الصحوة الإسلامية و الخراصون!
ما فعله ويفعله الخراصون ومن هم على شاكلتهم منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم للمسلمين ودينهم . لهو أمر يدعو للتفكر فيه ومواجهته والعمل من أجل ابعاده عن الإسلام وأهله حتى لا يحدث شرخاً كبيراً في صرح الكيان العظيم – هذا الدين القويم ... يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل " قُتِلَ الخراصون * الذين هم في غمرة ساهون " والخراصون هنا هم الكذابون الذين يشككون الناس في معتقدات دينهم أو المرتابون .. وقد كان معاذ رضي الله عنه يقول في خطبته – هلك المرتابون – وقال قتاده : (الخراصون أهل الغرة والظنون) – وقال ابن عباس رضي الله عنهما: (الذين هم في غمرة ساهون ). أي ساهون في الشك وغافلون لاهون . لذلك فإن هؤلاء وأمثالهم ممن يشككون الناس في أمور دينهم ومبادئه هم والله في خطأ وخطر عظيمين ليس إلا لأنهم يضلون أنفسهم ويريدون إضلال الناس معهم . بل ويذهبون مذاهب شتى ليست من هذا الدين في شيء – وهذا نجده في سائر الحياة ومناحيها ومجالاتها ... سواء كان ذلك في عاداتهم وتقاليدهم أوكتاباتهم وآرآئهم و في شؤون حياتهم الأخرى !!! لهذا فإنه يتحتم على الجميع عدم الانصياع لمثل ذلك سواء ما يبث من خلال الكتابات المختلفة أو من خلال القنوات , والتي لا هم لها إلا العبث بأفكار الناس وعقولهم . حتى يضلوهم بغير علم ولا بصيرة .. فالأحرى بمن يوجه الناس أن يتصف بهاتين الصفتين الهامتين – العلم والبصيرة - , فقد قال جل وعلا : " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين " ... فالمؤمن مطالب بأن يكون أيضاً على وعي وإدارك وعلم بما يُبث له ويكتب إليه حتى يأخذ ما يوافق دينه ومعتقده وخلقه وينبذ ما سوى ذلك مما لا يمت لهذا الدين بصلة ,ولا إلى أخلاقه ومبادئه السامية النبيلة , وليحذر من ذلك أيما حذر حتى يقي نفسه ودينه وخلقه من أمراض وأوبئة فتاكة قاتله و آراء ومعتقدات غريبة ليست من هذا الدين لكنها ربما تكون من نتاج آراء آخرين بعيدين عنا , فالبعض هدانا الله واياهم يكتب في غير مجاله وتخصصه , فيضع نفسه فقيها وعالما ومفتيا ليأتي بالعجائب ! حتى أنه يذكرآرآء ليست صحيحة , ويُدخل امورا لا علاقة لها بالالتزام بالدين. بل انه يحشر اخطاء اخرى ويعلقها على شماعة الدين والدعوة , كمن يرى أن تأخر المنتخب الرياضي السعودي سببه أهل الصلاح والدعاة, أوانه يذم الصحوة الاسلامية وينتقدها, وأنها سبب ما يحدث . مع أن سماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله سُئل عن أسباب وجود هذه الصحوة الاسلامية المباركة , فقال رحمه الله :( يظهر لي أن هذه الصحوة لها سببان:-
1- يكون غالبا من المفكرين فان الانسان العاقل اذا نظرالى ماكان عليه غالب الناس اليوم في عامتهم من الامم كلهامن الانحلال والفوضى والقلق والتعب النفسي , وانه لا حل لذلك الا بالتمسك بشريعة الله عزوجل .
2- التقليد , فان الناس يقلد بعضهم بعضا فهذاالشاب اذا رأى أخاه او ابن عمه او جاره او صديقه اتجه اتجاها صحيحا فعل مثله, ويجب ان نكرس الجهود لارساخ هذه الصحوة وتثبيتها). انتهى كلام الشيخ رحمه الله . ويقول الشيخ الدكتور/عدنان رضا نحوي في كتابه (الصحوة الاسلامية الى اين ؟) : عندما يتحدث الناس عن ( الصحوة الاسلامية )اليوم ,فانهم يتكلمون غالبا عن يقظةآنية ,وظاهرة مرحلية , وافاقة بعدغفوة , واذا قصدنا هذاالمعنى والتصور,فسنجد الأدلة الكثيرة على ما يؤيدها في واقعنااليوم ومنها :- اسلام عدد من أهل الغرب ومفكريه .
- قيام مراكز وهيئات وجمعيات اسلامية في بلاد كثيرة من العالم : كانكلترا, ألمانيا,اسبانيا , امريكا , بريطانيا , وغيرها .
- نتعاش التحرك الاسلامي في المناطق التي كانت خاضعة لما يُسمى الاتحاد السوفيتي سابقا.
- انتشار المساجد بصورة واضحة في بلاد كثيرة من العالم.
- قيام الكثير من المسلمين بالدفاع عن أنفسهم رغم ضعف الامكانات.
- استمرار الحركات الاسلامية في نشاطها في معظم أنحاء العالم الاسلامي وانتشار الكتاب الاسلامي , والشريط الاسلامي وغيرها من وسائل الدعوة الاسلامية ولله الحمد).
ثم أن من هؤلاء الذين يلمزون الدعوة والدعاة من يضع جام غضبه بدون ادنى مبرر على الهيئات الخيرية والمراكز الصيفية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وأهل الخير فيها . الذين يعلمون الناس دينهم واصول الكتاب الكريم والسنة الشريفة المطهرة جزاهم الله خيرا. هدانا الله جميعا للصواب ووفقنا لمايُحبه ويرضاه ...
وسوم: العدد 665