العاشر

العاشر

صباح الضامن

[email protected]

يا سموات تمتد بزرقة تتخافت بجانبها الألوان

يا أرض يا سبع وسبع وغيب وحضور ممتد في قلوب وأعمار وأزمان

يا جبال شامخات راسيات

ورفضت ِ

ورفضتِ أمانة أسندت إليك

أو ترفض يا إتسان

إحمل أمانتك واغد داعيا

إحمل أمانتك مثاقلا أو تخفف كسحاب قرب من قلبك المسبح المنطلق حبورا

إحمل أمانتك فما أنت بجبار في الأرض وما كنت

أيا نبي الله

يا من حملت أمانتك بعزم

أخرج منها وترقب

أخرج من قريتك الظالم فرعونها وهاماناتها يأتمرون على حِملك

انطلق وترقب وكأني أراك وقد ضربت بعصاك سبيلك تدعو أن يهديك ربك سواء السبيل

وكأني أراك وقد عزمت حمل أمانتك بأمانة

وها هو الأمل الأبيض يزهو بارقا في نظرك فما خرجت خائفا من شر أسود ولكنك خفت

على ما يحمله قلبك الأمين

و في باحات قوتك وعزمك

وعند رونق الماء

والكل غاديا إلى شربة ومنسرحا بنظره لما لديه غير آبه لرقة تغدو بين الصفوف حائرة

وجود الماء لا يعطيها فهو للرعاء الأقوياء

وعند رونقه يأخذ منهما ويسقي لهما

فيعطياه ظلا توارف فيه أو لم يسق لمن يحتاج فسيسقى يوم العوز

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ))

وكانت أمانته القوية الحيية المحتاجة لقوة الله فما استعدى لما سقى وطلب ريا لجفافه بل

وارى إلى الظل يشكو الله فقره إليه ويحمده ما أعطاه يوم خدم بقوته

ولتلتق الأمانتان

أمانته التي حملها في عزمه قويا

أمانة حياء من الله لم يتعد فيها ولا استباح ضعفا ولا تجرأ على انسياب في ساحاته المفتوحة

فهو المروض بذراعه وعقله لفساد وظلم فكيف يظلم ويفسد

وهو الذي إن استنصره الضعف صرعه بالحق القوي

التقت تلك الأمانة عنده

بأمانتها لما أتته تمشي على استحياء

أمانة خجل

حفظت عفافها

رقتها

فأعطيت حرية لما بقوة حافظت على حيائها

(( فجاءته إحداهما تمشي على استحياء ))

وأعطت مثلا

لحرية تكسر بها قيد الشهوة لأن بها طهرا يغلب موج الفتنة فعلت واستحقت رفقة نبي الله

القوي الحيي

وهي الحرة الخجولة

ليلتقيا ويعلمانا أن القوة أمانة

والعفة أمانة

والحياء أمانة

وهذه هي السيماء الإيمانية لمن أعطوا الأمانة ليحملوها أقوياء حيين بهيبة مؤثرة ومفصحة

ليكونا أستاذان يعلمان كيف يكون التعامل بين الجنسين

وكيف تسمو الروح لما تحمل أمانة خلقها بحق