تحدث الكاتب.. أوليفييه روافي.. على كتابه.. (الجهاد والموت)

تحدث الكاتب اوليفية روا في الامس في لقاء اذاعي على قناة لا بروميار البلجيكية  عن كتابه الذي صدر الشهر الماضي " الجهاد والموت " وهذا ملخص ما دار من حديث معه

- الى ماذا يسعى هؤلاء الشباب بذهابهم الى الجهاد ؟ يبدو وكأنه الموت بالدرجة الاولى ولكن ما المغري في الذهاب الى الموت الى هذا الحد ؟   

- هو خيار شخصي لا تفسير له  وهنالك النزوع النهليستي ، هؤلاء الجهاديون لايعنيهم  المستقبل ولا يهمهم بناء مجتمع اسلامي حياتهم الخاصة فاقدة للمعنى ، فعل الانتحار بالنسبة لهؤلاء الذين لم يلتزموا بتعاليم الدين فرصة لمحو ذنوبهم مرة واحدة ولدخول الجنة مباشرة ، هو نوع من الهروب من الحياة التي لم يعد لهم مكان فيها 

- هم ليسوا شباب يائسين لأن هناك امل لديهم  أمل الذهاب الى الجنة ، هم  يعتقدون جازمين انهم ذاهبون الى الجنه وهذا ما يفسر انعدام الانفعال لديهم عند فتح النار على  الاخرين لإعدامهم ،  هم يمحوون ذنوبهم وذنوب اهليهم الذين لم يكونوا مسلمين جيدين ويلومونهم على عدم توفيرهم للتربية الدينية الصحيحة  

- هم بالعادة غير ملتزمين دينيا ويعولون على الانتحار لمحو جميع خطاياهم مرة واحدة.  

- يقدم المتشددون على افعالهم وفقا للوازع الديني ووفقا لرؤية محددة للإسلام هي رؤية الاسلام كما يراه داعش 

- ليس هناك من بيئة  محددة يخرج منها هؤلاء المتشددون لا المستوى المعيشي ولا  الثقافي ولا  الجغرافي ولا درجة الاندماج الاجتماعي، هناك من المتشددين في مدينة نيس اكثر مما موجود في مرسيليا حيث ضياع المستقبل للشاب يتم في انغماسه في الجريمة والاتجار بالمخدرات

- إسلامهم المتشدد لا جذور عائلية له، عوائلهم تنتمي الى نوع من الاسلام المتأصل بثقافة وطنية  مغربية تونسية او تركية.

- اس المشكلة كما يراها اوليفية روا هي طغيان ثقافة اللا دين على ثقافة الدين التي تحد من انتقال النزعة الدينية من الجيل السابق الى اللاحق وهذا لا يجري على الدين الاسلامي فقط بل على الدين المسيحي ايضا فلم يعد المتعلمون من المسلمين معنين بان يصبحوا أئمة  في الجوامع مثلما لم يعد عمل القس يغري المتعلم المسيحي ـ لذا يضطر المسلمون في اوربا الى استقدام الأمه من بلدانهم الاصلية 

- يضرب روا مثلا في المواطن الاوربي الذي يشيح بوجه تذمرا ان هو رأى راهبة جميلة تسير في بروكسل ولكن لو قيل له ان هذه الراهبة متنكرة  وذاهبة للمشاركة في مواكب عرس  المثليين لشعر بالارتياح بالحال. ولكن تبقى هنالك برأيه  شريحة من الناس لا تستطيع العيش دون ارتباط روحاني بالدين والعلمانية لا تشبع هذه الحاجة ،العلمانية ليست دينا.

- وبالتالي فأن  اوليفية روا هو ضد محاربة مظاهر التدين لان حق اعتناق أي من الاديان وحمل رموزها وممارسة طقوسها وشعائرها امام الملا هو حق ضمنه الدستور الاوربي ـ هنالك فراغ روحاني لن تستطيع العلمانية ان تشغله ولا ينفع معه طرد الرموز الدينية من الفضاء العام لأننا سنمنع بذلك نمو ثقافة اسلامية داخل المناخ الاوربي القائم على التنوع الديني, 

- الحل بالنسبة لروا هو في اطلاق حرية ممارسة المعتقدات الدينية التي يضمنها الدستور الاوربي ـ الاصلاح الثيولوجي يأتي بعد الاصلاح الاجتماعي المهم بالنسبة للمؤمنين هي حريتهم في ممارسة الدين  لا أهمية لما يقوله القران عن الجهاد أو  ما هو تعريف الشريعة في المطلق،  الى حين ظهور جيل جديد الذي بدأنا نتلمس بوداره  في الدرجة المقبولة للاندماج وفي تواجد ذوي الاصول المغاربية في مختلف ميادين العمل في قطاع المصارف والميديا وغيرها الكثير ونحن في انتظار حصولهم على التمثيل السياسي المناسب

- أين مكمن القوة في الرواية التي يقدمها داعش الى الشباب ؟

- انها  في قدرة  داعش في احياء التقاليد الاسلامية  وتحديدا في استرجاعه لفكرة الخلافة التي استطاع ان يدرجها في المنظومه الرمزية  لثقافة الشباب اليوم والمتمحورة حول البطل ،ورمزية الحرب غير الواقعية ، الرمزية الثقافية لالعاب الفيديو والقدرة على مخاطبة الشباب بلغتهم واغرائهم بإمكانية  تحول الشخص  الفاشل الى بطل يثأر للمجتمع الاسلامي ولنفسه من جميع الاهانات والمذلات الحقيقة والوهمية التي تعرض لها. 

- هناك تفاوت كبير بين ما تسوق له داعش لدى ابناء اوربا البعيدين وبين ما تروج له داخل بيئتها الاصلية.

-   في اوربا هي ترفع شعار الحرب  على  الغرب الكافر اما في سوريا والعراق هي متجذرة في صلب نزاع سياسي بحت ، واستطاعت ان ترسخ وجودها مستفيدة من التناحر الطائفي بين الشيعة والسنة وباستقطابها للسنة الغاضبين من فقدانهم للسلطة والحكم في  منطقة الهلال الخصيب عدا الاردن , 

- ما رأي روا بما يحصل من حرب الان في الموصل ؟ وهل سنشهد  نهاية داعش ؟

- الكل يعتقد ان داعش انتهت والكل يستعد لما بعد داعش والكل يعتقد ان عدوه اكثر تهديدا  من داعش، بالنسبة لكرد العراق هم عرب العراق وبالنسبة لكرد سوريا هم الاتراك وبالنسبة للاتراك هم الاكراد ، هكذا الكل يتهيئ  لحرب ما بعد داعش. كبنية داعش انتهى  بالنسبة لاوربا  ولكن لا يبدو ان الحروب الاهلية ستنتهي قريبا هناك.

وسوم: العدد 704