لا تندم على طيبتك فأنت عند الله عزيز
حين تقتحم حياتك ظروف صعبة وتتركك أمامها ذابلاً ضعيفاً.
حين تختفي من روحك ملامح الفرح فتتفاجأ بروحك وقد ملأها الحزن..
حين يموت لك حبيب أو غالي أو قريب ..
حين تتزوج بالأرملة رأفة بها وبحالها ثم تحسن إليها أحسن إحسان، تمنحها المال، وتقضي عنها ديونها، وتعالجها من الأمراض، وتحافظ عليها من شياطين الجن والإنس ثم تقابل ذلك بخيانتها لك وعدم احترامها للميثاق الغليظ، وعدم تقديرها لما قدمتْ لها..
حين تحسن إليك زوجتك الصالحة، تتحملك، وتفتقدك، وتعينك، وتعلي من قدرك ثم لا تجد منك سوى الإهمال، والتجاهل، وعدم الرحمة، وفقدان الحنان منك.
حين يمرض ولدك ويبدو الشفاء عليه مستحيلاً.
حين يأتيك هذا فيظلمك وهذا يأكل مالك وهذا يغتابك.
حين يكذب عليك فلان، ويتهمك زوراً فلان، ويقلل من شأنك فلان.
حين تقسو عليك الحياة فتجعلك لم تعد قادراً على أن تميز فيها بين الحبيب من يكون وبين الصديق ومن يكون الصديق وبين العدو ومن صار عدواً.
حين تكون مميزاً مبدعاً مختلفاً ثم لا تجد من حولك سوى الحاقد، والحاسد، والمستكثر عليك النعم.
حين تحسن في تعاملك إلى الغير فلا يكون المقابل منه سوى الإساءة.
حين تتكلم بالخير وتدعو إليه ثم لا تجد من يسمع أو يعتبر أو يتعظ.
حين تنصح غيرك بكل رقي وإخلاص ثم لا تقابل منه سوى الغباء والإستغباء.
حين تبتسم في وجه أحدهم فلا يكلّف نفسه أن يستقبل ابتسامتك بابتسامة مثلها.
حين تحنو على من هو أصغر منك سناً فلا يكون المقابل سوى قلة أدب وسوء احترام.
حين يحسن أحدهم إلى زوجته فلا يكون المقابل سوى التمرد والعصبية ونسيان العشرة.
حين تمنح إحداهن زوجها ما يتمنى وتسعده بما كان به يحلم ثم لا يكون المقابل سوى كفران عشرة وإهمال ولا مبالاة.
حين يحنو الأب على أبنائه فينفق دون بخل ويبذل دون طلب ويعامل بلطف بكل رقي ثم لا يكون من الابن سوى العقوق ونسيان المعروف وعدم الاحترام والاستكبار على النصيحة.
حين يحدث معك شيء مما سبق فاعلم أنك عند الله عزيز.. نعم عزيز.
فلا تحزن، ولا تكبل روحك، ولا تقلق، ولا تيأس، وانهض بنفسك وقل يا رب.
وتأكّد أن في ذلك خير... وأنك عند الله عزيز.
وسوم: العدد 1000