الرخص

الشيخ حسن عبد الحميد

ديننا والحمد لله يسير ، يقول كتاب ربنا ( ماجعل عليكم في الدين من حرج ) الحج ٧٨

وهناك قاعدة فقيهة تقول : الضرورات تبيح المحظورات ، لكن الضرورة تقدر بقدرها

إن الذي قال سبحانه وتعالى ( كتب عليكم الصيام ) قال ( وعلى الذين يطيقونه فدية ) أي على الذين لايطيقونه ،

أي يصعب عليهم : يفطرون وعليهم فدية لصالح الفقير

المسافر يفطر ، والمريض يفطر ، الحائض والنفساء تفطران وجوبا ، وعليهن القضاء فيما بعد ، في السفر قصر وجمع  ، يصلى الظهر والعصر في عرفة ، والمغرب والعشاء قصرا وجمعا في مزدلفة ...

لكن هذه الرحض ليس حجة فيفطر من يزعجه الصوم بحجة المرض ،

الصوم صحة وقوة  ، فمن تركه وأخذ بالرحضة فاته الكثير ، إن الله سبحانه وتعالى الذي رخص قال ( وأن تصوموا خير لكم ) وهذا موجه للمسافر بالطائرة والسيارة

أما المجاهدون فيرخص لهم الإفطار عند ساعة الهجوم على العدو ، أما المجاهدون الحرس والمقيمون في المقرات فعليهم الصوم

يجب ألا نخسر نفحات رمضان وروحانيته بمرض خفيف يتحمله الجسم ،

هناك مرض مزمن ومرض شديد ، ومرض خطير مؤلم ، وعلى المسلم أن يكون قوي الإيمان لايفطر لأي ازعاج محتمل

عمال الأفران والعاملين على الطرقات وعمال البناء قد يحتاجون لرخصة الإفطار ، يجربون الصيام لساعات فلو شعروا بالتعب والارهاق أفطروا ،

ولكن على المفطر أن يحترم رمضان ولا يفطر علنا وفي الشوارع أمام الناس ، وفي الأسواق لا تفطر الحائض أمام أبنائها ،  يظل احترام رمضان قائما بالرغم من الرخصة

من كان عنده مسدس مرخص لا يلعب به أمام الناس وخاصة الأطفال ، فترويع المسلم حرام

سفيه وحقير وتافه من يفطر علنا أمام الناس ولو كان له رخصة الإفطار ، 

بعض من رخص لهم الإفطار يدخنون علنا في الشارع ، هذه وقاحة وقلة أدب ، 

راع شعور الصائمين ولا تجرح مشاعرهم

رأيت فيما مضى اثنان من الشباب المودرن مفطران في شهر الصيام ، تذكرت العبارة إن الله ليذع بالسلطان ما لا يذع بالقرآن ، رأيت صديقا عسكريا أشرت إلى الشابين بأنهما مفطران قبض عليهما وفي السراي العتيقة حلق لهما الشعور الذهبية المصففة على الموضة ، وذهب الجمال والمطريات ، وأصبح الأفندي كأنه عامل قميل ، 

وماأدراك ماالقميل ؟؟

اسألوا القدامى من جيل الأمس

أخي الكريم الفاضل :

لاتستعمل الرخصة إلا مضطرا ، وطالما أن هناك كفارة أو قضاء فلا تتسرع بالإفطار فأنت الخاسر ، في المرض الخفيف المقبول لا تفطر ولاتنتهك حرمة الصيام ، 

هل تستعمل المسدس المرخص إلا عند الضرورة القصوى دفاعا عن النفس

ان الصيام علاج ودواء لكثير من الأمراض فتمسك به ولو أرهقك ، 

ولأن يأتيك ملك الموت وأنت صائم خير لك بألف مرة أن يقبض روحك وأنت مفطر

تقبل الله صيام من صام ، وياحسرة على العباد المفطرين فمذاق الطعام للصائم غير مذاق المفطر ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) متفق عليه

أضف إلى ذلك أن للصائم عند فطره دعوة مستجابة فمن يستهين بها : 

اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فاغفر لنا ماقدمنا وأخرنا .

ذريني أنل مالا يُنالُ من العُلى 

فصعبُ العلى في الصعب والسهل بالسهل 

تُريدين لقيان المعالي رخيصةً 

         ولابُد دونَ الشهد من إبرِ النحلِ

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 674