خاطرة للتأمل، الانتحار حول العالم
في العام الماضي انتحر ثمانمائة ألف شخص حول العالم بحسب قوائم منظمة الصحة العالمية ..
أي بمعدل روح إنسانية كل أربعين ثانية .
والغريب أن دُولاً
كالسويد
وأميركا
واليابان
في قائمة العشر الأوائل .
وفرنسا
وبريطانيا
وكوريا الجنوبية
في العشر التي بعدها .
وهذه دول تتمتع بمستوى من الرّفاهية !
في حين لا يوجد دولة عربية واحدة ضمن المائة دولة الأولى في معدلات الانتحار !
فعلى الرغم من
الفقر
والاستبداد
والبطالة
والظلم الاجتماعي ّ،
ما زال فينا بقيةٌ من روح ، وهذا هو الشيء الوحيد الذي نملكه ويفتقده العالم !
نحن رغم كلّ شيء نعرف من أين جئنا ، وإلى أين سنذهب ، وأن هذه الحياة ليست إلا مرحلةً عمرية من عمرنا الحقيقي ، ولولا هذا لانقرضنا منذ سنوات !
يقولُ احد الصالحين رحمه الله :
في القلب شَعْثٌ لا يلمُّه إلا الإقبالُ على الله ،
وفي القلب وحشةٌ لا يزيلها إلا الأنسُ بالله ،
وفي القلب حزنٌ لا يذهبه إلا الرّضا بالله !
ما زلنا نرى بائعاً متجوّلاً إذا حان وقت الصلاة وضع بضاعته جانباً ، وانتصبَ على الرّصيف مُكبّراً بطمأنينةِ مَنْ يملك الأرض كلَّها !
ما زلنا نرى الشيخ المتهالك على عكّازه في الطريق إلى صلاة الفجر يخبرك - دون أن يتكلم - أنه ليس ألذَّ من السّير إلى الله !
ما زلنا نرى الأمَّ تفقد ابنها الوحيد ، ولا تزيد على أن ترفع كفيها وتقول :
اللهم
لك الحمد أنتَ أعطيتَ وأنتَ أخذتَ ..
وما زلنا نرى الشباب في الجامعات ينتهزون الوقت القصير بين المحاضرتين ليُهرعوا إلى المصليات أو القاعات الفارغة ليقولوا : الله أكبر !
نحن رغم الفقر ،
الأكثرُ ثراء ً!
ورغم الحروب ،
الأكثر أمنا ً!
ورغم البطالة ،
الأكثر شغلا ً!
* مدينون لهذا الإسلام العظيم الذي سدّ جوع أرواحنا حين جاعتْ وعلّمنا أن نصنع من أيسر المقومات حياة !*
وصدق الله العظيم
" فمن تٙبِع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون"...
وسوم: العدد 814