درس في آية كريمة
رأى موسى عليه السلام المرأتين تمنعان ماشيتهما من الوصول إلى الماء لتشرب .. وسط زحمة الرجال الذين يسقون مواشيهم فتوجه موسى إلى البنتين موجها لهما سؤالا من كلمة واحدة (ما خطبكما) أي ما شأنكما وأمركما تذودان ماشيتكما عن الناس, هلا تسقونها مع مواشي الناس؟
فهمت البنتان السؤال على وجهين (معنيين) ، وتبين ذلك من إجابتهما المعنى الأول: ما الذي يمنعكما من السقي ؟
فكان الجواب على هذا السؤال: {لا نسقي حتى يصدر الرعاء} فنحن ننتظر الناس حتى إذا فرغوا أسقينا ماشيتنا.
والمعنى الثاني المحتمل لسؤال موسى هو ما الأمر الذي أخرجكما من البيت لسقي الماشية أليس لكما رجال يقومون بهذا العمل الشاق بين الرجال. فكان الجواب : {وأبونا شيخ كبير} لا يستطيع من الكبر والضعف أن يسقي ماشيته. وهذا الذي ألجأنا للحروج بالوضع الذي تراه بعينك.
نستفيد ما يلي:
1. قدرة موسى عليه السلام على التعبير والإفصاح بما يريد بكلمة واحدة تحمل معاني متعددة ..
2. ذكاء البنتين فقد فهمتا المدلولات المحتملة لسؤال (الكلمة) الواحدة.
3. القدرة على الإجابة الوافية الواضحة المختصرة.
4. الأصل أن يكون عمل المرأة في بيتها .. فهو عمل يناسب طبيعتها ولا يذلها أو يهينها أو يشق عليها .
5. إذا ألجأت الظروف المرأة للخروج للعمل عليها أن لا تختلط بالرجال {لا نسقي حتى يصدر الرعاء} ولو لحقهن بعدم الاختلاط بعض العنت . فضرر الاختلاط أكبر. (اتباع أخف الضررين).
6. الأصل في عمل الرجل خارج البيت إلا أن يكون مريضا أو شيخا كبيرا قد وهن العظم منه {وأبونا شيخ كبير}.
7. الشهامة والرجولة أن لا يتردد الرجل بمد يد العون لمحتاجه {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل} (فيعين ذا الحاجة الملهوف). وسيأتي الحديث حول هذا في الآية اللاحقة إن شاء الله تعالى.
وسوم: العدد 624