دروس وعبر من ملحمة أحد الخالدة 2
دروس وعبر من ملحمة أحد الخالدة:
الحلقة الثانية
(خروج المسلمين للمعركة )
د. فوّاز القاسم / سوريا
* وخرج رسول الله [ ص ] في ألف من أصحابه , واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بمن بقي في المدينة , فلما صار بين المدينة وأحد , انعزل رأس النفاق:عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر . وقال:يخالفني ويسمع للفتية ! فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام - والد جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - يوبخهم ويحضهم على الرجوع . ويقول:تعالوا قاتلوا في سبيل الله , أو ادفعوا . قالوا:لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع ! فرجع عنهم وسبهم .
وسأله قوم من الأنصار أن يستعينوا بحلفائهم من يهود . . فأبى [ ص ] فالمعركة هي معركة الإيمان والكفر فما ليهود بها ? والنصر من عند الله - حين يصح التوكل عليه وتتجرد القلوب له - وقال:" من رجل يخرج بنا على القوم من كثب ? " فخرج به بعض الأنصار حتى نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي , وجعل ظهره إلى أحد , ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم .
فلما أصبح تعبأ للقتال في سبعمائة , فيهم خمسون فارسا , واستعمل على الرماة - وكانوا خمسين - عبد الله ابن جبير , وأمره وأصحابه أن يلزموا مركزهم , وألا يفارقوه ولو رأوا الطير تتخطف العسكر . وكانوا خلف الجيش . وأمرهم أن ينضحوا المشركين بالنبل لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم .
وظاهر رسول الله [ ص ] بين درعين . وأعطى اللواء مصعب بن عمير . وجعل على إحدى المجنبتين الزبير بن العوام , وعلى الأخرى المنذر بن عمرو . واستعرض الشبان يومئذ , فرد من استصغره عن القتال . وكان منهم عبد الله بن عمرو , وأسامة بن زيد , وأسيد بن ظهير , والبراء بن عازب , وزيد ابن أرقم , وزيد بن ثابت , وعرابة بن أوس , وعمرو بن حزام . وأجاز من رآه مطيقا . وكان منهم سمرة بن جندب , ورافع بن خديج ولهما خمس عشرة سنة !
وتعبأت قريش للقتال وهم في ثلاثة آلاف . وفيهم مائتا فارس . فجعلوا على ميمنتهم خالد بن الوليد , وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل .
ودفع رسول الله [ ص ] سيفه إلى أبي دجانة سماك بن خرشة . وكان شجاعا بطلا يختال عند الحرب .