رفيف التفاح
كطفلٍ شقيٍ يُناغي شفاه الليل، وأنَّى لصوته المبحوح وقناديل الظمأ؟!
أيُناجي وردته الحيرى على ضفاف الماء؛ أم يشد لجام قريحته صوب ذاك الرواء؟!
ما زال كف الحاء يمسح به ناصية الأنامل!
لا زال رسم الباء يقوس خارطة العواذل!
حتى صار قُراحها عنقود العنب!
فاعترته الدهشة في كل آهةٍ، ولم يعلم بأن خيوط الشوق تتسلل بين عقارب الزمن العاثر!
فتمتم حينها، وأطرب حنينها، وأشاح عن تفاصيل قرطاسه المُعتق والتفاصيل:
انشري شَعرَ الخاطرة، وداعبي جدائل القصة، وإذا ما خانكِ التعبير، اهمسي في أذن القصيدة، وطوقيني بقوافي الغرام..
فقد فتش عن ملامحه في مرآة مُحياك، وصدته أنفاسكِ من وراء حجابٍ بغمزة عينٍ!
أمُغرمٌ هو؛ وأيُّ صبابةٍ تختال في نواظره نحو الغروب؟
أيُربت على كتف المساء كيلا تنام؛ أم يُداعب رموش سُهادها حدَّ الهيام؟
إنها حقيقة رفيف التفاح بأوساط الرواة..
إنها شموخ الرمان تحت كؤوس العنب..
فما حال أول نبضةٍ بين تقاسيم هذه الأوتار وتلك الأنهار؟
هو لا يعلم من الضمير الغائب هُنا، ولا يُدرك زفرة الحاء لطريق الصواب!
فما له حار وفي النبض سر العيون؛ وما له صال وعنده كافٌ ونون؟
أيهزها كفنجانٍ فارغٍ؛ أو يسكبها على شفاه ذاك الاشتياق؟
فتوجست بقولها:
يا سوسن العطر العميق!
يا سحر وجداني الرقيق!
حتى اعتراه خجل الدهشة بين تناهيد المسافة وفوق عقارب الزمن..
وانثال رُضاب العتب فوق جيد السمر، ومغنى لباب العطر!
وسوم: العدد 997