حقوق الجار

إيذاء الجار يعتبر من الكبائر ، ايذاؤه بالكلام أو الفعل ، حتى بالعبوس في وجهه ؟؟

يوم جئت إلى تركيا زرت قريبا لنا ، وكان الوقت ليلا ، وفي حديثي معه كان صوتي عاليا ، وهو يشير لي بالسكوت وعدم رفع الصوت لأن عادة القوم هنا النوم باكرا والنهار عندهم ينتهي بعد صلاة العشاء 

فضبط درجة الصوت مطلوب شرعا

عثمان رضي الله عنه وهو خليفة رسول الله وصهره عليه السلام يستيقظ لقيام الليل يريد ماء الوضوء وهو في الثمانين من عمره لايوقظ خادما لجلب ماء الوضوء وهم كثرة ، يذهب بنفسه ولايوقظ أحدهم ويمشي على رؤوس أصابعه كي لايوقظ واحدا منهم ، قائلا الليل لهم والنهار لنا ؟؟

 حياك الله ياذا النورين أنت خليفة راشد ولاتزعج خادما في نومه ، ومن حقك شرعا أن توقظه ، هم موظفون عندك للخدمة وسنك يشفع لك بالايقاظ ، ولكنك يازوج رقية بنت محمد عليه السلام ، وزوج أم كلثوم رضي الله عنهم لم تفعل 

له ميزات تشفع له : 

خليفة سنه ٨٠ يتنازل عن حقوقه اكراما لانسانية الانسان ،

 هذا هو الاسلام : أدب وذوق وخلق 

عثمان رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، كان يطعم الناس طعام الامارة ، وعندما يدخل بيته يأكل الخل والزيت 

انظر إلى كلمات النور ، من النور المنور صلى الله عليه وسلم ، يتحدث عن الجار : 

- حين سأل أتدرون ماحق الجار ؟؟

 إذا استعان بك اعنته ، واذا استنصرك نصرته ، وإن مرض عدته ، وإن أصابه خير هنأته ، وإن أصابته مصيبة عزيته ، وأن مات شيعته ،

لاتستطل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح : داره عربية فلا تبني افرنجي عالي إلا باذنه ، كرر كلمة ( باذنه ) 

- إن طبخت فاسكب له ، إن كان طعامك ذا رائحة ، الكباب مثلا شويه له رائحة احسب حساب الجار 

( يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) رواه مسلم

هذه هي السنة أن يتهادى الجيران بعض الطعام

صلى الله عليك ياعلم الهدى ، ياصاحب الذوق العالي ، 

- ان اشتريت فاكهة فاهد له ، وإلا أدخلها سرا ، ولا يخرج بها ولدك ليغيظ ولده 

دين عظيم ، ونبي عظيم عليه السلام ، لكن أين المسلمون 

شرعت لهم سبيل المجد لكن 

     أضاعوا شرعك السامي فضاعوا 

صلى الله عليك يارسول الله 

النبي عليه السلام ربط الإيمان بإكرام الجار 

( وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا ) الترمذي

فللجار على الجار حقوق تشبه حقوق الأرحام 

قال تعالى (  واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا ، وبالوالدين إحسانا ، وبذي القربى ، واليتامى ، والمساكين ، والجار ذي القربى ، والجار الجنب ) 

الجار ذي القربى : هو الجار الأقرب ، والقريب الملاصق 

اما الجار الجنب ، ليس الذي عليه طهارة أو غسل ؟؟ بل هو الجار الذي جانبك 

وقيل القريب نسبا ، والجنب غير القريب نسبا 

( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ) البخاري ومسلم 

شي مخيف نفي الايمان عن الذي لا يأمن جاره شروه 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال المصطفى عليه السلام : 

( لا يدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه ) رواه مسلم 

بوائقه : جمع بائقة ، الشرور والغوائل 

اذا من لوزام الإيمان بالله تعالى إكرام الجار ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ) رواه مسلم 

البعد عن الأذى ، عدم الإزعاج ،

 والإحسان له 

( خير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) 

( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ) البخاري ومسلم

الجار في نظر الإسلام معين وناصر يشارك الأفراح والأتراح ، يواسي ويعزي في المصائب والأحزان ،

يرشد وينصح ، يتعاون معك على البر والتقوى ، يعودك إذا مرضت ، يحفظك في أهلك ، لايخونك في مال ولا أهل ولا ولد ، فمن سعادة المرء أن يعيش مع جيران أفاضل ، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه. 

قيل للمصطفى عليه السلام : ان فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ؟؟؟

ماذا قال المصطفى ( لاخير فيها ، هي من أهل النار ) رواه البيهقي 

هذه المرأة تبدو مسلمة من حجابها ومسبحتها ، لكنها تفرق بين الاحبة ، تمشي بالغيبة والنميمة ، تؤذي الناس 

حجابها وصلاتها وصيامها وصدقتها لاتفعها من الله شيئا ؟؟؟

غفر الله لبغي رأت كلبا عطشا فغفر الله لها ( غُفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي ( بئر ) يلهث ، كاد يقتله العطش ، فنزعت خفها ، فأوثقته بخمارها ، فنزعت له من الماء ، فغفر لها بذلك ) رواه البخاري عن ابي هريرة 

إيذاء الحيوان حرام ، وإيذاء الإنسان حرام ، وايذاء الجار أشد حرمة 

الله  ..  الله .. في الجار 

فكم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول : يارب ، سل هذا لما أغلق عني داره ؟؟ ومنعني فضله ؟؟ 

عبد الله بن عمر رضي الله عنه ذُبحت له ذبيحة ، فقال هل أهديتم لجارنا ، وكان جاره ليس مسلما ؟؟

 هذه أخلاق الإسلام

اللهم علمنا ماينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا 

والله أكبر والعاقبة للمتقين