كيف نستقبل الشهر المبارك

- نستقبل رمضان هذا العام ونحن مشردون عن وطننا ، غرباء عن بيوتنا ، تهز أسماعنا أصوات البراميل المدمرة ، نرى خراب وطن ودمار بلد ، فلا نملك إلا أكف الضراعة لجبار السموات والأرض أن يهلك الطغاة ونقول : 

( ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) ٨٨ يونس 

- مخطئ من يظن أن هذا الشهر عبء يحرمه من ملذات وشهوات ؟؟ 

مخطئ من يظن أنه جوع وحرمان ، 

وأنه تعب وسهر واستيقاظ إجباري في ساعة يلذ فيها النوم : السحر 

رمضان فرصة العمر لفهم لماذا خلقنا ، وماهي المهمة التي نؤديها في الحياة الصاخبة ،

تعال نقرأ قوله تعالى : ( وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ٥٦ الذاريات ،

هذه الآية تعطينا هوية رمضان : 

شهر عبادة وصيانة ، شهر الروح التي تريد السمو ، شهر النفس التي تلوثت بالأوساخ وتحتاج إلى حمام نظافة تلقي الدرن ، وتعيد للقلب بهجته ورونقه .

- مخطئ من يقول هذه الأكلة دعوها لرمضان ؟؟ الفريكة لرمضان ، والسفرجلية لرمضان ؟؟ 

انقلوا مالذ وطاب من المول وخزونه لرمضان ؟؟ 

هل سنذهب لرحلة يحضر لها مطاليبها ؟؟

رمضان فرصة لتدارك مافات ، وترميم ما وهن ؟؟ 

من هنا نفهم قول المصطفى عليه السلام ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ) 

ونظر المصطفى عليه السلام إلى امراتين تغتابا الصديقات ، قال : انظرا إلى هاتين المرأتين صامتا عما أحل الله وأفطرتا على ماحرم الله ؟؟ 

من هنا نفهم معنى قول الإمام أحمد : أن الغيبة تفطر الصائم ؟؟

إن الذي يغضب لأتفه الأسباب ويعتذر بأنه صائم محروم من السيجارة ماعرف رمضان ، ولا عرفه رمضان ؟؟ 

رمضان يريدك رجلا آخر يقول لمن شتمه أو سبه : إني صائم ، إني صائم ،

رمضان تدريب على ضبط النفس : أما أن تخاصم زوجتك ، وتسب أولادك بحجة أنك صائم ، ستندم حيث لاينفع الندم ، وتقول ( رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحا فيما تركت ، كلا إنها كلمة هو قائلها ) ٩٩ المؤمنون

كانت جالسة بين أهلها وأولادها تضحك وتصرخ ، شعرت بألم بسيط في جنبها لم تأبه له ، أخذ يشتد فإذا بها تصرخ ، عملت الهواتف والجوالات الى الطبيب والاسعاف ، وغابت عن الوعي ، وشهقت شهقة خفيفة ، وصلت سيارة الاسعاف وانطلق الركب إلى المشفى ، خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ( أعظم الله أجركم ) لحظات سريعة 

ياالله .. 

كم من مرة استغابت ، وكم نمت ، كم من مرة نامت وزوجها يوقظها للصلاة ، فلا تلبي النداء ؟ كم من مرة وقفت تشاهد في التلفاز أو النت مشاهد لايرضى عنها الله عز وجل ؟؟ كم من مرة صرخت في وجه زوجها ، وفعلت أمورا لايحبها أو يرضاها ، كم ظلمت وأكلت من المال الحرام ، صرخت بكل قوتها ( رب ارجعون ) 

( كلا إنها كلمة هو قائلها ).

- إننا نفهم أن رمضان موائد عامرة ، وملذات حاضرة ، حلوها وحامضها وباردها ، كل الطيبات زمانها في رمضان ، كل الملذات موسهما في رمضان ؟؟ كلا .

أيها المقبلون على رمضان اسمعوا صرخة  الفاروق عمر رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوها قبل أن توزنوا ، فإن أهون عليكم في الحساب ، فاليوم عمل ولاحساب ، و غدا حساب ولاعمل ، 

بإمكانك أن تتوب ، بإمكانك أن تؤدي الحقوق ، بإمكانك أن تعتذر ، بإمكانك أن ترأب الصدع ، بإمكانك أن تلم الشمل ، بإمكانك أن تتقدم ... 

فرمضان فرصة العمر لتدارك مافات !!

عودوا إلى القرآن بعد هجر طويل ، قبل أن تسمعوا شكواه ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا )  ٣٠ الفرقان ،

المرأة تقلب بعض صفحاته في الشهر ، والرجل يتصفحه دون فهم ، وهو دستور الحياة !!!

- رمضان هو الإشارة الضوئية هذا حرام قف ، هذا حلال سر على بركة الله ،

كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا ،

كن مسلما وكفاك عند الله ذخرا ،

فإذا حييت ملأت هذه الأرض بشرا ،

وإذا قضيت عرفت كيف تموت حُرا ،

رحم المولى الشاعر سليم عبد القادر وأسكنه فسيح الجنات 

رمضان خلق وسمو لاجوع وحرمان .

- أيها الأب ، أيتها الأم يجب أن تحضرا لرمضان تفسير القرآن ، لا لتقبيله وإنما لتلاوته بدقة ، احضر أيها الأب تفسير الجلالين لتقرأ كل يوم جزءا مفسرا ، وعلى الام أن تحاول حفظ جزء عم ، وتبارك ، يشترك معها الأولاد والبنات

إن بيتا ليس فيه سيرة النبي عليه السلام هو فندق أو خان احضر سيرة ابن هشام ، كيف ستقتدي بنبي عظيم وأنت لاتعرف شيئا من سيرته ؟؟

وإلى المثقفين خاصة الذين ينادون ويقولون الاسلام دين ودولة ، هل قرأتم كتاب الداعية عبد الكريم بكار( أساسيات في نظام الحكم في الإسلام )

أقول للعابدين : 

رمضان يقول لكم ركضا إلى الله ، فقد يكون رمضانك آخر رمضان وبعدها القبر !!!

رمضان هو للقلوب لا للبطون !!!

أقلوا الطواف في الأسواق والجلوس في الحدائق وعمروا المساجد بالطاعات والجماعات

ابحثوا عن حلقات القرآن واتركوا النزهات والزيارات 

تفرغوا للعبادة ، هذه ذكرى وتذكير لمن يخشى ويتجنبها الأشقى

لاتغضبوا من كلمة الحق ، فالحق مر !!!

تقبل الله صيامكم .

ورمضان مبارك

والله أكبر والعاقبة للمتقين