الرخص
ديننا والحمد لله يسير ، يقول كتاب ربنا ( ماجعل عليكم في الدين من حرج ) الحج ٧٨
وهناك قاعدة فقيهة تقول : الضرورات تبيح المحظورات ، لكن الضرورة تقدر بقدرها
إن الذي قال سبحانه وتعالى ( كتب عليكم الصيام ) قال ( وعلى الذين يطيقونه فدية ) أي على الذين لايطيقونه ،
أي يصعب عليهم : يفطرون وعليهم فدية لصالح الفقير
المسافر يفطر ، والمريض يفطر ، الحائض والنفساء تفطران وجوبا ، وعليهن القضاء فيما بعد ، في السفر قصر وجمع ، يصلى الظهر والعصر في عرفة ، والمغرب والعشاء قصرا وجمعا في مزدلفة ...
لكن هذه الرحض ليس حجة فيفطر من يزعجه الصوم بحجة المرض ،
الصوم صحة وقوة ، فمن تركه وأخذ بالرحضة فاته الكثير ، إن الله سبحانه وتعالى الذي رخص قال ( وأن تصوموا خير لكم ) وهذا موجه للمسافر بالطائرة والسيارة
أما المجاهدون فيرخص لهم الإفطار عند ساعة الهجوم على العدو ، أما المجاهدون الحرس والمقيمون في المقرات فعليهم الصوم
يجب ألا نخسر نفحات رمضان وروحانيته بمرض خفيف يتحمله الجسم ،
هناك مرض مزمن ومرض شديد ، ومرض خطير مؤلم ، وعلى المسلم أن يكون قوي الإيمان لايفطر لأي ازعاج محتمل
عمال الأفران والعاملين على الطرقات وعمال البناء قد يحتاجون لرخصة الإفطار ، يجربون الصيام لساعات فلو شعروا بالتعب والارهاق أفطروا ،
ولكن على المفطر أن يحترم رمضان ولا يفطر علنا وفي الشوارع أمام الناس ، وفي الأسواق لا تفطر الحائض أمام أبنائها ، يظل احترام رمضان قائما بالرغم من الرخصة
من كان عنده مسدس مرخص لا يلعب به أمام الناس وخاصة الأطفال ، فترويع المسلم حرام
سفيه وحقير وتافه من يفطر علنا أمام الناس ولو كان له رخصة الإفطار ،
بعض من رخص لهم الإفطار يدخنون علنا في الشارع ، هذه وقاحة وقلة أدب ،
راع شعور الصائمين ولا تجرح مشاعرهم
رأيت فيما مضى اثنان من الشباب المودرن مفطران في شهر الصيام ، تذكرت العبارة إن الله ليذع بالسلطان ما لا يذع بالقرآن ، رأيت صديقا عسكريا أشرت إلى الشابين بأنهما مفطران قبض عليهما وفي السراي العتيقة حلق لهما الشعور الذهبية المصففة على الموضة ، وذهب الجمال والمطريات ، وأصبح الأفندي كأنه عامل قميل ،
وماأدراك ماالقميل ؟؟
اسألوا القدامى من جيل الأمس
أخي الكريم الفاضل :
لاتستعمل الرخصة إلا مضطرا ، وطالما أن هناك كفارة أو قضاء فلا تتسرع بالإفطار فأنت الخاسر ، في المرض الخفيف المقبول لا تفطر ولاتنتهك حرمة الصيام ،
هل تستعمل المسدس المرخص إلا عند الضرورة القصوى دفاعا عن النفس
ان الصيام علاج ودواء لكثير من الأمراض فتمسك به ولو أرهقك ،
ولأن يأتيك ملك الموت وأنت صائم خير لك بألف مرة أن يقبض روحك وأنت مفطر
تقبل الله صيام من صام ، وياحسرة على العباد المفطرين فمذاق الطعام للصائم غير مذاق المفطر ( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) متفق عليه
أضف إلى ذلك أن للصائم عند فطره دعوة مستجابة فمن يستهين بها :
اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فاغفر لنا ماقدمنا وأخرنا .
ذريني أنل مالا يُنالُ من العُلى
فصعبُ العلى في الصعب والسهل بالسهل
تُريدين لقيان المعالي رخيصةً
ولابُد دونَ الشهد من إبرِ النحلِ
والله أكبر والعاقبة للمتقين
وفرجك ياقدير
وسوم: العدد 674