تأملات في القران الكريم ح357، سورة الشورى الشريفة
بسم الله الرحمن الرحيم
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ{13}
تبين الآية الكريمة ( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً ) , يرى بعض المفسرين ان شريعة نوح "ع" كانت اول الشرائع , ( وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) , يا محمد , ( وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ) , وهم ارباب الشرائع , ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) , الدين الاسلام واقامته اداء اركانه , ( وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) , ولا تختلفوا فيه , ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) , عظم عليهم التوحيد , ( اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ ) , يختار ويجلب الى الدين من شاء , ( وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) , وهو جل وعلا يهدي ويرشد اليه من يقبل على طاعته .
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ{14}
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة ( وَمَا تَفَرَّقُوا ) , وما اختلفوا , ( إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ ) , الحقيقة , فآمن بعضهم وكفر البعض الاخر , ( وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ ) , بالإمهال , وعدم تعجيل نزول العذاب , ( إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ) , الموت او يوم القيامة , ( لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) , لأهلكهم الله تعالى في الدنيا ولم يؤجلهم الى يوم القيامة , ( وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ ) , للمفسرين عدة آراء في النص المبارك نذكر منها :
1- هم اليهود والنصارى شكوا في امر رسالة النبي الكريم محمد "ص واله" , يذهب الى هذا الرأي السيوطي في تفسيره الجلالين .
2- المسلمين من امة محمد "ص واله" , فأرتد من أرتد منهم , نتيجة شكهم وعدم سلامة او لضعف ايمانهم .
فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{15}
تستمر الآية الكريمة ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ ) , لذلك الامر ادعو يا محمد "ص واله" , ( وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ) , عليها , ( وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ ) , اهواء المنافقين والكفار في ترك الدعوة اليه , ( وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ) , وقل لهم يا محمد اني قد آمنت بما انزله الله تعالى لي من الكتاب , وفي ذلك احباطا للأهواء الكفار والمنافقين وآمالهم , ( وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ) , بالحكم , ( اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ) , الله جل وعلا ربنا وربكم آمنتم به ام لم تؤمنوا فهذه هي الحقيقة , ( لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ) , لكل منا عمله وكلا منا مجازى به , ( لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ) , لا خصومة بيننا وبينكم , يرى بعض المفسرين ان الآية الكريمة قبل الامر بالجهاد , بينما يرى اخرون ان لا معنى للخصومة اذا ظهر الحق , ( اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ) , يوم القيامة , ( وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ) , مرجع الخلائق .
وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ{16}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ ) , والذين يجادلون في دين الله , ( مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ ) , لدينه او لرسوله , ( حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ ) , باطلة , ( وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ ) , غضبه جل وعلا , ( وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) , لا يأتي بعد غضبه جل وعلا غير العذاب الشديد .
اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ{17}
تقرر الآية الكريمة ( اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) , القران , ( وَالْمِيزَانَ ) , يختلف المفسرون في الميزان فمنهم من يرى انه :
1- العدل , يذهب الى هذا الرأي السيوطي في تفسيره الجلالين .
2- امير المؤمنين علي بن ابي طالب "ع" , يذهب الى هذا الرأي القمي في تفسيره وجملة من المفسرين .
( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) , اتيانها .
يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ{18}
تستمر الآية الكريمة ( يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ) , استهزاء وسخرية , غير مصدقين بها وغير مدركين اهوالها , ( وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا ) , اما المؤمنين بها خائفون منها وكذلك مترقبين لثوابها , ( وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ) , الذي لا ريب كائن , ( أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ) , الذين يجادلون ويكذبون بها في بعد عن الهدي والرشاد .
اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ{19}
تقرر الآية الكريمة ( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ) , برهم وفاجرهم , لم يمنع خيراته عنهم رغم تجرءهم عليه بالإنكار وركوب المعاصي , ( يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ) , يرزق كلا منهما وفقا لمقتضيات حكمته جل وعلا , ( وَهُوَ الْقَوِيُّ ) , وهو جل وعلا القوي في ما اراد , ( العَزِيزُ ) , المنيع , الغالب .
مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ{20}
تضيف الآية الكريمة ( مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) , من كان يريد بعمله الاجر والثواب في الاخرة , فنضاعف له ذلك , وشبّه الثواب بالزرع لتكاثره وتضاعفه { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } البقرة261 , ومنها ما قيل "الدنيا مزرعة الاخرة" , ( وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ ) , اما من كان يريد بعمله ثواب الدنيا , فيناله بلا مضاعفة وايضا يعدم الثواب في الاخرة .
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{21}
تستمر الآية الكريمة ( أَمْ لَهُمْ ) , كفار مكة و غيرهم , ( شُرَكَاء ) , من الشياطين , ( شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ) , شرعوا لهم الشرك وانكار البعث وزينة الدنيا , ( وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ ) , بالإمهال , ( لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) , في الدنيا فلا يبقى منهم احد , ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) , يقرر النص المبارك ان للكفار عذاب مؤلم ينتظرهم يوم القيامة .
تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ{22}
تستمر الآية الكريمة ( تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا ) , يوم القيامة ترى الكفار خائفين مما اكتسبوا من السيئات , ( وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ ) , الجزاء الحق , ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ ) , اما المؤمنين ففي جنات واسعة رحبة , ( لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ) , لهم كل ما يتمنونه فيها , ( ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ ) , ذلك هو الفضل الذي لا يمكن ان تصفه او تدركه العقول .
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ{23}
تضيف الآية الكريمة ( ذَلِكَ ) , الثواب في روضات الجنات , ( الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , يبشر به المؤمنين والقائمين بالأعمال الصالحة , ( قُل ) , لهم يا محمد "ص واله" , ( لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) , لا اطلب منكم على تبليغ الرسالة من اجر , ( إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) , قرابتي "على اجماع المفسرين" , ( وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً ) , في طاعة على رأي وعلى رأي اخر هو مودة اهل البيت "ع" , فأنها ستضاعف لصاحبها , ( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ) , كثير المغفرة للذنوب والتائبين منها , ( شَكُورٌ ) , لكل قليل فيضاعفه .
مما يروى في خصوص الآية الكريمة ما جاء في كثير من التفاسير ومنها تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني " عن الصادق عليه السلام قال لما رجع رسول الله من حجة الوداع وقدم المدينة أتته الأنصار فقالوا يا رسول الله إن الله تعالى قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا وقد تأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل عليه جبرئيل وقال قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ولم يقبل أموالهم فقال المنافقون ما أنزل الله هذا على محمد صلى الله عليه وآله وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ويحمل علينا أهل بيته يقول امس من كنت مولاه فعليّ مولاه واليوم قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى .
عن الصادق عليه السلام أنه قال ما يقول أهل البصرة في هذه الآية قل لا أسئلكم الآية قيل إنهم يقولون إنها لأقارب رسول الله صلى الله عليه وآله قال كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام أصحاب الكساء " .
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ{24}
تستمر الآية الكريمة مضيفة ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ) , بالقرآن او بالقرابة على اختلاف الآراء , ( فَإِن يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ ) , يمسك عنك نزول الوحي , او بالصبر على أذاهم , ( وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ ) , الذي افتروه , ( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ) , يثبته , ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) , بما في الضمائر .
( عن الباقر عليه السلام يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله تعالى ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته يقول يحق لأهل بيتك الولاية إنه عليم بذات الصدور يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
( عنه عليه السلام قال جاءت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا إنا قد آوينا ونصرنا فخذ طائفة من أموالنا فاستعن بها على ما نابك فأنزل الله عز وجل قل لا أسئلكم عليه أجرا يعني على النبوة إلا المودة في القربى أي في أهل بيته ثم قال ألا ترى أن الرجل يكون له صديق وفي نفس ذلك الرجل شيء على أهل بيته فلا يسلم صدره فأراد الله عز وجل أن لا يكون في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله شيء على امته ففرض الله عليهم المودة في القربى فإن أخذوا أخذوا مفروضا وإن تركوا تركوا مفروضا قال فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول عرضنا عليه أموالنا فقال لا قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي وقالت طائفة ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وجحدوه وقالوا كما حكى الله عز وجل أم يقولون افترى على الله كذبا فقال الله عز وجل فإن يشأ الله يختم على قلبك قال لو افتريت ويمح الله الباطل يعني يبطله ويحق الحق بكلماته يعني بالأئمة والقائم من آل محمد صلوات الله عليهم ) . "تفسير القمي" .
وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ{25}
تضيف الآية الكريمة ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) , يقبلها منهم , ( وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) , عنها بقبول التوبة , ( وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) , وهو جل وعلا يعلم ما تصنعون , لا تخفى عليه خافية .
وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ{26}
تقرر الآية الكريمة ( وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , يجيب دعوتهم , ( وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ ) , مضاعفة الاجر والثواب , ( وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) , اما الكفار فليس لهم سوى العذاب الشديد في النار .
( عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى ويستجيب الذين آمنوا هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب فيقول له الملك آمين ويقول العزيز الجبار ولك مثل ما سألت وقد اعطيت ما سألت لحبك إياه .
وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن أحسن إليهم في الدنيا ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
وسوم: العدد 741