رسالة إلى الأسرة
م. محمد فرج
ـ المطرية دقهلية ـ مصر
إلى من أحببناهم في الله :
لأننا نحبكم والمسلم مرآة أخيه ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى )) . كان لزاما علينا إزاء ما نرصده من أمور في مجتمعنا لا ترضى الله ، وربما يفعلها الفاعل بحسن نية وهو لا يدرى أنها كذلك ، آثرنا أن نبينها . فإذا وجدتَ - أخي الحبيب وأختي المسلمة - أنك في عافية من ذلك فاحمد الله ، وسل الله تعالى الثبات وحسن الخاتمة . وإن كان غير ذلك فاعزم مع الله عزمة صدق بإخلاص على طاعة الله واجتناب نواهيه ؛ فان الإنسان لا يدرى أيمد الله في عمره غدا أم لا. وبدوافع الحب والأخوة والوفاء...أقدم الرسائل الآتية لأفراد الأسرة المسلمة :
1- الأب
أيها الوالد الحبيب ، لقد ولاك الله تعالى أمر أسرتك ، والله تعالى سائلك عنها جميعا يوم القيامة ، والله تعالى يقول " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ " التحريم 6.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ... والرجل راع في بيته وهو مسئول عن رعيته )) . فأنت مسئول أمام الله تعالى عن ابنتك التي تخرج من بيتك زاعمة أنها ترتدي حجابا ، وهو أبعد ما يكون عن الحجاب !! فالملابس ضيقة محددة لمفاتن الجسم ، زيادة على أشياء غريبة لتغطية الشعر تشد النظر ، وتضع على وجهها ما لا يرضي الله من الأصباغ والألوان .
وأنت مسئول أمام الله تعالى إذا وفرت لبيتك التلفاز والكمبيوتر والدش ولم تضع حدودا لاستخدامها الآمن الذي لا يغضب الله .
وأنت مسئول أمام الله تعالى إذا لم تضع حدودا لتعامل زوجتك مع الرجال الآخرين ، حتى لو كانوا إخوتك.
أيها الوالد الحبيب . إن علينا – نحن الآباء - أن نشفق عملياعلى مستقبل أبنائنا الدراسي بالمساعدة ، والمتابعة الجادة . وأن نتابعهم في الصلاة وتلاوة القرآن وحفظه والالتزام بأخلاقه ، حرصا على أن يحققوا سعادة الدارين ، وما عند الله خير وأبقى ..
**********
2- الأم
أيتها الأم الحنون على أولادها ، بناتك أمانة في عنقك ، فهِّميهن بالحوار أن أمر الحجاب الشرعي ليس ما تحدده أهواؤنا ، بل إن من مواصفاته أنه لا يشف، ولا يحدد ، ويغطي سائر الجسد جسد . وهو بهذه الصورة الجميلة مجلبة لإرضاء الله ، ثم لاحترام كل من يراها .
ولتثق كل أم وكل فتاة أن الشاب الذي يرتضى الدين لن يتزوج إلا من يراها حريصة على إرضاء ربها ، لأن ذلك هو الذي يقودها لحفظ عرضه وغيبته. وأنت أيتها الأخت المسلمة اتقي الله في تعاملك مع الرجال ، واعلمي أن الله تعالى عليك رقيب في السر والعلن، فاتقي الله في بيعك وشرائك ، واتقي الله في استعمالك الهاتف في كلامك . واتقى الله إن اضطرتك الظروف إلى التعامل مع الرجال ، فخير الكلام ما قل ودل ، دون خضوع في القول ، أو إبداء ما يخفى من الزينة ، واحفظى غيبة زوجك ، والزمي صحبة الصالحات اللاتي يتقين الله .
**********
3- البنت
أيتها الابنة الفاضلة الزمي حدود الله ، وتعرفي على دينك . وعليك بصحبة الصالحات . وليكن لك – إن استطعت - دور فاعل في المسجد من تعليم وتوجيه . وإياك من التقليد الأعمى لمن يروج لذلك الذي يدعونه حجابا ،وما هو بحجاب . فعليك بطاعة الله ، واحذري الاختلاط بالشباب ؛ فهوسقوط . واعلمي أن قدرك عند الله ثم عند من يراك على قدر التزامك بدينك .
**********
4- الابن
أيها الابن الحبيب ، فو الله إن السعادة الحقيقية والطمأنينة في الإقبال على الله. فغض من بصرك ، فهو المفتاح لحفظ شهوة الفرج ، كما يقول ربنا جل وعلا :
" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " النور 30 .
وأكثر من الصوم ، فانه يطفئ الشهوة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء) . وعليك ابني الحبيب بالالتزام بالصلاة جماعة في المسجد ، واختيار صحبة الخير ، وتعلم قراءة القرآن ، وحاول أن تحفظ أجزاء منه. وكن قوى الإرادة اعزم وتوكل على الله ، واستمد العون من الله . وكن عف النفس عن الحرام ملتزما جانب الحلال ، وخصوصا في التعامل مع المخترعات الحديثة كصور وفيديو المحمول ، والتلفاز وافيديو وشبكات النت .واعلم أن الله رقيب عليك ، فإياك أن تذل نفسك بالحرام . وكن عزيزا بالله وقاوم الشيطان ، وانتصر عليه بإرادتك ، وثق أنك ستشعر بعدها بالسعادة والطمأنينة .
**********
وبعد : أيها الأحباب الكرام انه لحبيب إلى نفوسنا أن نرى كل من حولنا طائعا لله ، عزيزا بطاعته ، سعيدا بحاله ، مطمئنا بقلبه . فوالله إنها للحياة الهنيئة التي يرى بها المسلم نافذة من الجنة وهو على أرض الدنيا .