اسعوا إلى ذكر الله

الشيخ حسن عبد الحميد

وأشرقت شمس يوم الجمعة ،

 اليوم الذي خُصت به أمة عظيمنا محمد صلوات ربنا وسلامه عليه ، وضل عنه غيرنا فجعلوا لهم السبت والأحد ؟؟

 الحمام تنتظرك للغسل المؤكد بهدي الحبيب عليه السلام  ، بعد الغسل نتعطر ونتطيب ، ثم سواك أو ما يقوم مقامه فرشاة الأسنان ومعجونها ، 

اقرأ سورة الكهف ،

 لبستَ ثيابا معطرة لا خمة فيها ولا رائحة عرق ، ولا آثار نوم ؟؟  ولاآثار دهان عليها ولا رائحة لحم ؟؟؟

بحفظ الله تسير وحولك مآذن شاهقة تهتف بكلمات التوحيد ، وما أجمل مآذن تركيا ، ومآذن حرم مكة المكرمة ، ومسجد رسول الله عليه أفضل سلام وأتم تسليم ، مآذن من صنع الأتراك ومع ذلك يقول الجاهلون أننا نقيم في ديار الكفر ؟؟؟

وصلنا للمسجد الشباب ملاوا ساحات المسجد وباحاته بشكل ملفت للنظر ، وبعد الصلاة وقبلها يطيب تطبيق السنة ، وما أدراك ما السنة يوم الجمعة ، لا أقول الصلاة مرة على رسول الله عليه السلام بل الاكثار من الصلاة عليه ، 

وتعلموا معنى الاكثار ؟؟

ذهبنا بعدها للمقبرة حيث دفنا شهيد الإسلام الشيخ زاهر الشرقاط رحمه الله في أرض خصصتها تركيا لدفن ضيوفها ، أي نحن المطرودين من وطننا المبعدين عنه ظلما وعدوانا ؟؟

علما أن بلدية البلدة خصصت قاعات للتعزية في جميع أنحاء البلدة ، والبلدية تتولى مجانا غسل كل ميت وتكفينه ودفنه ويحمله الهلال الأخضر بعد الصلاة عليه إلى مثواه الأخير  

صلاة الجمعة يحرص الزعماء العرب على حضورها ؟؟؟

ويحرص علماء السوء أن يكونوا بجانبهم ، وبخاصة في صلاة العيد ، فهم يتباركون بمصافحة المعلم ؟؟

ففي عيد من أعيادنا فتشوا عن الرئيس فلم يجدوه ، والبرتوكول يتحتم وجوده ، واخيرا وجدوه في دمر يحتسي الويسكي ، فجروه من دمر إلى الأموي لحضور الصلاة ورائحة العرق تفوح منه ؟؟

وللعلم إنه سني من حماة ، ياعيب الشوم ؟؟

وصلى سفاح مصر العبد الخاسر في الأموي وجُند لحراسته عشرة آلاف عسكري، وكنت حاضرا هذه المهزلة في مسجد بني أمية ، آلاف الشرطة العسكرية على الاسطحة والرشاشات مرفوعة ؟؟

رحم الله سيدنا عمر الفارورق ورضي الله عنه جاء موفد كسرى لمقابلته فلم يجده في القصر ؟؟ ولا قصر عند عمر ؟؟ وجد الموفد الرسمي عمر العظيم خارج المدينة نائما في ظل شجرة ، توسد عمر الأرض رضي الله عنه ، أجل نام على الأرض ، لا وسادة ولاحرس ، على الأرض أي والله ، فقال موفد كسرى  : 

     ( عدلت ، فآمنت ، فنمت )

 أما العلمانية وحكامهما فانظروا إلى هلعهم ؟؟؟

لما وقع العدوان الثلاثي على مصر آمن فرعون مصر وخطب الجمعة بنفسه على منبر الأزهر ؟؟

 وهو الذي شنق أكبر عمامة مجاهدة تطارده بريطانيا ، وهو الآن عند مليك مقتدر إنه الشيخ محمد فرغلي رحمه الله . 

صاحب عمامة جهاد 

لا عمامة ولائم وموائد ؟؟

 واشارتي لشهيدنا العظيم بإذن الله ذكرتني بشهيد أعظم منه وأعظم ، وأعطر منه وأعطر ، توجهت الذاكرة إلى صفحة مشرقة من تاريخنا ، إلى معركة مؤتة ، يحمل الراية البطل العظيم ، ابن عم سيد الرجال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، الراية بيد جعفر تأتيه ضربة على يمينه فتقطع ، ماصرخ ولا ولول ، بل أخذ الراية بشماله رضي الله عنه ، فجاءته ضربة سيف على يساره فقطعتها ، فحنى رضي الله عنه بعضديه ولم يتركها تسقط على الأرض ، ودماؤه تنزف بغزارة ، وأخيرا طعن برمح ، فأسرع لأخذ الراية زيد بن حارثة البطل رضي الله عنه والرماح تتهاوشه ، وبريق السيوف يعلوه ، الشهيد الأول سمته السنة جعفر الطيار رضي الله عنه . 

وهذا اسمه في التاريخ ،  لماذا ؟؟

لان الله أبدله بجناحين يطير بهما في جنة الخلد ، أعرفتم لماذا سمي جعفر الطيار .

وعدنا من المقبرة التي تضم الأب المجاهد عبد الجواد الشرقاط ، وإلى جانبه ولده الشهيد أبو يزن فخر مدينة الباب وفخر كل من يقول أنا من الباب ، كانت في الماضي تسمى مدينة العلماء ، أما اليوم فتسمى مدينة الشهداء هل أعد 

حسين رشيد العثمان ، عبد الرؤوف العثمان ، ياسر العثمان ، الدكتور حسان كمال ، أبناء التمرو والشهابي والنعوس ويسو ورحمو وحطاب وشيخ ويس  و وووو فكل بيت فيه شهيد ،

جبانة شمال البلد لم يعد فيها مكان لشهيد جديد ، صاروا بالآلاف .

رحمهم مولانا وأعزهم وأكرمهم وألحقنا بهم ، بل وشرفنا بجوارهم 

وختاما أقول كما يقول الخطباء استغفر الله لي ولكم 

وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين 

( ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ١٦٩ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ١٧٠ يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ١٧١ ) آل عمران 

وطبق الأحباب والجيران الهدي النبوي الكريم اصنعوا لآل جعفر طعاما بورك فيهم وجزاهم المولى كل خير 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والله أكبر ..  والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 667