بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ

أولاً: حقائق عن أخوّة الإيمان والإسلام

1- المقصود بها: الأخوّة في الله، التي يلتقي فيها المؤمنون على حُب الله ومرضاته والاعتصام بمنهجه القويم.. ويَرعون فيها حقوقها، من المحبة والتناصح، والتعاون والبذل، والحرص على اجتماع الكلمة، ودفع الظلم والأذى، وتفقّد الأحوال، والإصلاح، والتقوى، والإحسان.. يقول الله عزّ وجلّ في مُـحكم التنـزيل:

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الحجرات:10).

لاحظوا كلمة (إنما) في الآية الكريمة، فهي (أداة حصر) أي يُخبرنا اللهُ عزّ وجلّ أنه: لا أخوّة حقيقية إلا أخوّة الإيمان والإسلام، وعلاقة الأخوّة بين المؤمنين أقوى من علاقة النسب، تضعف بضعف إيمانهم، وتَقوى بقوّة هذا الإيمان!.. ويقوى الإيمان بقوّتها، ويضعف بضعفها!.. ذلك ما يجعلنا نقرّر القاعدة الآتية:

[الأخوّة (في الله)، والإيمان.. أمران متلازمان، يؤثّر أحدهما على الآخر، فهما يضعفان معاً، ويَقْوَيان معاً].

2- والأخوّة هي: العلاقة التي عَقَدَ اللهُ سبحانه وتعالى لواءها، وتدخـّل لتحقيقها بين المؤمنين، وذلك لأهميّتها في رفع لواء الإسلام، وحَمْل الأمانة التي أودعها، جلّ شأنه، في هذه الأمة، لدى أبنائها البررة:

(وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:63).

3- الأخوّة الحقيقية، مَبنيّة على العقيدة السليمة، فكل مسلمٍ مؤمنٍ هو أخي في الإسلام، مهما كان لونه أو جنسه أو بلده أو حَسَبه ونَسَبه.. وكل كافرٍ منحرفٍ عن عقيدة الإسلام، هو بعيد عني، أبرأ إلى الله منه، ومن صحبته، أو مُوالاته، أو التحالف معه، أو مناصرته، أو مؤازرته. وخير أمثلةٍ على ذلك ما يلي:

أ- إبراهيم الخليل عليه السلام مع أبيه:

(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:114).

فإبراهيم عليه السلام، كان قد وعد أباه بأن يستغفر اللهَ له، لكنه عندما علم أنه من أهل النار، وأنه عدوّ لله عزّ وجلّ.. تبرّأ منه!..

ب- نوح عليه السلام مع ولده:

(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) (هود:46).

ج- لوط عليه السلام مع امرأته:

(وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ) (العنكبوت:33).

د- مواقف إيمانية رائعة لصحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

في غزوة بدر، قتل أبو عبيدة بن الجرّاح أباه الكافر، وأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك قوله في مُـحكم التنـزيل:

(لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (المجادلة:22).

*     *     *

لنلاحظ كيف ربط الله عزّ وجلّ الموقف من أعداء الإسلام.. بالإيمان، فمودّة الكافرين دليل على ضعف الإيمان، وبخاصةٍ إذا ترتّب على هذه المودّة عون لهم على المسلمين وأوطانهم وشعوبهم، وسيحاسِب اللهُ عزّ وجلّ مَن يفعل ذلك أشدّ الحساب!.. بينما مفاصلة الكفر دليل على قوّة الإيمان (بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، ومَن يلتزم بذلك فهو من الذين قال اللهُ عزّ وجلّ عنهم: (أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ)!.. وبناءً على هذه القاعدة الإيمانية، فقد قَتَلَ (مصعبُ بن عمير) -في معركةٍ- أخاه الكافر (عبيد بن عمير)، و(قَتَلَ عمرُ بن الخطاب) خالَه الكافر (العاص بن هشام).. وهكذا، حينما تحتدم المعركة بين أهل الإيمان وأهل الكفر، فالمعيار لاتخاذ الموقف، هو معيار الإيمان فحسب.

*     *     *

ثانياً: ثمرات الأخوّة في الله عزّ وجلّ

1- نَيْلُ رضى الله سبحانه وتعالى وحبّه وحُسن عبادته وأجره:

(ما تحابّ اثنان في الله، إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبّاً لصاحبه) (ابن حبّان والحاكم).

2- التنعّم بحلاوة الإيمان:

(ثلاثٌ مَن كُنَّ فيه وجد بِهِنَّ حلاوة الإيمان.. وأن يُحِبَّ المرءَ لا يحبّه إلا لله) (متفق عليه).

3- التنعّم بظلّ العرش يوم القيامة:

(سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّهُ.. ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه..) (متفق عليه).

4- اعتلاء المنـزلة الرفيعة في الآخرة:

(إنّ لله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يَغبِطُهُم الأنبياءُ والشهداء.. لا يخافون إذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، لباسُهُم نورٌ، ووجوهُهُم نورٌ، وإنهم لعلى نور!.. قالوا: صِفْهُم لنا يا رسول الله، قال: هم المتحابّون في الله، والمتجالسون في الله، والمتزاوِرون في الله) (أحمد).

ما أعظم هذا الحديث، وما أعظم معانيه ودروسه.

وهكذا، فالأخ في الله حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة، والبركة، والنعيم، من الله عزّ وجلّ: (مَن عادَ مريضاً أو زار أخاً له في الله، ناداه منادٍ بأن طِبتَ، وطابَ ممشاكَ، وتبوّأتَ من الجنة منـزلاً) (الترمذي).

*     *     *

ثالثاً: حقوق الأخوّة في الله عزّ وجلّ

لقد انتهينا إلى أنّ الأخ (في الله) حريص على أخيه، يتألّم لألمه، ويحزن لحزنه، ويفرح لفرحه.. ومقابل ذلك له الجنة والبركة والنعيم، من الله عزّ وجلّ.. وهنا نؤكّد على أنّ للأخوّة حقوقاً، ينبغي مراعاتها بين الإخوة، لأنهم بهذه المراعاة، يُعبّرون عن جوهرها، الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتمسّك به ومراعاته، وذلك لتصبح الأخوّة انعكاساً حقيقياً، لإيمانٍ صادقٍ مُرهف، بالله عزّ وجلّ، وبخُلُق المسلم المؤمن الحق!..

من هذه الحقوق:

1- الولاء والنصرة والمحبّة:

فإذا كان الكافرون بعضهم أولياء بعض على الشرّ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 73).. فالأولى بالمسلمين المؤمنين، أن يكونوا متمتّعين بأعلى درجات الولاء، بعضهم لبعض، والمحبّة الخالصة: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ..) (لأنفال: من الآية 72).

(المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يَشُدّ بَعضُهُ بعضاً..) (متفق عليه).

2- المواساة:

بَدءاً من الكلمة الطيبة.. وانتهاءً ببذل الوقت والمال والمتاع، في سبيل استمرار أواصر الأخوّة بين المؤمنين، ولنا في الأنصار الذين ناصروا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومَن هاجَرَ معه إلى المدينة.. عبرة عظيمة، فقد قدّم الأنصارُ لإخوانهم المهاجرين المالَ والمأوى، وكلَّ ما يمكن تقديمه من متاع الدنيا:

(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (الحشر:9).

3- الرحمة:

فلا خير في أخوّةٍ لا تكون الرحمة جوهرها، ولا خير في إخوانٍ لا تكون الرحمة أساس التعامل فيما بينهم: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً..) (الفتح: من الآية29).

(مَثَلُ المؤمنين في تَوادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تَداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والحمّى) (متفق عليه).

4- الخُلُقُ الحسن:

فعمادُ الأخوّة هو: الأخلاقُ الفاضلة، فإن افتُقِدَت.. انتهت أواصر الأخوّة:

- فلا شماتة بين الإخوان: (لا تُظهِر الشماتة لأخيكَ، فيرحمه الله ويبتليك) (الترمذي).

- ولا تَكَبُّر: (لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه ذرّةٌ من كِبْر) (مسلم).

- ولا تَعْسير: (يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا) (الجماعة إلا مسلماً).

والمطلوب من الإخوان، الذين يرعون حقوقَ الأخوّة فيما بينهم، أن يكونوا على ما وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (مَن نفّسَ عن مؤمنٍ كُربةً، نفّسَ الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومَن يَسّرَ على مُعسرٍ، يَسّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومَن سَترَ مُسلماً سَتَـرَهُ اللهُ في الدنيا والآخرة، والله في عَوْنِ العبدِ ما كان العبدُ في عَوْنِ أخيه) (مسلم).

*     *     *

رابعاً: الأمور التي تتناقض مع الأخوّة في الله

كثيرة الأمور التي تُـمزِّق أواصرَ الأخوّة في الله، علينا الابتعاد عنها.. بعضها بسيط، وبعضها ليس كذلك، لكنها -كلها- معاول هدمٍ لمعاني الأخوّة وجوهرها، تأتي على كل معانيها، فَتُفقِدها روحَها وحَيَوِيَّـتَها، فيحلّ مكانها الجفاءُ وربما القطيعة، من هذه المعاول الهدّامة:

1- تقديم الآراء الشخصية والأهواء، على المصلحة العامة والأصول والكتاب والسنّة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1).

يقول عمر رضي الله عنه: (تعرّف إلى الرجال بالحق، ولا تتعرّف إلى الحقِّ بالرجال)!.. فالحق هو المقياس الذي يُقاس عليه الرجال، وليس العكس، وليس ما قاله فلان هو الحقّ لأنه فلان، وما عداه هو الباطل!..

2- عدم التثبّت من الأنباء:

فإنه لأمر عجيب أن تُهانَ الأخوّة، وتُداسَ أحياناً، بنـزوةٍ عابرة، أساسها عدم التثبّت من الأنباء، التي يمكن أن يسمعها الأخ عن أخيه، والله عزّ وجلّ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6).

3- عدم الأخذ بميزان التفاضل الذي شرّعه الله عزّ وجلّ:

بل الأخذ بموازين الجاهلية.. من نَسَبٍ، وجنسيةٍ، ولونٍ، وإقليميةٍ، وفئويةٍ، وعائليةٍ، و.. وغيرها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13).

4- انتقاص الإخوان، وبَخسُهم حقوقَهم وأشياءَهم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (الحجرات:11).

يُروى عن (سفيان الثوري) رحمه الله قوله:

(إنّ الرجلَ ليحدّثني بالحديث قد سمعتُهُ قبل أن تلدَه أمه، فيحملني حُسْنُ الأدب أن أسمعَهُ منه)!..

إنه التواضع، والأدب الجمّ، وخَفْضُ الجناح للمؤمنين، فهل نتعلّم؟!..

19 من حزيران 2017م

*     *     *

 

وسوم: العدد 726