آداب عظيمة

الشيخ حسن عبد الحميد

أدّب الله عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام

من التوقير والاحترام والتبجيل والاعظام ، منها : 

١ /  ( يا آيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله ، واتقوا الله ، إن الله سميع عليم ١ ) الحجرات 

أي لاتسرعوا في الأشياء بين يديه ، أي قبله ، بل كونوا تبعا له في جميع الأمور ،

قال ابن عباس أي (  لاتقولوا خلاف الكتاب والسنة )  ،

وقال الضحاك : أي لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم 

يقول سيد رحمه الله : 

هذا عالم الأدب مع الله ، ومع رسول الله ، يتمثل هذا الأدب في إدراك حدود العبد أمام الرب ، والرسول الذي يبلغ عن الرب .... 

فلا يسبق العبد المؤمن إلهه في أمر أو نهي ، ولا يقترح عليه في قضاء أو حكم ، ولا يتجاوز ما يأمر به وما ينهى عنه ، ولا يجعل لنفسه ارادة أو رأيا مع خالقه . 

٢/ ( لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ) 

حين قدم ركب من بني تميم على النبي العظيم صلوات الله وسلامه عليه ، أشار أبو بكر بالاقرع بن معبد أميرا ، وقال عمر رضي الله عنهما أمّر القعقاع بن حابس ، فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي ، فقال عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ،

فنزل جبريل بالوحي ( يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ، ان تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) الحجرات ٢ 

فما كان يُسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه 

اي كان الفاروق يبالغ في خفض الصوت رضي الله عنه ، أعد قراءة القصة في صحيح البخاري.

أنت الآن مع الإمام احمد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية كان ثابت بن قيس رفيع الصوت ، فقال عن نفسه أنا أرفع صوتي فوق صوت النبي عليه السلام ، واجهر له بالقول ، حبط عملي فأنا من أهل النار 

فأتى رجل النبي عليه السلام فأخبره انه قال كذا وكذا ، فقال المصطفى عليه السلام ( اذهب إليه فقل له : انك لست من أهل النار ، ولكنك من أهل الجنة ) البخاري 

قال أنس رضي الله عنه فكنا نراه يمشي بين اظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة ، فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض الانكشاف فجاء ثابت بن قيس وقد تحنط ولبس كفنه ، فقال : بئسما تعودون أقرانكم ، فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه 

سمع عمر رضي الله عنه صوت رجلين في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت اصواتهما ، فجاء فقال : اتدريان أين أنتما ؟ 

ثم قال : من أين أنتما ؟؟ قالا من أهل الطائف ، فقال : لو كنتما من أهل المدينة لاوجعتكما ضربا 

لذا قال العلماء يكره رفع الصوت عند قبره صلى الله عليه وسلم كما كان يكره في حياته عليه الصلاة والسلام ، لأنه محترم حيا وفي قبره صلى الله عليه وسلم 

والهجوم على سنته وهديه بعده عليه السلام ورفع الصوت على شريعته واخلاقه عليه السلام ،

قلة ادب وقلة دين وقد تكون مروقا عن الدين ، وسببا لهبوط غضب رب العالمين 

فمن استهزأ بسنة من سننه عليه السلام كفر ومرق من الدين ؟؟

فالبصق على وجه له لحية من الكبائر قد تؤدي الى النار ؟؟

ونتف اللحى في اقبية من سجون المخابرات من الكبائر ؟؟

عليك سلام الله ياسيدي يارسول الله كما جاء في الصحيح ( أن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى لا يلقي لها بالا يكتب له بها الجنة ، وأن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في النار أبعد مابين السماء والأرض ) رواه البخاري  

٣/ ( ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض )

لاتنادوه كما ينادي بعضكم بعضا ، يامحمد ، يامحمد ، 

صلى الله عليك يانبي الله ، يارسول الله 

فنهى المولى ان ينادى حبيبه كما ينادي بعضهم بعضا ، وامرهم ان يشرفوه ويعظموه ويدعوه اذا دعوه باسم النبوة يانبي الله ، يارسول الله ، صلى الله عليه 

٤/ جاء رجل إلى النبي عليه السلام فنادى من وراء الحجرات فقال : يامحمد ، يامحمد فلم يجبه 

فقال : إن حمدي زين ، وإن ذمي شين ، فقال : ذاك الله تبارك وتعالى 

فانزل الله تبارك وتعالى ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون )

والله أكبر والعاقبة للمتقين

وسوم: العدد 667