لا مدح يسمو فوق مدح محمد = خير البرية باسمه يتشهد
باسم الإله مدائحي في المصطفى = أرجو بها عفو الإله وتشهد
يوم التغابن أنني أحببته = وعشقته بمدائحي أتودد
وهو الذي وعد المحب جواره = نعم الحبيب بحبه أتلذذ
يا من كسا كعبا غوى بردائه = امنن على متوسل يترعدد
من هول قارعة يشيب لها الفتى = والحاملات أجنة تتولد
والمرضعات ذواهل من هولها = عن رضع ولبانها تتجمد
واشفع رسول الله في مستكثر = من إثمه وذنوبه يتعمد
ختم الإله بك الهدى يا سيدي = من نور وجهك شمسنا تتوقد
أنت السراج بك الدياجرتنجلي = وهمومنا يا سيدي تتبدد
ولك الشفاعة سيدي لمسيئنا = عند الصراط وربنا يتوعد
بالزمهرير وقودها بشر طغى = وحجارة ولهيبها يتمدد
بشفاعة من سيدي ينجو الذي = ضاقت به سبل النجاة ويسعد
في جنة ما مثلها عين رأت = ونعيمها مسترسل ومؤبد
وعريسها خير الأنام محمد = من حوضه أهل الجنان تورد
وظلالها وثمارها ومياهها = أبدا تدوم لناسك يتعبد
ويموت من عشق النبي وآله = وبهم يهيم وحبهم يتقلد
من حبهم حب الإله بذا قضى = سبحانه في محكم يتردد
ما أعقب الليل النهار تكورا = وتعانق الملوان سر يشهد
أن النبي محمد حب الإل=ه ومصطفى في العالمين يمجد
قد كان نورا ساطعا في غرة = تهفو له كل النساء وتجهد
وقضى الإله بأنى يكون لأمه = شرف المخاض بخله وتهدهد
من تحتها سطع الضياء مبشرا = برسوله خير البرية أحمد
بغمامة من فوقه يتظلل = سر النبوة ماثل يتجدد
ما خاض في لهو كصبية حيه = مستعصم بخصاله متفرد
يرعى الأمانة والصداقة قد صفا = في قومه حكم وقاض مرشد
رضيت قريش حكمه في أمرها = فإذا قضى فسيوفهم تتغمد
وفعاله بالفضل شاهدة على = صدق النبوة أمرها يتأكد
حتى أتاه من السماء معلم = يتلو عليه كتابه فيردد
خلف المعلم ما تلاه من الهدى = يهدي به كل الورى ويسدد
من هديه تنهى الصلاة عن الخنا = وصيام شهر جنة تتردد
وزكاتنا تزكو بها أموالنا = والحج يعتق من لظى يتهدد
وشهادة بالله تشفع للورى = وشفيعهم يوم القيامة أحمد
ختم الإله رسائلا برسوله = للعالمين معلم يتعهد
طوبى لمن تبع النبي وهديه = طوبى له فردوسه يتمهد
أغلى المقام مقامه في جنة = أمواهها نضاخة وممرد
والناهدات الكاعبات تسره = نعم النعيم على الدوام مخلد
أرجو الشفاعة بالمديح أعده = في مولد لمحمد وأردد
صلى عليك الله يا خير الورى = أنت الوليجة سيدي والمنقذ
والحمد للديان جل جلاله = سبحانه أجثو له وأردد
اغفر لعبدك ذنبه متوسلا = سبحانه بصفاته أتهجد
منذ عقدين من السنين دأبت ساكنة أحواز وجدة بما فيها ساكنة الشريط الحدودي على الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف حيث تحيي ليلة المولد النبوي والليالي التي تليها في بيوت الله المنتشرة في الأحواز والتي تتنافس الساكنة في الاقبال على تشييدها ، كما تتنافس في بناء دور لتحفيظ كتاب الله عز وجل وهي دور يحج إليها الطلاب من كل أنحاء المملكة خصوصا وأنها تتوفر على أماكن لإيواء حفظة كتاب الله وإطعامهم . ويتولى المحسنون من أبناء المنطقة الإنفاق على هذه الدور بسخاء وأريحية حبا في كتاب الله عز وجل وتوقيرا لحفظته . ولقد قيض الله عز وجل لمساجد أحواز وجدة ومساجد الشريط الحدودي الأستاذ الفاضل السيد بنعيسى قماد الذي عمل ضمن خلية تابعة للمجلس العلمي المحلي بوجدة ، وهي خلية ظلت تشرف على تنشيط العمل الديني في مساجد الأحواز مدة طويلة إلى أن استغنت عنها الوزارة الوصية بعد إعادة هيكلتها ، علما بأن أغلب الخلايا التابعة للمجالس العلمية المحلية تم دمجها ضمن هذه المجالس لكونها كانت تنشط في عمالات بينما تم الاستغناء عن خلية أحواز وجدة لكونها توجد بباشوية . ولقد ظل الأستاذ بنعيسى قماد بالتنسيق مع فضيلة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة وفيا لنشاطه بمساجد الأحواز وساهرا على الأنشطة الدينية التي تنظم فيها مع حلول كل مناسبة دينية خصوصا مناسبة المولد النبوي الشريف ، وساهرا أيضا على دور تحفيظ القرآن الكريم سعيا لدى أهل الإحسان لتوفير ظروف الحفظ لنزلائها بما في ذلك الإيواء والإطعام . ولقد خرجت هذه الدور العديد من حفظة كتاب الله عز وجل خلال عقدين من السنين وهم من مختلف أنحاء البلاد. ويعود الفضل إلى الأستاذ بنعيسى قماد في ازدهار الأنشطة الدينية بأحواز مدينة وجدة ، وهو يحظى باحترام وتقدير جميع ساكنة هذه الأحواز والتي تلجأ إليه في كل ما يتعلق بمساجدها بناءا وتنشيطا . ويعرف الأستاذ بنعيسى قماد باهتمامه الكبير بالشأن الدين في الأحواز بعدما لمس من ساكنتها التعلق الكبير بالمساجد ودورها في حياتها . وككل سنة نظم هذه السنة بمناسبة المولد النبوي الشريف18 نشاطا أنجز منها 10 أنشطة بمساجد الشريط الحدودي الموجودة في كل من المحاميد ، وأولاد بوعرفة ، والعجرة ، وأولاد السايح ، وسيدي لخضر ، وأولاد الناصر ، والدواهي ، والعوافة ، وروبان ،كما أنجز منها 8 أنشطة بباقي مساجد الأحواز في كل من الدوبة ، وبني درار ، وأولاد عميرة ، وبوبحر أنكاد ، وسيدي موسى ، وسيدي بولنوار ، وتينسان . وتتميز الأنشطة الدينية التي تقام في مساجد الأحواز بمناسبة المولد النبوي الشريف باستمرارها طيلة المدة التي تلي ليلة المولد حيث تستضيف قبائل الأحواز خصوصا قبائل أهل أنكاد على الشريط الحدود بعضها البعض كل ليلة في مسجد من مساجدها، وتكون هذه المناسبة فرصة للتزاور وصلة الرحم . ويبدأ الحفل بمناسبة المولد الشريف بعد صلاة المغرب مباشرة ،فيتلى الحزب الراتب من طرف حفظة كتاب الله عز وجل والذين يفدون على كل مسجد يحتفل فيه بالمولد كما أنهم يقدمون وصلات من المديح النبوي بالمناسبة ،وهو مديح يتغنى بالشمائل المحمدية مما جاء في قصائد مشهورة يتغنى بها في كل مساجد المملكة . ومما يميز احتفالات مساجد الأحواز وخصوصا الشريط الحدودي حرص فرق الإنشاد من شيوخ قبائل أهل أنكاد على تقديم المديح النبوي بأشعار الزجل التي تتغنى بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهي أشعار تجسد مدى محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم قصائد شعرية من الشعر الفصيح ومن الزجل لشعراء يحضرون احتفالات المولد بالأحواز، وتقدم أيضا كلمة توجيهية أو كلمات بالمناسبة تركز على الشمائل المحمدية كما جاءت في كتاب الشفا للقاضي عياض رحمه الله تعالى ، وتكون من أداء أساتذة أفاضل وعلى رأسهم الأستاذ بنعيسى قماد والأستاذ بوخوالي الحسين ، والأستاذ قويدر فوغالي ، والأستاذ حسن نواري ، والأستاذ محمدين المومني وعبد ربه محمد شركي= وغيرهم . وتصلى العشاء خلال هذه الأنشطة الدينية ثم ينتهي الحفل بوليمة عشاء يقدمها أهل الدوار أو الدشرة أو الفقلة كما يسمونها لزوارهم بعد توزيع التمر والحليب والشاي والحلوى . ويختم الحفل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين ولكافة المسلمين، وكذا الدعاء بالاستسقاء خصوصا خلال هذه السنة التي تعرف تأخر أمطار الخير والتي يعول في نزولها على رب العزة جل جلاله الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته . وينفض الجمع الذي يعد بالمئات شبابا وشيبا . وتعكس الاحتفالات الدينية بالمولد النبوي الشريف مدى حب ساكنة الأحواز لرسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ، ومدى التزامها بالتدين ، وهي شديدة العناية ببيوت الله عز وجل وبمن يقومون بالشأن الديني فيها أئمة ومؤذنون ، كما أنها ترحب بالوعاظ وتظهر لهم الحفاوة الكبيرة. والمعهود في هذه الساكنة الطيبة أنها تستزيد من الأنشطة بالمناسبات الدينية خصوصا مناسبة المولد الغالية على النفوس، والتي تكون فرصة لاستعراض سيرة سيد المرسلين بهدف التأسي والاقتداء به . ومعلوم أن الشريط الحدودي إلى جانب وجود أمن عسكري يحرسه يوجد أمن روحي يحرص عقيدته السنية الأشعرية . ولقد أتيحت لي فرصة حضور الحفل الذي صادف ليلة رأس السنة الميلاية بمسجد الهداية بدوار العوافة والذي حرص المشرفون عليه وعلى رأسهم السيد امحمد المساعد وعائلته على أن يكون حفلا متميزا وبهيجا حضره جمهور غفير من كل قبائل أهل أنكاد. ويحرص الأستاذ بنعيسى قماد وهوالمشرف دائما على الاحتفالات التي تقام بمساجد الأحواز على تنويع أنشطتها واستدعاء أكبر عدد من الأساتذة الوعاظ لتقديم مواعظهم . ولقد حصل لي شرف تقديم كلمة في هذه المناسبة بهذا المسجد فضلا عن إنشاد القصيدة الآتية: