زهرة النرجس

زهرة النرجس

نسرين جرار

كم تسترعي زهرة النرجس اهتمامي !!

فعلى الرغم من ندرة عطائها، فإن لها رونقاً خاصاً، ... فهي تجود علينا مرةً كل عامٍ بعد أن تغدق عليها السماء خيرها، فتملأ الجو أريجاً فوّاحاً، بعد أن كانت أبصالها متدثرةً بالتربة طوال العام، وبمجرد وصول أول الغيث تعلن عودتها لدورة الحياة من جديد، فتشقّ دثارها متمطية لتستنشق الهواء، وتصافح ضوء الشمس مبتهجة وتبث عبقها في الآفاق.

  لكن ..... و كأن عبث النحل والفراشات حولها لا يروق لها... أو أنه ساءها أن تكون ضحية أيدٍ لا تستحق شمها، فتتسارع فيها علامات الهرم وهي في ريعان الشباب .. وتبدأ بالهروب من واقعٍ آذاها واستلب فرحتها و إقبالها على الحياة ، فتتضاءل فيها اللهفة للسعادة، ويذوي فيها الأمل، وتذبل في أوج الربيع، مودعة خضرته، غير عابئةٍ بأعراسٍ أقامتها كل الكائنات، ....... تعود لمستقرها ومستودعها الآمن أبصالاً لم تُسلب منها الحياة بانتظار عَودِ شتاءٍ مفعمٍ بالأمل.