لكي نستلم جائزة صيام رمضان
(واجبات عملية في رحيل شهر رمضان)
منذ أيام استقبلنا شهر رمضان، والآن نودعه مرتحلاً عنا، شاهدًا لنا أو علينا،سبحان الله، تمر أيام هذا الشهر سريعة، بالأمس استقبلنا هذا الشهر، واليوم نودعه. هذا هو حال كل غالٍ علينا، يحضر سريعًا، ويمضى سريعًا، ولا يبقى لنا إلا أن نقول: وداعًا يا شهر الخير.
سلام من الرحمن كل أوان على خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهرالصيام فإنه أمان من الرحْمن كل أمان
لئن فنيت أيامك الغر بغتة فما الحزن من قلبِي عليك بفانٍ
فضل يوم وليلة العيد: لها فضل عظيم ،من ذلك الفضل: 1-يوم الفرح :
أنه يوم أكل وشرب وشكرٍ لله وذكر، يوم فرح وسرور للمؤمنين الصائمين القائمين المتطهرين بزكاة الفطر. نعم، يومٌ نفرح فيه، وتعلو قلوبنا فيه البهجة والسرور، وتغمرنا فيه السعادة والحبور، نفرح ونُسر حين أتممنا شهر رمضان وأتممنا صيام أيامه وقيام لياليه الثلاثين، نفرح لأن الله أمهلنا وأمدّ بأعمارنا حتى أدركنا هذه الساعة الجميلة ونحن نرى الموت يتخطّف الناس من حولنا، فكم قريبٍ فقدناه، وكم صديقٍ فارقناه، وكم جارٍ دفناه ،فيهم الشباب والأطفال والرجال والنساء، فحقيق بنا أن نفرح بفضل الله ورحمته،قال تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }(يونس:58)،وعن أبى هريرة -رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :" فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقى ربه فرح بصومه ". أخرجه الشيخان
2-يغفر لهم :
عن أبى هريرة -رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :" ويغفر لهم فى آخر ليلة قيل يا رسول الله أهى ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ".أخرجه: أحمد ،والبيهقى فى شعب الإيمان
3-لم يمت قلبه:
عن عبادة بن الصامت-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :"من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب".أخرجه الطبرانى.
،وعن الحسن بن عبيد الله قال كان عبد الرحمن بن الأسود يقوم بنا ليلة الفطر ،قال الإمام النووي في المجموع:" اتفق أصحابنا على إحياء ليلتي العيدين".المجموع:النووي (4/74).
وذهب الحنفية: إلى أن إحياءها يكون بصلاة العشاء في جماعة والعزم على صلاة الفجر جماعة، فإحياء ليلة العيد عند القائلين بها يكون بجمع الطاعات من ذكر وقراءة قرآن وصلاة ودعاء.
وفي مغني المحتاج: "ويسن إحياء ليلتي العيد بالعبادة من صلاة وغيرها من العبادات ". مغني المحتاج الخطيب الشربيني (1/313).
واعلم أنه لا يستحب لإحيائها الصلاة بالمسجد، ولا المواضع المشهورة كما يفعل في رمضان، بل كل إنسان في بيته لنفسه، ولا بأس أن يأتم به أهله وولده.
4-يوم المحبة:
يوم العيد فرصة لننشر المحبة والوئام وإزالة الضغائن والأحقاد من القلوب،وتأدية الواجب تجاه أقاربه وجيرانه من حيث الصلة والبر والإحسان، وليحذر من قطيعة الرحم فإن شؤمها عظيم وضررها كبير، يحل بصاحبها العقاب العاجل قبل الآجل، قال تعالى:{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.}(محمد:22).
5-يوم الانتصار:
لما كانت قلوبنا تردد التكبير مع الألسن نصرنا بالرعب مسيرة شهر وأحكمنا الأمر. إن تكبيرنا في العيد إعلان لانتصار الدين على الدنيا والآخرة على الأولىُ.لقدانتصرنا على اليهود فى رمضان عندما كان شعارنا الله أكبر،و لقد دخلنا الأندلس لما كان نشيد طارق في العبور (الله أكبر)، وبقينا فيها زمانًا كانت الهمة تغلب الشهوة.
إنه العيد جاء ضيفًا عزيزًا فاكتبوا بالْمداد فيض التهاني
كبروا الله علَّ تكبيرة العيد تضخ الضمير في الشريان
زلزلت فِي القديم إيوان كسرى هل تَهز الغداة كسرى الزمان؟
يقول الإمام البنا:" وإن كان عيدنا الحقيقي يوم تنتصر دعوتنا , وتنهض دولتنا , وتعلو بنا كلمة الله في أرضه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله".الرسائل:158
ولكي تستلم جائزتك ماذا عليك أن تعمل: 1-زكاة الفطر قبل صلاة العيد: قال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى{14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى{15} (الأعلى)،عن سعيد بن المسيب قال : « زكاة الفطر » وهى فرض:
عن ابن عباس-رضي الله عنهما-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :" فرض زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهى زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهى صدقة من الصدقات".أخرجه أبو داود ، والحاكم وقال:صحيح على شرط البخارى .
ومقدارها صاع من قوت البلد أو ما يساوي ذلك نقودا:
عن ابن عمر-رضي الله عنهما-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال :" زكاة الفطر فرض على كل مسلم حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين صاع من تمر أو صاع من شعير ".أخرجه: الدارقطنى ، والبيهقى.
وذهب الإمام أبو حنيفة وغيره إلى أنه: لا مانع شرعا من إخراج زكاة الفطر نقداً لما في ذلك من تحقيق مصلحة الفقير .
ويجوز إخراها قبل يوم العيد:
عن قيس بن سعد قال : كنا نصوم عاشوراء ونعطى زكاة الفطر قبل أن ينزل علينا صوم رمضان والزكاة فلما نزل لم يأمر به ولم ينه عنه ونحن نفعله ".أخرجه: النسائى، والطيالسى.
2- الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب :
الاستعداد لصلاة العيد بالتنظف ، ولبس أحسن الثياب : لما جاء عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم -كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة ".أخرجه:مسلم،والبيهقى في السنن الكبرى.
وكان ابن عمر: يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى العيد". أخرجه:مسلم،و البيهقى في السنن الكبرى،ومالك. وعن نافع أن بن عمر :" كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه".أخرجه:البيهقى في السنن الكبرى. 3-- الأكل قبل الخروج في عيد الفطر :
يسن قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات وتراً : ثلاثاً ، أو خمساً ، أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر ؛ لحديث أنس -رضي الله عنه- قال : " كان النبي -صلى الله عليه وسلم -لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ، ويأكلهن وتراً ".أخرجه:البخاري،والبيهقى في السنن الكبرى،والحاكم.
4- التكبير في العيدين : قال تعالى:{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(البقرة:185).
يسن التكبير والجهر به ـ ويسر به النساء ـ يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى ؛ لحديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" زينوا أعيادكم بالتكبير".أخرجه: الطبرانى في الأوسط.
وعن نافع : " أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ، ثم يكبر حتى يأتي الإمام ، فيكبر بتكبيره " . أخرجه: الحاكم.
ففي عيد الفطر : ويبدأ وقته من رؤية هلال شوال أو غروب شمس آخر ليلة من رمضان، وينتهي وقته بصلاة العيد.، فقد كان –صلى الله عليه وسلم-أنه كان يكبر يوم الفطر إذا خرج إلى المصلى وإذا قضى الصلاة قطع التكبير؛وفي عيد الأضحى: من فجر يوم عرفة الي آخر أيام التشريق .
5-صلاة العيد فى الخلاء:
صلاة العيد يجوز أن تؤدى في المسجد، ولكن أداءها في المصلى خارج البلد أفضل ، ما لم يكن هناك عذر كمطر ونحوه لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العيدين في المصلى ، ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة لعذر المطر.
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أنهم أصابهم مطر في يوم عيد فصلى بهم النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العيد في المسجد". أخرجه: الحاكم،وأبو داود،وابن ماجه.
6- الخروج الي المصلي من طريق والرجوع من طريق آخر:
ذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب الذهاب إلى صلاة العيد في طريق والرجوع في طريق آخر سواء كان إماما أو مأموما، فعن جابر -رضي الله عنه -قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيد خالف الطريق".أخرجه: البخاري،الحاكم.
7-جواز إخراج النساء:
عن أم عطية –رضي الله عنها-قالت:قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:" أخرجوا العواتق وذوات الخدور . ليشهدن العيد ودعوة المسلمين ،ليجتنبن الحيض مصلى الناس".أخرجه:البخاري،ومسلم.
8-إدخال السرور على أهله وأقاربه:
ويشرع للمسلم إدخال السرور على أهله وأولاده يوم العيد، وأن يهنئ المسلمون بعضهم بعضا بقول: تقبل الله منا ومنكم.
قصة الواقدى:عن الواقدي قال: كان لي صديقان أحدهما هاشمي، وكنا كنفس واحدة، فنالتني ضَيْقة شديدة، وحضر العيد، فقالت امرأتي: أما نحن في أنفسنا فنصبر على البؤس والشدة، وأما صبياننا هؤلاء فقد قَطعوا قلبي رحمة لهم؛ لأنهم يَرَوْنَ صبيان الجيران قد تَزَينُوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم، وهم على هذه الحال من الثياب الرثّةِ، فلوا احْتَلْتَ بشيء تصرفه في كسوتهم، قال: فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليَ لما حضر، فوجه إليّ كيساً مختوماً ذكر أن فيه ألف درهم، فما استقر قراري حتى كتب إليَّ الصديقُ الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي، فوجهت إليه الكيس بحاله، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلي مستحيياً من امرأتي، فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني ولم تعنفني عليه، فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته، فقال لي: اصْدُقْنِي عما فعلته فيما وجهت إليك، فعرفته الخبر على جهته، فقال: إنك وجهت إلي وما أملك على الأرض إلا ما بعثْتُ به إليك، وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة، فوجه بكيسي بخاتمي، قال: فتواسينا الألف ثلاثاً بعد أن أخرجنا إلى المرأة قبل ذلك مائة درهم، ونمي الخبر إلى المأمون، فدعاني، فشرحت له الخبر، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار: لكل واحد ألفا دينارٍ، وللمرأة ألف دينار.مروج الذهب:2/51
9- اللهو المباح:
اللعب المباح، واللهو البرئ، والغناء الحسن من سنَن المرسلين، وإظهارُ السرور في الأعياد من شعائر الدين، وهو رياضة للبدن وترويح عن النفس، ولقد أظهر الرسول-صلى الله عليه وسلم-الفرحَ والسرور بالأعياد في شرعِه وفعله، وأذِن للمسلمين بأن يفرَحوا، وأقرَّ الفرحين على فرحهم، تقول عائشة -رضي الله عنها: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعندي جاريتان تغنّيان بدفَّين بغناءِ بُعاث، فاضطجع على الفراش وتسجّى بثوبه وحوّل وجهه إلى الجدار، وجاء أبو بكر فانتَهَرهما، فكشَف النبيّ وجهه وقال:"دَعهما يا أبا بكر، إن لكلِّ قوم عيدًا، وهذا عيدُنا".أخرجه :الشيخان
10-التهنئة بالعيد:
عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل منا ومنك). قال الحافظ إسناده حسن.
11-الإحساس بالمسلين:
فإذاكان يوم العيد يوم فرح ،فلا ننسى فى يوم العيد أن نتذكر إخواننا المسلمين، فإننا نريد أن نظهر فى أعيادنا بمظهر الأمة الواعية،التى لا يحول احتفاؤها بذكرياتها الحبيبة وأعيادها الدنيوية ،دون الشعور بمصائبها التى يرزح تحتها فريق من أبنائها .
ونريد أن نشعر بالإخاء قويا في أيام العيد،فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات أخواننا وجهادهم بما يقوي العزائم،ويبسط الأيدى بالبذل والفداء،ونريد أن نقتصد في ضحكنا فتبدوا على وجوهنا مسحة من الحزن الكريم الوقور ينم على مبلغ عنايتنا ،واهتمامنا بما يجرى في وطننا الكبير من أحداث ونكبات،نريد أن لا ننسى فلسطين وطننا الجريح الذى يئن تحت أقدام الغزاة المتوحشين،وأن لا ننسى شعبنا المشرد عنها تحت كل سماء يستجدى من الأمم خيمته ولقمته وكساءه ودواءه.،نريد أن لا ننسى مغربنا العربي ولا مشرقنا الإسلامي. أنظر:أحكام الصيام وفلسفته:96،95
12-عدم معصية الله:
في يوم العيد أو في غير يوم العيد،فإن شؤم المعصية يهلك العباد والبلاد، فلا ننغمس فى اللهو وننسى طاعة الله ،ونفرح أن الله غفر لنا،قال تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }(النحل:112)
اشتهت زوجة المعتمد بن عباد ـ أحد ولاة الأندلس ـ أن تمشي في الطين وتحمل القرب، فأمر المعتمد أن ينثر المسك على الكافور والزعفران وتحمل قربًا من طيب المسك لتخوض فيه زوجته تحقيقًا لشهوتها, وتجري السنة الإلهية وتتهاوى حصون الإسلام في الأندلس بسبب اللهو والغفلة والإغراق في الشهوات, ليؤخذ المعتمد أسيرا إلى أغمات وتبقى بناته يتجرعن كأس الفقر بعد الغنى والذلة بعد العزة يغزلن للناس يتكسبن، حتى إذا علم المعتمد بذلك تمثل يقول:
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك فِي الأطمار جائعة يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعة أبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية كأنها لم تطأ مسكًا وكافورا
دخلت بنات عمر بن عبد العزيز على والدهم ، وهن في كامل زينتهن وتغمر الفرحة وجوههن ، فرأين والدهن يلبس ثوبا صفيقا باليا وبيدة كسرة خبز يبللها في قصعة بها زيت ويأكل ووجهه متهلل بالفرح وقلن : يا أمير المؤمنين اليوم عيد أفلا اتخذت لك ثوبا جديدا وأكلت شيئا من الثريد ؟فنظر لهن ، وقال( ليس العيد بلبس الجديد ، إِنما العيد من خاف يوم الوعيد ،اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد وكل ُ يومٍ لانعصي الله فيه فهو لنا عيد)
{ اللهم اجعل أيامناكلها أعياد،وأدخل السرور علينا فى الدنيا والآخرة،وتقبل منا طاعات رمضان }
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم