جَوَاهِرُ التَّدَبُّر(198)
? *نوائلُ القتال*
? *بلْسمُ القلوب:*
ما يزال أعداء الله يَرمون المؤمنين بسهام التُّهم والقَدْح، وما فتئوا يَطعنونهم برماح الغَدْر والأذية، حتى تنجرح قلوبهم قبل أبدانهم.
ولا بَلْسمَ لجروح القلوب أكثر نجاعةً من قتال هؤلاء، فإنه العُدَّة التي تُحقِّق النصر، والترياق الذي يشفي القلوب، ولهذا قال تعالى: {قاتلوهم يُعذبهم الله بأيديكم ويُخزهم وينصركم عليهم *ويَشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين}* [التوبة: 14].
? *المقاتلة وسيلة من وسائل المدافعة:*
ربط القرآن بين القتال وسنة المدافعة، فقال: *{أُذِن للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا ... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...}* [الحج: 39 - 40].
وأكد القرآن على هذا الأمر بالإشارة بعدها إلى الوظيفة الدعوية للدولة الإسلامية، بمعنى أن القتال ضرورة لإزالة موانع تدفق الدعوة الإسلامية السلمية: *{الذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}* [الحج: 41].
? *طمأنة القلوب:*
من طبائع البشر الخوف، ويبرز الخوف على الأنفس في مقدمة أنواع الخوف، والمؤمنون مهما ارتقى بهم إيمانهم فلن يغادروا بشريتهم، ولذلك فقد خاف الصحابة، ففي بدر خرج ثلاثمائة من خيار الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهة غطرسة قريش، وقد ذكر الله حالة بعض هؤلاء الصحابة فقال: *{وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون}*، أما في أحُد فقد فرّ أكثر الصحابة من حول الرسول، وفي الخندق زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر.
وفي سياق معالجة *سورة الأنفال* لهذا الخوف فقد بثت المؤكدات اللفظية والمعنوية في أكثر من خمسة وخمسين موضعاً. ومن ذلك التوكيد بحروف *إن وأن واللام وقد*، واستخدام أداة الحصر والقصر: *إنّما* واستخدام حرف النفي مع حرف الاستثناء كما في قوله تعالى: *{وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم}.*
وسوم: العدد 742