وصايا الإبحار في رمضان

وصايا الإبحار في رمضان

كتبه الشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

و الصلاة و السلام على خير خلقه

صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

بإمكانك تحميل الحلقة و الأستماع لها من خلال هذا الرابط

http://www.yaqob.com/site/docs/sharayet_madrsa.php?id=663&book_id=21

أحبتي في الله..

قد عرفتكم في لقائنا الأول (بسم الله مجراها) : لماذا رمضان كالبحر؟

وناديت كل واحد منكم، ناديتكم واحدا واحدا في رجب وشعبان أن: "اركب معنا"

واليوم أحبتي في الله.. أعطيكم..

أول وصية قبل الانطلاق:

1- حدد الهدف:

أُخيّ... حدد الهدف

حبيبي ... حدد الهدف

لو أن رجلاً يمشي في مدينة لا يريد شيئًا, فأين يذهب؟! وأين يتجه؟! إنه بدون شك ضال تائه. أما إن كان له هدف, فإن كان صادقًا في طلب الوصول إلى هدفه, بحث عن أسرع الطرق وأسلمها للوصول إلى الهدف.

ولذلك دائمًا أوصي إخواني بتهديف الحياة, أي أن يكون هناك هدف أعلى, هدف أسمى, هدف أكبر, هدف العمر ... رضا الله, وهذا هدف ثابت لا يتغير.

وهناك أهداف مرحلية في الطريق قد ترتبط بفترة معينة من الحياة؛ أن أتعلم شيئا معينا, أن أبني مسجدا, أن أصل إلى كفالة أكثر من يتيم, أن أحفظ جزءاً من القرآن... الخ.

حبيبي

يلزمك هدف تعيش من أجله, وهذا الكلام قلته سابقا في خطبة قديمة اسمها: (ما الهدف؟). قلت حينها إنه يجب أن يكون لك هدف في حياتك, وقلت إن الشيخ الألباني نجح في أن يكون أفضل محدّث على ظهر الأرض في عصره, وأكثر الناس عطاءً؛ لأنه من صغره حدد هدفه؛ لقد أراد أن يكون محدّثا, فلم يلتفت يمينا أو شمالا.

أُخيّ... ركز في الهدف

حبيبي ... ركز في الهدف

بعدما ركبت - ونحن سنبحر في رمضان – اعلم أن الهدف واحد لا يوجد غيره, العتق من النار ومن أول ليلة.

اقرأ هذا الحديث ولا تقل إنك تعرفه، فإني أكاد أجزم بأنك لم تسمعه قبل الآن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "إن لله عتقاء في كل يوم وليلة, لكل عبد منهم دعوة مستجابة" أخرجه أحمد.

نحن دائما نسمع أنه في كل ليلة عتقاء من النار, أما كل يوم وليلة فهذا جديد؛ لذلك كان الناس يضيعون الأيام، وكان اهتمامهم بالليالي.

فاختر إذن هدفك من اثنين: إما أن تعتق رقبتك من النار, أو تعتق رقبتك من النار، لا يوجد حل ثالث.

ونحن نقول دائمًا للذي يقول: "أنا أتمنى وكل بغيتي أن يرضى الله عني"، - نقول له -: "ماذا تفعل لكي يرضى الله عنك؟" فإن قال: لا أفعل شيئا. نقول له: "أنت كذاب" , لأن من يريد أن يرضى الله عنه , يبحث عما يرضي الملك سبحانه ويفعله، فلابد من:

1- الصيام إيمانًا و احتسابًا.

2- القيام إيمانًا واحتسابًا

3- قيام ليلة القدر – تحريها، والتماسها, والبحث عنها, والحرص عليها- إيمانًا واحتسابًا.

إذن لابد من العمل, فما نيل المطالب بالتمني.

حبيبي في الله..

هل تعرف معنى العتق من النار ؟

سوف تفهمها إذا فهمت معنى قول الله عز وجل : { مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ } الحديد_آية:15, و قوله سبحانه و تعالى :"هِيَ حَسْبُهُمْ"

تخيل واحدا مولاه النار؛ هي مأواه، هي حسبه، هي وكيله، وهي كفيله, فأن تُعتَق منها كأن يكون لواحد عبد اشتراه بنقوده ثم أعتقه, فأصبح حرا.

 

ثانيا- أصلح السفينة :

إن الطريق إلى الله تقطع بالقلوب ولا تقطع بالأقدام، وحينما أقول لك "اركب معنا" يترتب عن هذا سؤال آخر: ماذا ستركب؟

يجب أن يكون لكل واحد شيء يركبه, وسفينتك هي قلبك. فأصلح السفينة:

1-      لا تذَر ثقبًا.

2-      لا تُهمِل عيبًا.

3-      لا تبقِ خطأً .

4-      لا تنسَ مما تحتاجه شيئًا.

5-      وأخيرًا خفف الحمل، فإن العقبة كؤود.

 

 

لا تذر ثقبًا و لا تهمل عيباً:

 

اجعل عيوبك دائمًا أمام عينيك, تنظر إليها دومًا.

 

ومن عيوبك أنك :

 

ü       تفتر بسرعة.

ü       متردد.

ü       لا تكمل عملا.

ü       تنسى زلاتك.

ü       تتأثر سريعًا.

ü       لا تعود بسرعة.

ü       تغلبك شهواتك.

 

هذه العيوب لا يكاد يخلو منها أحد, ولكن من وصايا الإبحار أنك - قبل أن ننطلق - يجب أن تصلح قلبك. وإصلاح القلب بمنتهى البساطة: "واتبع السيئة الحسنة تمحها" رواه ابن العربي , وقال حديث صحيح..

لا تبقِِ عيبا و لا خطأ :

 

لا تَغفل ولا تُغفِل شيئًا إطلاقًا, لأنه من الممكن أن يكون العيب شيئا صغيرا، ولكنه يُغرِق السفينة. فأصلح السفينة تمامًا, ولا تنسَ منها شيئا.

 

لا تنس شيئا

احمل ما تحتاجه في الرحلة من صدق الاستعانة بالله و قوة الإرادة و الصدق في الطلب، و الله حسبك..

 

خفف الحمل:

 

خفف الحمل, خفف ذنوبك: {وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوزَارَهُم عَلَى ظُهُورهم آلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} الأنعام_آية:31 .

 

·           أدِم الاستغفار.

·           أدِم التوبة .

·           أدِم الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.

·           ومن الأهمية بمكان أن تتخلص من حقوق العباد..

·

و خلاصة الكلام في مسألة إصلاح السفينة: { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } هود_آية :112.

ثالثا- اختر قائدا ورفقة :

إذا أردت الإبحار والانطلاق, فاختر قائدًا ورفقة ؛ فإن هذا الطريق لا يصح أن يسافر فيه الرجل لوحده, فالمسافر شيطان, والاثنان ركب. فلا تسافر لوحدك في رمضان، إذ لا بد لك من رفقة؛ وهذه الرفقة يمكن أن تكون أمك وأباك, أو أختك وأخاك, أو زوجتك وأولادك, أو صاحبك..

و هذه الرفقة تلزمك للأسباب التالية:

 

      للمنافسة على العبادة.

      لتكون أنشط في العبادة.

      لتكون حذرًا من التيه والغفلة والكسل والضياع..

إذن :

 

ü       أين ستجلس بين العصر والمغرب؟

ü       أين ستصلي السنة القبلية لصلاة المغرب؟

ü       ستُفطِّر مَن اليوم ؟؟

ü       وفي النهاية أين ستصلي العشاء؟

ü       مع من ستجلس بعد الفجر لتتدبر القرآن؟

ü       من ستسابق في الختمات؟

اختر قائدًا... ابحث عن شيخ... و إن قلت: "ليس هناك شيخ" ذكّرتك بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم:" إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم".

الزم رفقة... و إن قلت: "ليس هناك رفقة" عدت لتذكيرك بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إذا  قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" .

يوجد شيخ و رفقة، ولكنك تتكبر على الشيخ وعلى الرفقة, و تريدهما حسب مقياسك المزاجي ووفق هواك .

حدد هدفك، أصلح سفينتك، اختر قائدك ورفقتك.

هيا بسم الله مجراها, انطلق، ولا تنسَ الوصية التالية:

 

رابعا- وعلامات وبالنجم هم يهتدون:

{ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } النحل_آية:16

كان لدي برنامج قديم اسمه أخبار النجوم، وهؤلاء النجوم هم أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أريد منك إشارات سيدنا عبد الله بن عباس، التزامات سيدنا عبد الله بن عمر، لزومات سيدنا عبد الله بن مسعود، علو همة سيدنا عبد الله بن عمرو، زهد سيدنا أبي الدرداء, همة وعمل سيدنا أنس وسيدنا أبي هريرة، وقوة وبطولة طلحة بن عبيد الله, سعد بن أبي وقاص, خالد بن الوليد ..

نريد إشارات وإرشادات للتوفيق والحرمان؛ انظر - مثلا - إلى أصحاب الغار: عندما توسل الأول ببر الوالدين، وفتحت الصخرة فتحة صغيرة - غير أنهم لم يستطيعوا الخروج- فهموا الإشارة: "أنتم في الطريق الصحيح , أكملوا وأنا أفتح لكم". فتوسل الثاني ففتحت أكثر, فتوسل الثالث ففتحت تمامًا. فلولا أنهم فهموا الإشارة لم يكونوا ليكملوا . فكذلك في رمضان هناك إشارات ورسائل كل يوم من ربنا:

إشارة من ربنا... يقول لك : "استزد من القرآن".

إشارة من ربنا... يقول لك: " غيّر المسجد الذي تصلي فيه".

إشارة من ربنا... يقول لك :"اعتكف".

إشارة من ربنا... يقول لك :"سافر ولا تنتظر".

افهم الإشارات ...و...خالف هواك

احذر هواك ... وابحث عن أخبار النجوم .

 

خامسا- أسرع بالليل :

قال صلى الله عليه وسلم : "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، واستعينوا بالروحة والغدوة وشيء من الدلجة".

كن مشغولا بالله، فإن رمضان ثلاثون يوما فقط ..

ألم تكن أيامَ الضلال تذهب للمصيف أسبوعا أو أسبوعين؟

خذ إجازة لله في رمضان...و اشتغل..

قال صلى الله عليه وآله وسلم: "عليكم بالدلجة؛ فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار" أخرجه أبو داود من حديث أنس دون قوله" ما لا تطوى بالنهار" وهذه الزيادة في الموطأ من حديث خالد بن معدان.

وقال ربنا جل جلاله: { إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً } المزمل_آية: 6.

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جن عليه الليل يقوم كأنه وتد، فلابد من الاهتمام بأيام وليالي رمضان معاً, لكن في الليل زد السرعة .

 

سادسا- أمواج في الطريق :

احذر الأمواج.... احذر أن تغرق.

الخوف بعد أن استعددت وركبت ومشيت أن ينقلب بك المركب، و لتفادي ذلك عليك بثلاثة أشياء :

هجر العوائد ، وقطع العلائق ، وتخطي العوائق.

ü       هجر العوائد:

لا نريد أن يكون رمضان مثل كل رمضان؛ نفطر ونأكل وننام .

لا نريد رمضان مثل كل رمضان ؛ يضيع ما بين الولائم و المواعيد الفارغة

لا نريد رمضان مثل كل رمضان؛ أول الشهر نتناظر: "هل سنصوم مع السعودية أم سنصوم مع مصر؟"و في وسط الشهر نتجادل: "هل يجوز الزيادة على إحدى عشرة ركعة أم لا يجوز؟" و في آخر الشهر نتصارع: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة أم لا؟"..

كف عن الجدال, كف عن المشاكل .

اشتغل...

يا أخي... ألم تمل من المشاكل؟؟؟

يا حبيبي... ألم تمل من الحرب؟؟؟

ü       قطع العلائق:

كفّ عن رواسب العيوب والذنوب وتعلق القلوب بغير علام الغيوب .

ü       تخطي العوائق :

اترك الناس والبشر ونفسك الأمارة , دعك من الشهوات, ومن المشاكل, ومن العادات والتقاليد. اهدأ يا بني، واشتغل لله كما يحب ويرضى.

لكن:

ماذا لو غرقت؟

إن حدث هذا، فخذ مني بعض الأطواق للنجاة

 

أطواق النجاة:

ü       إذا تهت عن الطريق فابدأ من جديد :

أول طوق من أطواق النجاة أنْ إذا تهت عد من جديد ، تب وابدأ من البداية .

ü       جدد التعظيم ولا تغفل عن الهدف :

أن يعظم الله ويجل في قلبك ، ولا تغفل عن الهدف الذي حددناه في البداية وهو طلب رضا الله .

ü       انظر إلى النجوم والعلامات :

استفد ممن سبقوك في الطريق، إياك أن تتكبر أو أن تكون مغرورًا, لا تقل: "لا أمشي وراء أحد"، ولا تقل: "أعرف كل شيء".

ü       لا تنشغل بغير الطريق:

أنت في عرض البحر ، فابذل طاقتك فقط في السباحة بتحديد الهدف للوصول، فلا تنشغل بغير الطريق. انجُ بنفسك أولاً.

 

سابعا- احذر الإعصار ... (الهوى) :

بعدما أغرقتك سفينتك المثقوبة ، ورمينا لك أطواق النجاة، وعدت ثانيةً إلى السفينة, وأصلحناها.

احذر...

احذر....احذر...

احذر... احذر الإعصار...

هناك موجة عالية في الطريق: ( الهوى )

ليس تحت أديم السماء إله يعبد شر من هوى متبع

أتعبد الله على مزاجك!! وحسب هواك!!

قلت في " كيف وأخواتها" بأنه في كل رمضان تصدر بعض الفتاوى التي لا نعرف مصدرها و لا اتجاهها، و قلت إننا نريد أن نكف عن عبارات من قبيل: "الشيخ فلان قال" و "الشيخ علان قال"..

إننا نريد أن نعود لـــ: "قال الإمام أحمد، و قال الإمام الشافعي، وقال الإمام مالك، و قال الإمام أبو حنيفة.."

لا أحد يقدر أن يقول – مثلا - إن الشيخ ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين أو الشيخ الألباني أو الصنعاني أو الشوكاني.. أعلم من الإمام أحمد أو الإمام الشافعي أو..

و قد يقول قائل: "كل يؤخذ من قوله ويرَدّ"، وأقول: "من الذي يرد عليه؟ المفترض أن من يرد على الإمام مالك عالم في قيمته", نحن مؤمنون أن الإمام مالك يمكن أن يخطئ؛ فهو بشر، يؤخذ من قوله ويرد.

لكن....

الذي يرد عليه لا بد أن يكون عالما مثله، والذي يردّ على الإمام الشافعي لا بد أن يكون في مستواه ، والذي يرد على الإمام أحمد لا بد أن يكون ندّا له.

لكن أن يأتي شخص عامي ويقول : "فلان قال وفلان قال وفلان.. وكل هؤلاء على خطأ, والصواب كذا وكذا .." فمن هو ليقول هذا ؟

لذلك أريد أن أقول بأن: شر الأمور - وهو الإعصار الذي سيغرقك - أن تعبد الله على هواك.

وكل حمل يتم خارج المنهج فهو حمل كاذب .

والنجاة من الإعصار في الإخلاص والافتقار و عدم رؤية النفس

ثامنا- زورق الأمان والإسراع قدر الإمكان:

إن أشرف ما في كل شيء آخره، والخيل أسرع ما تكون إذا قاربت الوصول، وكان حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر شدّ المئزر, وقام الليل كله, وأحيا ليله، وأيقظ أهله.

عندما نقترب من الوصول يكثر الخوف، فكم من الطائرات حرقت في المطار, وكم من السفن غرقت قرب الوصول . هل يا ترى ستستقيم إلى أواخر رمضان ثم ستسرق كي تحتفل بالعيد ؟

لا يا بُني... أكمل

زورق الأمان لا تلتفت.

والإسراع قدر الإمكان ← اقرأ القرآن ...بسرعة

اذكر.... بسرعة

صلّ... بسرعة

أكثِر من كل شيء بسرعة، و لا تنشغل بأحد.

 

تاسعا- تخلص من أدران الرحلة :

قبيل الاستواء على البر و قبيل رسوّ السفينة ..نظّف نفسك

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه - وتُذكر الرواية عن عبد الله بن مسعود وعن عبد الله بن عمر أيضًا- يخرج ليلة عيد الفطر ويقول:

يا ليت شعري ...من هذا المقبول فنهنئه؟ ومن هذا المحروم فنعزيه؟

عليك و رمضان يلفظ أنفاسه الأخيرة بـــ:

ü       كثرة الاستغفار.

ü       الاهتمام بقضية القبول.

ü       الدعاء.

ü       إحياء ليلة العيد.

نعم؛ عليك بإحياء ليلة العيد ليس لأجل ما ورد في الحديث الذي لا يصح : " من أحيا ليلة العيد فقد أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب", و لكن لأجل إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة: "عبادة في الهرج والفتنة كهجرة إليّ" صححه الألباني. إذ حينها ستجد الناس مشغولين بشراء الأحذية والملابس و الحلويات و.. وأنت واقف تصلي:"يا رب .."

و الحمد لله أنه لا يوجد نهي عن قيام ليلة العيد، فهي ليلة من الليالي، و فيها ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كما ينزل في غيرها.

ü       وأخيرًا.. أتقن الوداع

 

 

عاشرا- قل: عقوبات ... ولا تقل: فتور :

لماذا من الآن نتوقع الفتور بعد رمضان ؟

أصبحت عادة عند بعض الإخوة بعد رمضان أن يأتي أحدهم ويقول: "عندي فتور يا شيخ"، "أشعر بالفتور بعد رمضان"!!

أ يكرم الله رجلا بصيام ثلاثين يوما, وقيام ثلاثين ليلة, وختم القرآن عدة مرات, واعتكاف أو عمرة , و صدقات, و إفطار صائميـن, وذكر, و تعمير مساجد، و بعد كل هذا يأتي في النهاية، ويُحْـرَم من الطاعات و يفتر؟؟!!

هذا ليس فتورا، بل أكيد أنك يوم العيد أذنبت و أخطأت، فعوقبت بسبب ذلك, فانشغل بالله ولا تفتر:

{ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } فاطر_آية:34.

إن الرب شكور، ومن أدى له طاعة فلابد أن يثيبه عليها، وإذا حصل الفتور فاعلم أنه عقوبة وليس حرمانا من المثوبة .

 

أخيّ..

تلك عشرة كاملة..

فتوكل على الله، واستمر في الإبحار حتى تصل إلى الله.

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منقولة من  الأخ الفاضل أبو عمر