ثنائية الحضور والغياب
كاتب مغربي معتل إسلامي سابق
{{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ }}
كلما هوت المطرقة.. ارتقبت الأخرى
1
حدجه بنظرة شزراء ملأى بالكبرياء الزائفة والعنجهية القميئة ثم قال متصنعا العجرفة {{ ألا ترى أن الله ينصرنا عليكم.. من سنين طويلة.. ألا يكفي هذا لتراجع نفسك وتحدد موقعك وترى الحقيقة السافرة ... لتعلم أنكم مهزومون...}} رفع اليه عينا مليئة بالتحدي الصامت لكنها ملآى باليقين وأن {{العاقبة للمتقين..}} ثم قال كمن يحدث نفسه غير مبال بمحاوره {{ ما أروع استحضار قوله تعالى {{ سنستدرجهم من حيث لايعلمون .. و أملي لهم إن كيدي متين}} ساد الصمت الكثيف قبل أن يتلقى الجلاد صفعة مدوية من ميت مؤقتا على شفير الرحيل {{ عندما تتأمل فيها بعين الحقيقة ستعلم لمن ستكون العاقبة}} ثم اسدل الستار
2 ترى ؟؟
هل هناك إنسان موجود داخل كل {{ جلاد}}.. اغلب الجلاوزة الذين قابلتهم في العتمة كانوا يخذرون {{ الإنسان}} الذي بداخلهم{{ يقرقبونه}}1 حتى يواصلوا رحلة القهر
3 ترى..؟؟
هل بميسور الاستبداد مهما كان ذا أيدي أخطبوطية.. أن يحذف إنسانا.. ثم يقول بلا مبالاة ماجنة {{ناقص واحد}}
حتى إن حذفوه سيظل هاجسهم...
4
حاضر يسأل غائبا.. {{ لم يحاربوننا؟؟}}
-نحارب لأن موضوع التحدي اليوم هم المسلمون
من اجل ذلك تدق طبول الحرب في كل مكان
5
الروعة أن ننقل المبادئ من كونها مجرد شعارات إلى واقع ملموس يبصر بالعين ويحتضن بالحس والوجدان ويعاش بين الورى... ما اجمل ان ننقل الاخوة من صقيع المشاعر المتكلسة الى صهد يملأ الفؤاد ودا... ينثر الوردا
تأمل معي لحظة
{{ تبسمك في وجه أخيك صدقة فكيف بأجرك إذا جعلته يبتسم بعد دمع ويفرح بعد حزن؟!}}
هنا شعرة دقيقة جدا ما بين موقفين وموقعين وخيارين
6
كلما وقفت في رحلتي مع القرآن هنا {{ "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركناحوله }} تحجرت الدموع بمحجري..
يا له من{{ اسير عاني }}لامدافع عنه..
فهل من مدافع عن مكان هو وارث لكل مسلم آمن بهذه الكلمات واحس بعمق انها تخاطبه
{{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِن دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّاكبيرا }}
قالت النفس{{ وكيف لأسير ان يكسر قيد أسير ... }}
اللهم فك الوثاق عن الاقصى فالإمة كلها في ربقة الأسر
7
{{فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر.. وحملناه على ذات ألواح ودسر تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر}}
يارب السفينة التي جرت وسط الأمواج العاتيات... هيئ لنا سبيلا لمرافئ النجاة
عَينٌ مُسَهَّدَةٌ تدعو على الظالمين وقَلْبٌ يَخْفِقُ أملا ورجاء فيك يا خالقي
ورأس يرفع طرفه للسماء... بعد وحشة الارض وغربتها
8
ترى ؟؟
هل سيأتي يوم نهدم فيه السجون والمعتقلات ونكف عن بناء نفايات للبشر...
تبقى بدلا منها فضاءات واسعة..
بحجارة السجون نشيد الحدائق لنغرس الزهور...
مجرد حلم من إنسان {{محذوف} الحاضر مؤقتا الغائب ابدا
9
كل مصائبنا من امام عادل غاب غيبة سرمدية حتى اصبح طيفه حلما.. فتأمل ايها التائه في بحر الحياة وطوفانها النوحي العظيم ما قاله حبر الأمة عبد الله بن عباس
{{ إن الارض لتتزين في عين الخليقة اذا كان عليها امام عادل وتقبح في أعينها إذا كان عليها إمام جائر }}
حقا لقد ملئت الدنيا جورا وقهرا... فمن يملؤها عدلا ونصرا
10
بالنسبة لأمثالي {{من }}يسكنهم هاجس الصمت.. اشرس اللحظات التي تمر بهم هي تلك التي تندلع فيها حرب الصمت الطويلة... لقد خضاناها حتى الثمالة
السجن المحلي تيفلت -2-
2016
وسوم: العدد 757