الإعراضُ عنْ ذكرِ اللهِ
حقًا إن البشريَّة اليومَ في ضَنْكٍ ! لِمَا ..؟الجواب من رب النِّاسِ جلّ شأنه في قوله تعالى:"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا"
ولكن ما المقصود بالإعراض عن ذكر الله..؟بشكل عام هو الانحراف عن سبل الرشد والحكمة والبصيرة والهدي الربَّاني في إقامة شؤون الحياة..وهو تعطيل وتجاهل لتعاليم الأنبياء والرسل والمصلحين في المجتمعات البشريِّة..والقرآنُ الكريم يُذكِّرُ المسلمين والمسيحيين واليهود بأهمية أن يقيموا حياتهم على أساس من قيم الله تعالى التي أزلت إليهم من ربهم..والتي تلقوها عبر كتب الله القرآن والإنجيل والتوراة وغيرها لقوله تعالى:"وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ"ولقوله تعالى:"قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ"والمسلمون على وجه الخصوص يعتقدون:أنَّ الإعراض عـن تعاليم القرآن الكريم والسنة المطهرة هو أساس كلِّ إعراض عن ذكر الله..ومصدر كلِّ انحراف عن سبل الرشد والفلاح في الحياة لقوله تعالى:"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا"والإعراض عن ذكر الله تعالى له بفهمي بعدان:(بعد وجداني قيمي أخلاقي،وبعد دنيوي مادي عمراني)وبشكل أكثر تحديدًا ووضوحًا..فإنَّ الإعراض عن ذكر الله تعالى يتمثل في خلل في العبادة بشقيها:(العبادة الروحـــية،والعبادة العمرانية)وبشكل أشمل:فالإعراض عن ذكر الله هو الإعراض عن منهج الاستخلاف الرباني في الأرض..الذي قرره الله تباركت أسماؤه من أجل عمارتها وإقامة الحياة،وتحقيق العدل والأمن ومصالح النَّاسِ..ومنهج الاستخلاف الربَّاني يقوم على مرتكزين اثنين:مرتكز(فَاعْلَمْ) كما في قوله تعالى:"فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه"ومرتكز(فَامْشُوا) كما في قوله تعالى:"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ"فالعلم والمشي في الأرض..والأخلاقُ والتقوى والصلاحُ..وعدم الإعراض عن قيم الله تعالى في امتثالِ أوامرِه والانتهاءِ عن مخالفةِ نواهيهِ..لهي السبيلُ الأرشدُ لحياةٍ كريمةٍ وتنميةٍ آمنةٍ.
وسوم: 634