الإنسان حيوان اجتماعي!!!
أبو سنان
أذكر هذه العبارة التي كنا نسمعها من استاذ مادة التربية الاجتماعية في المدرسة، وكنا نضحك لها إذ تصف الانسان بأنه "حيوان" ولكنه إجتماعي.
هذا "الحيوان" الذي إسمه "إنسان" مضطر لان يعيش حياة إجتماعية يتكامل ويتعاون فيها مع الآخرين من بني جنسه، إنه لا يستطيع أن يتحمل بمفرده الحر والبرد والتنقل إلا إذا تبادل المنافع مع النسّاج والخياط والطباخ والبناء والسباك... إن جلده وبنيته وتركيبه لا يقوى على تحمل النوم في العراء كما تفعل باقي الحيوانات بما لها من فرو ووبر وعضلات...
الحرارة اليوم في كندا عشرون تحت الصفر!! نظرت من الشباك ليلا لارى الثلج يغطي الارض والشجر، وكل شيء خارج الشباك ساكن متجمد يبدو وكأنه لا حياة فيه، وبجانب جدار المنزل لمحت أرنباً جاثياً ساكناً وقد شرع اذنيه إلى الاعلى ليتحسس أي صوت حوله ينذر بالخطر، تعجبت من أمره، كيف يصمد تحت هذا البرد القارس؟ لعله من حسن حظه أنه ليس حيواناً إجتماعياً كالبشر يحتاج للآخرين!!! بل هو حيوان فردي يعتمد على نفسه في كل شيء يفترش الارض ويلتحف السماء، ويطلق ساقيه للريح عندما ترصد اذناه إشارة خطر...
ذكرني هذا الارنب السعيد بالحيوانات الاجتماعية المنتشرة في كثير من أنحاء العالم وخاصة في مخيمات اللاجئين، هذه الحيوانات التي فقدت وسائل الحياة البرية لانها حيوانات إجتماعية يجب على إخوانها في الانسانية أن لا يناموا حتى يتأكدوا من أنهم حصلوا على المأوى واللباس والدف والحليب والطعام والشراب...
إني لاخجل أن أكون من صنف البشر الاجتماعي وأنا أنام على فراش وثير وإخوتي في الانسانية ينامون كالحيوانت البرية في العراء، لقد فقدوا الفرو والوبر على أساس أنهم حيوانات إجتماعية ستتكفل بهم باقي البشرية فتعوضهم دفءً وحناناً وخبزاً... ففقدوا الوبر ولم يحصلوا الرعاية، فما أشقاهم؟!!
آه ما أشقاك أيها الانسان عندما تفقد حاضنتك الاجتماعية، إنك تصبح أسوأ حالا من الحيوانات البرية، وحين تفيض روحك برداً وجوعاً وعطشاً فإن وصمة عار ترتسم على جبين كل حيوان إجتماعي في هذه الدنيا يسمي نفسه "إنسان"
وقفوهم، إنهم مسؤولون!!!
حيوان اجتماعي حزين