سورة الإخلاص
في كتاب مولانا رب العزة والجلال سورة تسمى ( الإخلاص )
وهي ( قل هوالله أحد ، الله الصمد، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد )
وقد سميت بالإخلاص لأن الله أخلصها لنفسه ولأنها اشتملت على إثبات الكمال لله سبحانه وتعالى ، فأثبتت اسمه العظيم وهو الله ، وأثبتت وحدانيته ، وأثبتت صمديته ، ثم نفت عنه ماكانوا يدعونه من وجود الوالدة والولد ،أو أن يكون له كفوا أو شريك أو مشابه ، وهي تخلص قائلها من الشرك
ولهذا كان يقرأ النبي عليه السلام هذه السورة في الركعة الثانية من راتبة الفجر ، وراتبة المغرب وركعتي الطواف
وهذه السورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كان بمكة .
قل هو الله أحد : أي الذي لايقبل التعدد والكثرة
والصمد هو الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع المخلوقات ، الذي لم يلد ولم يولد ، لأنه ليس من شيء يولد إلا سيموت ، ولايموت إلا سيورث ، وأن الله سبحانه وتعالى لايموت ولا يورث
ولم يكن له كفوا أحد : أي لم يكن له شبيه وليس كمثله شيء
ولم يرد في فضل سورة من سور القرآن ماورد فيها :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، فحشد من حشد ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقرأ قل هو الله أحد ثم دخل ، فقال بعضنا لبعض : إني أُرى هذا خبر جاءه من السماء ، فذاك الذي أدخله ، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال :
إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ، ألا إنها تعدل ثلث القرآن ) مسلم ٨١٢
لأن القرآن أخبار وأحكام وعقائد ،
وهذه السورة تتعلق بالعقائد ،
وقيل لأنه خبر وإنشاء والخبر منها مايتعلق بالأحكام ومنه مايتعلق بالعقائد ،
المهم أن النبي عليه السلام ذكر أنها تعادل ثلث القرآن .
هذه السورة العظيمة افتحت بكلمة ( قل ) وهي ضمن خمس سور افتتحت بهذا اللفظ
وضمن ٣٣٢ موضعا من الآيات افتتحت بقوله تعالى ( قل )
قال المشركون لرسول الله عليه السلام أنسب لنا ربك ؟؟ هل هو من حجر ، أو شجر ، أو جماد
فقال سبحانه ( قل هو الله أحد )
وفي هذه الآيات إشراقات :
١/ فيها أشارة إلى أن العقيدة من عند الله سبحانه وتعالى فهو الذي بلغها لنبيه عليه السلام
وقد أوضح الله سبحانه صفاته بما لا لبس فيه ، من ذلك ( الرحمن على العرش استوى )
لئلا تذهب الأفهام والخواطر إلى شيء من اللبس والمغالطة ، كما وقع أصحاب الحلول والإلحاد ؟؟؟
٢/ فيها أشارة إلى تشبع النبي الكريم بهذه المعاني ، فإنه يقولها وقد امتلأ بها فؤاده ، وفاضت بها نفسه ، ثم تكلم بها لسانه صلى الله عليه ، وتواطأ ظاهره وباطنه
٣/ فيها أشارة إلى تزكية النبي وإيمانه بهذه المعاني كما أخبر عن ربه عز وجل
٤/ إن قوله ( أحد ) أبلغ من ( واحد ) وإن كانت بمعناها ، فالله أحد بربوبيته له الخلق وله الرزق وله الحياة وله الموت
الواحد : لا ثاني له فهو في الأعداد ، والأحد لاشبيه له فهو في الصفات والأفعال ، وهو الواحد في الألوهية المستحق للعبادة وحده جل وعلا ،
فلا يعبد بحق إلا الله سبحانه .
أدعى اليهود أن الله سبحانه أدركه التعب والإعياء من خلق السموات والأرض ، فاستراح يوم السبت ؟؟؟
وهكذا عندما قال النصارى المسيح ابن الله ؟؟
نفى سبحانه ذلك من نفسه فقال ( مااتخذ الله من ولد وماكان معه إله ٩١) المؤمنون
هذه السورة القصيرة الوجيزة التي بها بضع آيات ، وهي من أقصر سور القرآن ، هي أعظمها دلالة ومعنى ، لأنها تمحضت في تقرير العقيدة ، والتعريف بالله عز وجل ، ولذلك كانت تعدل ثلث القرآن .
حري بالمؤمن أن يقرأها ويتأمل معانيها ، ويقف عندها إجلالا لعظمة الله وكبريائه ومجده .
تأمل في نبات الأرض وأنظر
إلى آثار ماصنع المليكُ
عيون من لجينٍ شاخصاتٍ
بأبصار هي الذهب السبيكُ
على قُضب الزبرجد شاهدات
بأن الله ليس له شريكُ
والله أكبر ، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
وفرجك ياقدير..
وسوم: العدد 660