في الحج .. توحيد الله تعالى بعيدا عن الشركيات ..
شعائر ومناسك الحج كلها يتجلى فيها التوحيد الخالص لله تبارك وتعالى من هذه المناسك العظيمة كالطواف بالبيت العتيق والذبح والرمي والوقوف بعرفة وسائر المناسك الأخرى الكبيرة اضافة الى الأضاحي في العيد والعبادة في العشر من ذي الحجة ونحو ذلك من القربات والعبادات التي كلها تٌعمل توحيدا واخلاصا لله عزوجل ... قال الله تعالى ( واذكروا الله في أيام معلومات ) , وقال سبحانه وتعالى في موضع آخر ( فاذا أفضتم من عرفات فاذكرواالله عند المشعر الحرام ..) , وغير هذا من الآيات الكريمة الأخرى التي امر بها الله عزوجل عباده بذكره في هذه الشعائر والمناسك وغيرها من سائر العبادات العظيمة الأخرى ,,, ففي هذه المناسك فان الحاج دائما يذكر الله عزوجل ويدعوه ويوحده أينما حل وارتحل , تراه يردد ( لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ...) , وليس الشعارات والهتافات التي ليس هذا مكانها ولا زمانها !! , فان كلمة التوحيد ( لا اله الا الله محمد رسول الله ) هي أضل التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له وعناه .. لا معبود بحق الا الله وحدة دون سواه .. قال تعالى ( وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ )162 البقرة
قال تعالى ( إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا )98 طه
لهذه الكلمة المشرفة ( لاإله إلا الله ) كلمة السعادة والنجاة والفوز العظيم والتوحيد الخالص...) قال تعالى ( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ , أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) 2,3 الزمر
ولا يتم الإخلاص لله تعالى في العبادة إلا بتوحيده و إفراده بالألوهية والربوبية ونفي الشرك
وقدسميت سورة (ُقلْ هََُواللهُ أَحَدُ ) بسورة الإخلاص . قال تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء ) 24 إبراهيم
أي كلمة التوحيد كشجرة طيبة الثمار كثيرة المنافع تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها
قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )64 آل عمران
كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوى على طرفي الإفراط والتفريط . قال تعالى ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء )48 النساء .. لانجاة من عذاب الله إلا بها, قال رسول الله 0 من لقى الله لايشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقى الله يشرك به شيئاً دخل النار 0 وهي دعوة الحق… قال تعالى (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ) 14 الرعد , وهى كلمة التوحيد وقال ابن عباس رضي الله عنه هى 0 لاإله إلا الله 0
ومعنى كونها له تعالى أنه شرعها وأمر بها وجعل افتتاح الاسلام بها بحيث لايقبل بدونها .... فكلمة التوحيد هذه هي الأصل والاساس في توحيد الكلمة سواء بين المسلمين جمعاء . قال تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )64 آل عمران
كلمة السواء هي كلمة التوحيد وسميت كلمة السواء لأنها الصراط المستقيم المستوى ..قال الله تعالى في كتابه الكريم( وأذن في الناس بالحج ..) وقال عزوجل ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولا جدال في الحج ) .. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) أخرجه البخاري في: الحج، باب: فضل الحج المبرور( قال النووي رحمه الله: "قال القاضي: هذا من قوله تعالى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} [البقرة:197]، والرفث اسم للفحش من القول، وقيل: هو الجماع. وهذا قول الجمهور في الآية، قال تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ} [البقرة:187]، وقيل: الرفث التصريح بذكر الجماع. قال الأزهري: هي كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. وكأن ابن عباس يخصصه بما خوطب به النساء"(قوله: ((ولم يفسق)) أي: لم يأت بسيئة ولا معصية(وقوله: ((رجع كيوم ولدته أمه)) أي: بغير ذنب، وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات(.قال ابن باز رحمه الله: "الرفث: هو الجماع قبل التحلل، وما يدعو إلى ذلك من قول وعمل مع النساء كله رفث، والفسوق جميع المعاصي القولية والفعلية يجب على الحاج تركها والحذر منها", وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)). قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله))، قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)) أخرجه البخاري في: الحج، باب: فضل الحج المبرور.قال النووي رحمه الله: "الأصح الأشهر أن المبرور: هو الذي لا يخالطه إثم، مأخوذ من البر وهو الطاعة، وقيل: هو المقبول. ومن علامة القبول أن يرجع خيرا مما كان ولا يعاود المعاصي. وقيل: هو الذي لا رياء فيه. وقيل: الذي لا يعقبه معصية باذن الله تعالى . اللهم تقبل منا جميعا حجنا وسائر طاعاتنا واعمالنا وعباداتنا لله تعالى ...
وسوم: العدد 633