لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إنه كلام الله عزّ وجلّ، يأمرنا فيه بألا ندع مجالاً لليأس أو القنوط أن يتغلغل إلى داخل نفوسنا.. فكل شيءٍ في هذا الكون يسير بمقادير الله سبحانه وتعالى.
تعالوا نتعمّق بهذه القضية، في شهر الرحمة والخير والمغفرة.. الشهر الذي تتعلّق فيه القلوب والأرواح بالله وحده، الذي يُسيِّرُ كلَّ أمرٍ وفق نظامٍ ربانيٍ مُـحكمٍ حكيم، فكم نحن بحاجةٍ في ظروفنا الصعبة الاستثنائية.. لردّ قضية اليأس والقنوط إلى أصولٍ مَنهجيةٍ إيمانيةٍ إسلامية.. لنتجنّب السلبيات المدمِّرة التي يمكن أن تحدثَ فيما لو سمحنا لليأس أن يَلِجَ إلى نفوسنا.. مهما كانت الظروف تتفاعل من حولنا، لأنها، في المحصِّلَة، لن تسيرَ إلا بما قدّره الله سبحانه لها من سبيلٍ تسير وفقه وإليه.
* * *
حَذارِ من اليأس .. فلا يأسَ مع الإيمان
اليأس هو: القُنوطُ وانقطاع الأمل، وإحباطٌ يصيب الروحَ والعقلَ معاً، فيفقِد الإنسانُ الأملَ، في إمكانية تغيُّر الأحوال والأوضاع والأمور من حوله!..
وقد قال الله عزّ وجلّ في مُـحكم التنـزيل، واصفاً الإنسان:
(وَلَئِنْ أَذَقْنَا الأِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ) (هود:9).
واليأس نوعان:
1- يأسٌ من رحمة الله، وهو محرَّم ومَنْهيٌ عنه في الإسلام.
2- ويأسٌ من أمرٍ ما، في دُنيانا التي نعيش فيها.
ثلاثة أمورٍ عن اليأس ينبغي أن نستوعبها جيداً.. هي:
1- اليأسُ مَنْهيٌ عنه في الإسلام، بأمر الله عزّ وجلّ: (.. فَلا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ) (الحجر: من الآية55).
2- وَصَفَ اللهُ عزّ وجلّ اليأسَ منه ومن رحمته سبحانه.. بأنه سبب من أسباب الضلال والكفر:
(.. إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) (يوسف: من الآية87).
(قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)؟ (الحجر:56).
ذلك لأنّ الإنسان اليائس، يُسيء الظنَّ بربه، والله سبحانه وتعالى يقول:
(.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (البقرة: من الآية216).
يقول عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: (لَئِن أضع جمرةً في فمي حتى تنطفي، أحَبُ إليَّ من أن أقولَ لأمرٍ قضاهُ الله تعالى: ليتَ الأمر لم يكن كذلك)!..
ذلك لأن مَن يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله سبحانه تبارك وتعالى.. بينما يقول ربنا عزّ وجلّ في مُـحكم التنـزيل: (.. أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (لأعراف: من الآية54).. أي أنّ القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر.. وقد روى (ابن حبان) الحديث القدسيّ الشريف: (أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنّ بي ما يشاء).. ويقول (الشوكاني): (فمَن ظنَّ بربه الخيرَ، عَامَلَهُ الله سبحانه على حسب طنّه به، وإن ظنَّ بربه السوءَ، عَامَلَهُ الله سبحانه على حسب ظنّه به)!..
3- تَبرز قدرة الله عزّ وجلّ وتَظهر، عندما تنقطع أسباب البشر.. ولنا عبرة عظيمة في قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام مع زوجته (هاجر) وولدها إسماعيل عليه السلام.. فقد تركها زوجها إبراهيم عليه السلام مع ولدها في وادٍ غير ذي زرع، وذلك بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى.. فقالت له بعد أن تأكّدت أنه أمر الله: (اذهب فإنه لن يُضيِّعَنا)!..
* * *
ما أسباب اليأس ؟!..
1- استعجالُ الإنسان للأمور:
(.. وَكَانَ الأِنْسَانُ عَجُولاً) (الإسراء: من الآية11)..
لنعلمَ أنّ المتعجِّلين هم أقصر الناس نَفَساً.. وأسرعهم يأساً، وذلك عندما لا تجري الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنّون ويُحبّون ويشتهون!..
2- وَزْنُ الأمورِ بموازين الأرض لا بميزان السماء:
فقد قال رجلٌ لأحد الحكماء: إنّ لي أعداءً، فقال له: (.. وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: من الآية3).. قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي، فقال له: (.. وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) (فاطر: من الآية43).. قال الرجل: ولكنهم كثيرون، فقال له: (.. كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقرة: من الآية249)!..
وهكذا، فعندما نَرُدّ كلَّ أمرٍ يواجهنا في حياتنا إلى الله عزّ وجلّ وحده.. فإننا لن نيأس مطلقاً، بل ستبقى قلوبنا معلَّقةً بالأمل بالله سبحانه وتعالى.. خالقنا وحده لا شريك له، ومدبّر الأمر كله!..
3- قد يواجه المَرءُ مواقف فرديةً سلبيةً من بعض الناس، فيتخذ منها موقفاً سلبياً.. ثم يعمّم ذلك على كل ما يواجهه في حياته:
وكأنّ الناس كلهم بعضهم مثل بعض.. أي: حين ييأس الشخص من مجموعةٍ أو شخصٍ آخر لموقفٍ سلبيٍ بدر منه.. فإنه يعمّم يأسه هذا على مواقفه من الناس كلهم، الذين يعيش معهم أو يلتقي بهم.. وبذلك يتّخذ موقفاً عاماً لابتلائه بموقفٍ خاص!..
* * *
وهل لليأس أنواع ؟!..
نعم.. هناك أنواع لليأس، يمكن أن نُجمِلَها بما يلي:
أولاً: اليأس من رحمة الله عزّ وجلّ:
وذلك لجهل الإنسان بربّه، وبحقيقة سُنَنِهِ سبحانه وتعالى في تعامله مع عِباده.. إذ من أهم الحقائق الربانية التي يتعامل وفقها الله عزّ وجلّ مع الإنسان.. ما يأتي:
1- حين ارتكاب الذنوب:
يشرح سبحانه وتعالى قانونه للناس مفصَّلاً بالآية القرآنية: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر:53).
2- حين وقوع الكَرْب:
أ- لا شكّ أنّ الله تبارك وتعالى، هو وحده الذي يفرّج الكروب، وهو بذلك كريم مع عباده، رحيم بهم، وهو يقف إلى صفِّ عباده المؤمنين الصالحين في أوقات الرخاء، يدعمهم من فضله وإحسانه.. أفيتركهم في أوقات الشدّة والكرب والبلاء؟!..
حين تأخّر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال المشركون: [ودَّعَ محمداً ربُّهُ (أي: تركه).. فأنزل الله عزّ وجلّ: (والضُّحَى واللّيلِ إذا سَجَى.. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى؟!.. وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى؟!.. وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى؟!..].. أي إنّ الله سبحانه وتعالى، ذكّر رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بقديم إحسانه عليه في الحالات الحياتية العادية.. فهل من المعقول أن يتركَه في أوقات الشدّة والكرب والمواجهة مع المشركين؟!..
ب- كما أنّه سبحانه وتعالى، يبتلي المؤمنين بالكرْب ومختلف أنواع الابتلاءات.. لاختبارهم واختبار قوّة إيمانهم وثباتهم على مَنهجه ودينه وطريقه.. فالدنيا دار ابتلاء، وطوبى لمن خرج منها ناجحاً مُعافىً ثابتاً على الصراط المستقيم.. وهذه قصة نبي الله إبراهيم مع ولده إسماعيل عليهما السلام، تؤكّد هذه الحقيقة الربانية.. حين خضع الأب وابنه لمحنة أمر الله ّعز وجلّ لإبراهيم عليه السلام، بذبح الابن، فكيف سيكون موقف الأب الذي سيذبح فلذة الكبد، وكيف سيكون موقف الابن الذي سيُذبَح بيد الأب، طاعةً لأمره سبحانه وتعالى؟..
(فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)!.. (الصافات: من 103 إلى 107).
فلنتأمّل ولنتدبّر في تلك الآيات العظيمة، فهي لا تحتاج إلى أي شرح.
إنه الله عزّ وجلّ الذي يقف إلى جانب عباده المؤمنين عند الكرْب، بعد أن يختبرَهم ويختبرَ مدى قوّة الإيمان في نفوسهم.. فلنتأمّل، ولنعتبر، ولنتّعظ!..
ثانياً: يأسُ المسلم من أنّ المستقبل للإسلام ، الذي سيظهر بإذن الله على الدِّين كُلِّه:
وذلك لما نراه من صَوْلة الباطل وبطشه بالمسلمين، سواء تمثّل هذا الباطل الزائل.. بالأشخاص، أو بالطغاة من أرباب أنظمة الحكم الوضعيّة، أو بالحكومات أو الدول أو الأمم الأخرى الباغية.. وهذه في حقيقة الأمر هي أهم أسباب تغلغل اليأس وعوامل الإحباط والقنوط إلى قلوب المسلمين، وهي تَمَسّ واقعنا بشكلٍ مباشر، فما الذي ينبغي علينا أن نسلكَه ونقتنعَ به إزاء ذلك كله، إن كنا حقاً من المؤمنين الصادقين المخلصين لأنفسنا، ولربنا ودعوتنا الإسلامية وأمّتنا العظيمة؟!..
علينا أن نتذكّر أمرين اثنين مُهمَّيْن، هما:
1- إنّ الله عزّ وجلّ، بيّن لنا (كَيْدَ) العدوّ ومكرَه وشدّة حقده وبطشه: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)!.. (ابراهيم:46).. لكنه أعقب ذلك مباشرةً، (بِوَعْدِهِ) سبحانه لأوليائه المؤمنين، بالنصر والعلوّ والظهور: (فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)!.. (ابراهيم:47).. فكيف نتذكّر كَيْدَ العدوّ وبطشه.. وننسى أو نهمل وَعْدَ الله لنا بالعزّ والنصر؟!..
2- إنّ الله عزّ وجلّ يُؤخِّر، النصر عن أوليائه المؤمنين المظلومين، لحكمةٍ عظيمة، أجملها الشهيد سيد قطب رحمه الله بما يأتي (مع بعض التصرف):
أ- لأنّ الله عزّ وجلّ، يريد لأوليائه وأنصاره المؤمنين، أن يبذلوا كل ما بوسعهم من النفس والمال والوقت والجهد.. فالنصر لا يتنـزّل عليهم وهم قابعون في بيوتهم، لاهِين ساهِين غافلين!..
ب- لأنّ الله عزّ وجلّ، يريد أن يُظهِرَ الباطل، ليكشفَه على حقيقته تماماً.. فلتجرّب البشرية ما شاءت من المناهج الوضعيّة، فهي بالنتيجة ستكفر بها جميعاً، لأنها ظالمة باغية طاغية، لا عدل فيها ولا مساواة ولا حرية ولا كرامة إنسانية.. بل ظلم وقهر وسَحق، وامتهان لكرامة الإنسان، واحتقار لإنسانيته!..
فها هي ذي المناهج البشرية تسقط واحدةً تلو الأخرى.. من المناهج الشيوعية العالمية.. إلى منهج الشيوعية الصينية (ماو تسيتونغ).. إلى المناهج الغربية العلمانية بيسارها ويمينها.. وستنتهي سلسلة السقوط (إن شاء الله) بالمنهج العلمانيّ الأميركيّ الضالّ، والمنهج الصهيونيّ الإجراميّ، والمنهج الصفويّ المجوسيّ.. وبكل أذناب هذه المناهج الضالَّة الظالمة، وبتوابعها وحلفائها ومُـمَالئيها، في العالَم كله، بما في ذلك، عالمنا العربيّ والإسلاميّ.. ولم يبقَ إلا الإسلام ومنهجه ليحكمَ البشريةَ بالقسط والعدل.. ليعيدَ الأمور إلى نصابها المفقودة، من احترامٍ لقوانين السماء والأرض، ولكرامة الإنسان وحقوقه، التي ضيّعتها عصابات الغرب والشرق في آنٍ واحد.. وليس ذلك على الله بعزيز!..
ج- لأنّ الله عزّ وجلّ، يريد للصفّ المسلم، أن يستكملَ اتخاذه بالأسباب المؤدية إلى النصر والفتح والظهور على الدين كله.. من تربيةٍ وإعدادٍ، وأخوّةٍ إيمانيةٍ صادقةٍ، وصَفٍ موحَّدٍ مرصوصٍ.. وإلا فإنّ نصرَ الله للمسلمين وهم على ما هم عليه من الفرقة والشتات والرخاوة والضعف.. سيجعلهم مهزلةً للناس، ويجعل منهم صورةً قبيحةً مُنَفِّرةً من الإسلام ومَنهجه وأهله.. فيضيعون بذلك، وتضيع معهم الأمة، ويُقصى مَنهج الإسلام الذي يدعون إلى تنفيذه واتخاذه مَنهجاً لحياة الناس!..
* * *
وهل لليأسِ علاجٌ ناجع ؟!..
نعم.. نعم.. فما من داءٍ إلا له دواء، وعلاج اليأس نُجمله بالخطوات الآتية، علماً أننا أشرنا إلى بعض الخطوات آنفاً:
1- ضَعْ دائماً في ذهنكَ –أخي المؤمن- أسوأ الاحتمالات، وقم بإعداد نفسكَ لاستقبالها.. واعلم بأنّك في دعوتكَ تتعامل مع الله عزّ وجلّ، خالق كل شيء، ومُسيِّرِ كل أمر، والقادر على كل شيء.. وأنّ الناس إلى زوال، بمن فيهم أهل الإيمان والإسلام.. أما دعوة الله سبحانه، ودينه ومنهجه.. فهي حقائق راسخة باقية، ما بقيت السماوات والأرض، وما بقي هذا الكون!..
في غزوة (أُحُد)، أُشيعَ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قُتِل، فتزلزلت النفوس، وتزعزعت عوامل الثبات، وخمدت الهِمَم!.. فأنزل الله عزّ وجلّ عتابه وتحذيره للمؤمنين، بقوله: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)!.. (آل عمران:144).. فلنتأمّل بحقائق الإيمان ومتطلّباته!..
2- اعلم أنّ الأمور بعواقبها وخواتيمها، وأنّ الباطل مهما انتفش وظهر وعلا.. فهو إلى زوالٍ بإذن الله، فهذه سنة من سنن الله سبحانه وتعالى في الأرض، فاصبِر واحتسِب، وأكثِر من العمل الدؤوب وذكر الله عزّ وجلّ والدعاء والتوسّل إليه: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28).
3- ليعلمَ كلُ مَن كان سبباً في إدخالِ اليأس إلى القلوب المؤمنة، بما يُحدِثهُ من فرقةٍ، وشَقٍ لوحدة المسلمين، وتشكيكٍ بمنهج الإسلام، وبدعاته.. ليعلم أنّ إثمه يجري عليه، مُضافاً إليه آثام مَن غرّر بهم أو فتنهم أو فرّق شملهم: (مَن سنَّ سنةً حسنةً فله أجرُها وأجْرُ من عمِلَ بها إلى يومِ القيامة، ومَن سنَّ سنةً سيئةً فعليه وِزْرُها ووِزرُ مَن عمِلَ بها إلى يومِ القيامة) (رواه مسلم).. ويقول أحد السلف: (رَحِمَ الله مَن إذا ماتَ.. ماتَتْ معه ذنوبُه)!..
وهكذا.. ضع في ذهنكَ، أخي المؤمن، أنه عليكَ أن تكونَ ممتلئاً بالأمل.. على الرغم من أنّ الآخرين من حولكَ، قد يكونون في غاية اليأس والقنوط والإحباط.. فهي قضية إيمانية أولاً وآخراً، أفلا نكون مؤمنين حق الإيمان؟!..
اللهم لا تجعلنا من القانطين.. اللهم آمين.
وسوم: العدد 726