مِمَّا عَلَّمتني الحيَاةُ 783
v أنَّ الحُريَّة أمرٌ مُقدَّسٌ في الإسلام .. ومعتقدٌ ديني يَعمرُ قلب المسلم ووجدانه.
v وأنَّ الحربَ ممقوتة في شرعة الإسلام ..إلا أنَّ سبحانه انتصاراً للفقراء والمعوزين يُعلنُ حربه على الربا والمرابين.
v وأنَّ هناك فرقاً كبيراً بين حضارة القيم وحضارة الوسائل والخير كل الخير في التكامل والتلازم بينهما.
v وأنَّ العالميَّة في الإسلام تعني أنَّ الأرض سكنٌ للبشريَّة جمعاء .. فالنَّاس عائلة واحدة .. ومصالحهم واحدة .. وأمنهم واحد .. ينبغي أن يعيشوا بسلام.
v وأنَّ بناء العقل السليم والوجدان المستقيم .. من أهم مقاصد رسالة الإسلام فبهما تقوم الحياة الآمنة والتنمية الراشدة.
v وأنَّ حفظ الحياة وعمارة الأرض وتحقيق مصالح النَّاس وسلامة البيئة من الغايات الرئيسة للإسلام .. يجب على أتباع الأديَّان والثقافات والفلسفات التعاون والتنافس من أجل تحقيقها.
v وأنَّ الشريعة الإسلاميَّة هي إقامة الحياة وعمارة الأرض .. وكل مجتمع يعمل ويسعى لإقامة الحياة وعمارة الأرض فهو مع شرعة الله تعالى.. وذات مرة قال لي أحدهم : أليس هذا من خلط الأوراق وتمييع لمعايير الإيمان والاعتقاد ..؟ قلت : بل هو من تحرير المفاهيم ومن تجلية معايير الإيمان.. قال : كيف..؟ قلت: أليست الأرض سكناً للبشر وخزانة رزقهم وميدان تنافسهم في عمارتها .. وأنها تُربة غرسهم ورصيدهم للآخرة (خيراً أو شراً) لقول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌ .. أما في الدنيا فلكل شرعته والجميع مطالب بالتنافس في الخيرات لقوله تعالى: "لكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ". ويؤكد ابن القيم الجوزية - يرحمه الله تعالى- هذا الأمر فيقول: " الشريعة خيرٌ كلها .. وعدلٌ كلها .. ورحمةٌ كلها .. ومصلحةٌ كلها .. فبأي طريق يتحقق ذلك فهو من الشريعة ". لذا أحسب أنَّ المُسلِمَ وغيرَ المُسلِمِ بهذا الشأن سواء في الفضل في الحياة الدنيا .. أما الآخرة فلها معاييرها وأشرا طها التي تحددها طبيعة العلاقة مع الله تعالى .. وفي هذا الشأن جرى حوار بين بين الفقيه العلامة أبي الوفاء ابن عقيل وأحد تلامذة الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - قال تلميذ الشافعي : " لا سياسة إلا ما وافق الشرع .. فقال ابن عقيل : " السياسة ما كان من فعل يكون معه النَّاس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد .. وإن لم يصنعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولا نزل به وحيٌّ .. وإن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع ..؟ فغلط .. فالله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم النَّاس بالقسط وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات .. فأي طريق استخرج به العدل والقسط فهو من الدين وليس مخالفاً له.. وفقهاء الأمة يرحمهم الله تعالى يؤكدون ذلك فيقولون : (حيثما تكون المصلحة فثَّم شرع الله).
وسوم: العدد 783