ساعة الإفطار
رغم أن تدين الناس بالعموم كان سكر_خفيف قبل عشرات السنين، إلا أنهم كانوا شديدي الدقة والانضباط في موعد أذان_المغرب في شهر_رمضان، فلا أحد يفتي فيفطر على مزاجه أو حسب ساعته،
وكانت المرجعية الاولى والاخيرة للإفطار هي ساعة مؤذن المسجد_الحسيني في وسط عمان، إذ كان هو من يعطي الإشارة للشيخ الذي يقرأ القرآن ما قبل الأذان لكي يختم قراءته، ويقول صدق الله العظيم، الفااااتحة،،
كنا ونحن صغار نجلس نتلوى من الجوع، ونحدق في عين الشيخ المقرئ عبر التلفاز، وننتظر تلقيه الإشارة بفارغ الصبر، ولسان حالنا (ولسان أفواهنا) يقول: يا، شيخ خلِّص مشان الله، خلِّص يا شيخ، قول صَدَقَ وخلصنا!!
حتى إن نطق بها، إمتلأ البيت صراخاً بصوت واحد : صَدَقَ، صَدَقَ،،
فتسأل الأم: صَدَقَ؟؟!
فيجيب الجميع: والله صَدَقَ!!
ونتراكض نحو ابريق الماء البارد، ونضعه على شفاهنا، لكي ندلقه دلقاً بمجرد ارتفاع صوت الأذان،،
لا أدري لماذا بقيت هذه الذكرى لا تفارقني حتى وأنا كبير، كلما سمعت كلمة "صَدَقَ" المحببة؟!!
وسوم: العدد 926