صلى الله عليه وسلم
معمر حبار
مع المفكر العراقي: منذ 03 سنوات ، راسلت أحد المفكرين العراقيين، حول إستعماله لحرف الصاد، حين يكتب إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلت له يومها ..
ماكنت أود التطرق لمثل هذه الملاحظات، لولا أنها تكررت في كتاباتك القيّمة المفيدة. ردّ حينما المفكر العراقي، قائلا .. إتّفق المفكرون والمثقفون في العراق على إستعمال حرف الصاد، أثناء كتابة إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إحترمت رأيه ورأي المفكرين العراقيين، واستمر العطاء والتبادل فيما بيننا، ومازال لحد كتابة هذه الأسطر، ولم أعد لتلك الملاحظة.
مع صاحب الصفحة: ومنذ شهرين، كتب أحد المتابعين عبر صفحته، حرف الصاد حين كتب إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنبهته للأمر بأدب، وقلت ..أرجو أن يكون خطأ مطبعيا.
أجاب على الفور .. ليس هناك خطأ مطبعيا، وإني تعمدت ذلك.
وبقي سؤال يراود المتتبع .. لماذا هذا الإصرار على حرف الصاد؟.
عبر محاضرة المحاضر: ومنذ يومين، ألقى أستاذ محاضرة بعنوان: " ملامح الفكر الرسالي- مالك بن نبي نوذجا"، واستعمل في محاضرته المعروضة عبر الشاشة العاكسة حرف الصاد، حين كتب إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد أن قدّم صاحب الأسطر جملة من الملاحظات حول الموضوع، تحدّث مع المحاضر على إنفراد، حول إستعمال حرف الصاد، حين كتب إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخبرته أن الملاحظة، تعمّدت عدم ذكرها أمام الملأ، وفضلت ذكرها على إنفراد.
أعجب المحاضر، بأخلاق وأدب صاحب الأسطر، واعترف بالتقصير، وأن ضيق الوقت، كان من وراء الاكتفاء بحرف الصاد. وتعهد أن يعود لتصحيحها في النسخ القادمة، ويكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمجرد أن يعود للبيت، عوض الاكتفاء بحرف الصاد.
مع الشاب الطالب: والبارحة، ذكر أحد الطلبة، مواقف من السيرة النبوية الشريفة. وأثناء عرضه لغزوة أحد، راح يستعرض أقوال قادة قريش، حول سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر إسمه على لسان الكفار، مجردا من لقب السيادة والرسالة.
وبعد الانتهاء من الكلمة القصيرة القيّمة، قلت للشاب ..
من الأدب أن يذكر إسم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، مقرونا ومتبوعا بالسيادة أو الرسالة، حتّى لو كان على لسان الكفار ، كأن تقول ..
قال أبو جهل .. يارسول الله.
وقال جورج .. يارسول الله.
وفي نفس الوقت تفهم القارئ والسامع، أنهما على الكفر.
فاعترف الطالب بالخطىء، وقدّم الشكر، ووعد أن لايعود للأمر ثانية.
خطيب الجمعة: البارحة في صلاة الجمعة، بمسجد الدشرية، ذكر إمام المسجد إسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجردا من الألقاب التي تليق به، حين ذكر إسمه صلى الله عليه وسلم على لسان كفار قريش.
ويعترف صاحب الأسطر، أنه في هذه الحالة لم يستطع التحدث للإمام، لأنه كان في عجلة من أمره، وربما لو أتيحت الفرصة ثانية لذكرذلك للإمام، ونبّهه لسوء قوله وأدبه مع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حسن الأدب مع إسمه صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعظم من أن يختصر في حرف، لأن ذلك تقليل من شأنه وقدره، وهتك لمكانته، حين يرمز له بحرف الصاد.
قرأت منذ سنوات، أنه من الأدب أن يكتب صلى الله عليه وسلم، ومن سوء الأدب أن يكتب جزء منها في سطر، والجزء الباقي في السطر الذي يليه.
إذا كان هذا مع من يكتب صلى الله عليه وسلم، فكيف بمن يكتفي بحرف الصاد؟.