ألفاظ غير شرعية يجب التنبه لها..
عبد الله عبد العزيز السبيعي
نسمع بين وقت وآخر ونقرأ بعض الادعية والعبارات التي لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تداولها البعض دون علم بصحتها او عدم جوازها منها دعاء:(اللهم انا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه) وقد افتى علماؤنا الافاضل رحمهم الله بعدم جواز هذا الدعاء لان المؤمن يدعو ربه سبحانه وتعالى بان يرد عنه شر ما قضى عزوجل فالدعاء يرد القضاء كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. وكأن الانسان اذا دعا بهذا الدعاء يقول لله تعالى: يا الله الطف في هذا القضاء وانا مستعد لمواجهته فبذلك لا يسأل لله ان يرد عنه قضاءه وقد جاء في دعاء القنوت (اللهم اهدنا فيمن هديت وتولنا فيمن توليت وقنا شر ما قضيت.. الى آخر الدعاء المعروف) ومن العبارات المتداولة ايضا (دفن في مثواه الاخير) وقد ذكر شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله حول عبارة (مثواه الاخير) فقال في كتاب (المجموع الثمين في فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين) : قول القائل (دفن في مثواه الاخير) حرام ولا يجواز لأنك اذا قلت في مثواه الاخير فمقتضاه ان القبر آخر شيء له وهذا يتضمن انكار البعث ومن المعلوم لعامة المسلمين ان القبر ليس آخر شيء الا عند الذين لا يؤمنون باليوم الآخر فالقبر آخر شيء عندهم، اما المسلم فليس آخر شيء عنده القبر لهذا يجب تجنب هذه العبارة فلا يقال عن القبر انه المثوى الاخير لان المثوى الاخير اما الجنة واما النار في يوم القيامة، انتهى كلام الشيخ رحمه الله , وقال العلامة الشيخ عبدالعزيز بن بازرحمه الله :-
(بعض الناس يقول : انتقل الى مقره الأخير ليس هذامقره الأخير انما هو مقر عارض ينتقل منه الى يوم القيامة , هذاالقبر ليس مقرا اخيرا , انما هو زيارة ثم ينتقل من هذه الزيارة الى المحشر يوم القيامة بين يدي الله ثم يُنقل اماالى الجنة واما الى النار , فالمقر الأخير الجنة اوالنار ...) وهناك عبارات اخرى يطلقها البعض وهي لا تجوز يجب على المسلم التنبه لها والرجوع الى الكتب والمراجع التي تتحدث عن ذلك والتأكد من صحة اللفظ حتى يتعبد المؤمن ربه عزوجل عن علم وبصيرة...كما ان البعض هدانا الله واياهم الى الصواب قد يتجرا ويأخذ رأي الآخرين في أمور شرعية مقررة في ديننا الحنيف , مثل ذلك عندما تؤخذ الآراء حول امور - كأن يُقال مثلا ما رأيك في الربا ؟ او ما رأيك في الزكاة ؟ وما رأيك في اخراج زكاة الفطر نقودا؟ مع انها مقررة شرعا طعاما من قوت البلد، كما فرضها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهكذا في سائر المسلمات او العبادات التي شرعها الله تعالى لنا، فليس لنا الحق في ان نبدي الرأي فيها ونخالف ما اقره الله تعالى واجازه او حرمه ومنعه هو سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم, وهذا يُعتبر مما يتعلق بالامور الشرعية المقررة في الدين اصلا، فان هذه المعتقدات الشرعية في ديننا مأخوذة من كتابنا الكريم ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ...