة ، والمستقوي بإيمانه ، والمستعلي بانتمائه ، والمتجـردِ بيقينه في النصـر ، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}التوبة