أيها المغترب
قد يكون اغترابك طويلاً فلا تمضيه في الانتظاروأحاديث الشوق والحنين للأرض والتراب والذكريات .. كثيرون اغتربوا ولم يعودوا ومنهم سيدنا محمدٌ ولد في مكة ومات في المدينة .وذلك الشيخ الكبير أبو أيوب الأنصاري الذي هو الأشهر في ديار الترك كان من المدينة وأباعبيدة ومعاذ شرفّا أرض أغوار الأردن وخالد بن الوليد أصبح حُمصياً وعرفت به وهو من مكة .. الأخوة الفلسطينيون يشرفون كل بقاع العالم أدباً وعلماً الحضارمة آثارهم في الصين وإندونسيا واليابان وبأخلاقهم وعلمهم عشرات الملايين دخلوا الاسلام السوريون في هجراتهم المتعددة تَرَكُوا بصمتهم وعلومهم وإبداعهم وتشهد لهم دول العالم.
الوقت يسرق العمر ويسرق السعادة فكر كيف تترك بصمتك وكيف تنقل ثقافتك وأخلاقك .
ستزول الآلام وستتحقق الأحلام وهذا وعد الله(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة) وحتى وإن أدركك الموت فقط وقع أجرك على الله. التحدي الأكبر : النية لله والاحتساب والأخذ بالأسباب فتتحول المحن إلى منح ولكن الأمانة الكبرى هم الأولاد: والحفاظ عليهم من الضياع في متاهات الأفكار والدول والثقافات
وتواصلك اليومي مع جيرانك في وطنك الجديد وتعلمك لغتهم والاندماج المتبادل بنقل الأخلاق ( كرم جود عطاء خدمة مساعدة أدب) تكون قد نقلت وطنك إليهم.
يا أيها المغترب الذي تتنسم نسمات الحرية هناك الملايين في أوطانهم ليسوا أحراراً يختنقون كل دقيقة ويعانون العبودية والذل تراق كرامتهم كل لحظة.ومن معلقة زهيربن ابي سلمى اختم:
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَبْ عَدُواً صَدِيقَهُ
ومنْ لَم يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَم يُكَرَّمِ...
وسوم: العدد 844