بديع الرباني
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي
دعاني أحد الإخوان من إحدي القري المجاورة لحضور لقاء مع الدكتور محمد بديع وذلك في عام 2005 في الوقت الذي كان فيه الدكتور بديع عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، وتلك أول مرة ألتقي بها مع الدكتور بديع ، ذلك الرجل الذي سمعت عن صموده وكفاحه وإبتلاءاته في السجون ، وقد كان رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين لمحافظة بني سويف حين ذاك.
قبل أن ألتقي بالدكتور بديع جلست بيني وبين نفسي لأجهز مجموعة من الأسئلة السياسية والتنظيمية أطرحها عليه وخاصة أننا كنا علي مشارف إنتخابات مجلس الشعب المصري، وما أحوجنا من إستيضاح رؤية الإخوان المسلمين في تلك المرحلة وخاصة أنهم المحرك الرئيسي في إدارة العملية الإنتخابية للمعارضة.
وعندما بدأ لقاءه استهله بالحمد والثناء علي الله ثم بدأ في توضيح العبر والدروس التربوية من سورة الفاتحة!!
فقلت في نفسي لعلها مقدمة تأخذ بعض الوقت!!
ولكنه أطال في سرد إيمانياته وروحانياته حول سورة الفاتحة حتي نسيت كما نسي الأخرون أن هناك إنتخابات قادمة ، وأن أوراقنا تحتوي علي اتساؤولات سياسية عديدة سوف توجه إليه.
لقد تحدث حفظه الله قرابة الساعتين الكاملتين ولم يمل أحدنا من حديثه الذي كنت نسمعه أول مرة .
إننا كل يوم في صلاتنا نقرأ سورة الفاتحة ولم أشعر بأهميتها ولا فوائدها إلا بعدما سمعت عن تلك العبر والعظات التربوية من الدكتور محمد بديع .
كنا نسمع عن بديع أنه رجل إيماني يتسم بالروحانيات العالية والدقة المتناهية ، والإبتسامة العريضة ، ولين الجانب ، والتواضع الكبير. وما أن رأيته واستمعت إليه حتي علمت أنه رجل محنك ، ذو خبرة عالية في التعامل مع الأشخاص.
فما أن إنتهي حفظه الله من حديثه حتي دعى الله ثم هم أن ينصرف.
فقلت له : دكتورنا الحبيب توجد بعض الأسئلة السياسية تحتاج إلي إجابة منكم؟
فقال حفظه الله : دعك من أسئلة اليوم ولعل كلام قد بلغ منزله؟!
فقلت له : نعم لقد وصل إلي قلوبنا وعقولنا.
فقال الدكتور بديع : كفى إجعلوه زاد لكم.
لم أدرك خبرة الرجل في أن تلك المرحلة تحتاج إلي إيمانيات عالية وروحانيات كبيرة لتكون زاداً للعاملين.
ولم أفهم رؤيته من شرح العبر والعظات من سورة الفاتحة إلا بعد الصلاة بها، فقد تغير رونقها وأصبحت ذات معاني وأحاسيس لم شعر بها من قبل.
حفظ الله الدكتور بديع وفك أسره من أيدي الظالمين ورده إلي دعوته ومريديه سالماَ غانماً.