رياض الفكر (11)
معارج الجمال
القلب المجلو:
لكي تهيم بجمال الله وترتاع من جلاله، ينبغي أن تكون ذا قلب سليم من الران والأدران، خال من الأقذار والأوزار، ناصع بالذكر مثل المرآة المجلوة، مشع بالعلم كمشكاة فيها مصباح.
وكلما كان القلب أكثر نصاعة انعكس عليه جمال الله وجلاله، حيث يهتز طرباً أمام لوحات الجمال، ويترنح فرقاً من مشاهد الجلال.
فراقد الكمال:
إذا اجتمعت مشاعل الجمال ومشاعر الجلال في قلب مؤمن؛ فإنه ماض في طريق العرفان السامق.
إذ سيصبح مطيته نحو فراقد الكمال، حيث يعرفه بجهله وضعفه، ويزيد سحائب خشيته هطولاً ومزن خيراته انسكاباً.
أكمام وأكنان:
الإيمان أثمن ما يحصل عليه الإنسان من هدايا رب الورى، ذلك أنه يبني الأكنان التي تحمي الإنسان من أوضار التراب وأوشاب الطين، وتقيه من وهق المادة ورهق الجسد.
ومن أكمام اﻹيمان تتفتح أزهار الأخلاق وورود القيم، وتتفتق ثمار الصالحات وفواكه الخيرات.
ظل الإنسان:
الإنسان ذو الذائقة الراقية رقيق المشاعر، لطيف المعشر، وصاحب (ظل خفيف).
أما الفقير في ذوقياته فإنه قاسي القلب، غليظ الطباع، وصاحب ظل ثقيل.
يتسلل خفيف الظل إلى القلب بنعومة، كتسلل نسائم الصباح، أما ثقيل الظل فإنه يقتحم القلب بجلافة تستفز المشاعر، كرياح السموم!
الشجرة المزدوجة:
الإنسان شجرة مزدوجة؛ ﻷنها تضم بذور الخير وبذور الشر؛ نتيجة تركيبته المشتركة التي تزاوج فيها التراب والروح.
ويمكن لهذه الشجرة أن تنتج ثمارا عسلية أو حنظلية، وفق إرادة الإنسان واجتهاده، والله سبحانه وتعالى ييسر لكل إنسان ما يختار.
مصباح الذات:
تمتاز الروح المصباحية بأنها تنير دروب السير لصاحبها، وتجلي بأشعتها طرائق الآخرين؛ ﻷنها ترتشف ضياء الوحي الإلهي، وتحتسي أنوار النبوة المحمدية، فيستضيء العقل، ويستنير القلب، وبذلك تصبح الذات كلها مصباحاً يساهم ضياؤها في تبديد دياجير الشقاء وتمزيق ظلمات الشرور.
? سجايا الكرام:
يتصف اﻷباة الكرام بأخلص السجايا وأبهى الخلال، حيث أنهم ذوو سرائر أصفى من العسل وأنقى من الماء، وأصحاب عقول أبهى من الشمس وأبهج من الضحى.
ولا يزالون أصحاب ملاحظ عفيفة وألسنة نظيفة، وذوي خطى مستقيمة وسلوكيات قويمة.
? الحياؤون:
يمتلك أصحاب الحياء الجم والخجل الوافر جاذبية وإشعاعا باهرين؛ ﻷنهم يغتسلون بماء الطهر ويتنظفون بصابون العفاف، يتدثرون بأردية الحياء ويتزملون بسرابيل الستر.
ومهما كانت الظروف، فإنهم لا يقترفون الفواحش ولا يقتربون من الشبهات.
إكسير الحياء:
(الحياء) إكسير (الحياة) السامية، وبوصلة الأذواق الراقية، فإذا ساد (الحياء) الناس صارت (الأحياء) السكنية نماذج في التحابب اللطيف وأمثلة في التعايش الراقي.
عنقاد:
يسيل (الصب) خيراً كالكوثر الرقراق، ويسري حناناً كنسيم (الصبا).
وسوم: العدد 888