لا ينال أحد من الصهاينة وحلافائهم نيلا إلا كتب له به عمل صالح عند الله عز وجل
لقد ورد في سورة التوبة أن من يظمأ أو ينصب أي يتعب أو يجوع في سبيل الله أو يطأ موطأ يغيظ الكفار أو ينال من عدو نيلا كتب له به عمل صالح عند الله عز وجل لأنه لا يضيع أجر المحسنين . و قد ورد في بعض التفاسير أن هذا الأجر يتم الحصول عليه وإن لم يكن مسبوقا بنية لأن ما يغيظ أعداء الله ، وما ينال منهم يرضي الله عز وجل ويجازي عنه .
وقد يتساءل البعض ما مناسبة ذكر هذا الكلام ، والجواب هو أن كل من وقف موقفا ضد قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، وفي ذلك وقوف ضد هذا الكيان الغاصب يشمله الأجر الذي يغيض وينال منهما . ومع شديد الأسف نجد البعض يهون من شأن كل المواقف الحاصلة ضد قرار الإدارة الأمريكية وضد الكيان الصهيوني خصوصا الوقفات والمظاهرات والاحتجاجات بكل أشكالها وأحجامها ، علما بأنها تغيظ الإدارة الأمريكية التي كانت تريد صمت العالم الإسلامي على قرار تهويد القدس ، كما تغيظ وتنال من العدو الصهيوني الذي يحلم بذلك . ولعلم الذين ينتقدون ويهونون من شأن المواقف المنددة بالإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني أنهم بانتقادهم وتهوينهم من شأنها يقدمون خدمة مجانية لهما بل أكثر من ذلك قد تحوم حول بعضهم الشكوك بأنهم ينفذون أمرا أمريكيا وصهيونيا للتهوين من التنديد بقرار تهويد القدس . فما معنى أن يعقد مؤتمر إسلامي في تركيا وتنخفض تمثيلية بعض الدول إلى مستويات غير عالية توحي بأحد أمرين : إما التهوين من شأن هذا المؤتمر الذي عقد من أجل قضية غاية في الأهمية لأنها تتعلق بأمر ديني قبل أن يكون سياسيا مع اعتبار ذلك لا يتعلق بتواطؤ مع الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ،وإما تعمد هذا التهوين بسبب الانصياع لإرادة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني والتورط في مؤامرة ما صار يعرف بصفقة القرن المخزية خصوصا في ظل الأخبار الصادرة عن الكيان الصهيوني بأن أنظمة عربية متورطة في هذه الصفقة وعلى علم مسبق بالقرار الأمريكي القاضي بتهويد القدس أو وقوف بعضها في صف الجهات المتورطة بسبب مصالح أو خلافات مع الجهة المنظمة لهذا المؤتمر.
هذا بالنسبة للموقف الرسمي أو موقف الأنظمة ، أما بالنسبة لموقف الشعوب جماعات أو أفراد، فهو إما موقف أدان المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي تورطت فيها أنظمة عربية حسب تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي في باريس وإما موقف انتقد وهون من شأن تلك الإدانة وذلك عن غير قصد وبسبب الاعتقاد بعدم جدوى مواجهة المؤامرة بتلك الإدانة أوعن قصد ونية مبيتة تدفع في اتجاه خدمة القرار الأمريكي الصهيوني لتهويد القدس .
وإذا كانت الأنظمة التي أعلنت إدانتها للقرار الأمريكي صادقة في ذلك ، وصادقة في الدفاع عن القدس وفلسطين، فهي مأجورة ، أما إذا كان موقفها في السر يناقض موقفها في العلن، فقد باءت بسخط من الله . وكذلك أمر الشعوب جماعات وأفراد إن كانت إدانتهم صادقة كان لهم أجر النيل من الإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني سواء سبقت ذلك نية أم لم تسبق ، أما إذا كان في الأمر رياء وراءه نية مبيتة أو مصلحة فقد نالهم غضب الله أيضا .
وكل خداع أو رياء في إظهار إدانة القرار الأمريكي وإبطان تأييده من الأنظمة والشعوب جماعات أو أفراد، و كذلك كل تهوين متعمد لأشكال التنديد بهذا القرار يعتبر خيانة عظمى. والله الذي لا يضيع الأجر مهما كان نوع النيل من عدوه وعدو عباده المؤمنين ،يعاقب دعم هذا العدو مهما كان نوع هذا الدعم قولا أو فعلا أو حتى سكوتا لأن هذا الأخير يعتبر موقفا داعما ومشجعا له وفيه خيانة وخذلان للأمة الإسلامية عموما والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.
وسوم: العدد 751