زغب الوسن
تقاسمته مناقير الغربان، فبات كقشة من رديء التمر وما خلفته السنابل!
فيا هول أعواد القصب وتقسيم الكراسي، ولا علم لخيزران ظله بما جرى إلا بالتساؤل والحيرة!
ــ كيف لنا أن نستنطق ريق الجدار؛ وفتات نواظرنا ترتجف ذات لقاء؟
ــ كيف لنا أن نجثوا على ركبنا؛ لمعرفة أنفسنا أيام الطفولة؟
ــ كيف لنا أن نقف على ضفاف أعمارنا المتسارعة بدهشة الرحيل وتجاعيد الملامح؟
ــ كيف لنا أن نكتب دمعة اليتيمٍ؛ وآهة المفجوعٍ، وحُرقة نون النسوة لشد الانتباه، ومهارة التصوير؟
ــ كيف لنا أن نستلف الخطى بالتأتأة المزركشة وألوان التعقيب والمديح؟
ــ كيف لنا أن نستجدي الرصيف؛ ساعة ما وطئنا التراب في أيام المراهقة؟
ــ كيف لنا أن نوقف مدَّ الكذب، ودنس التملق، وابتسامة الغروب؟
ــ كيف لنا أن نستعير من أسماء المارة عطر أسلافنا وطين الخواتيم؟
ــ كيف لنا أن نعتصر الحلم باليقظة وتصفح الجرائد المعتقة؟
ــ كيف لنا أن نفتش في ذاكرتنا عن حالكة الليل، وأناملنا مبتورة بالضياع؟
ــ كيف لنا أن نكتب أنفسنا في المرايا؛ وقد تنصلت عن معرفتا أمهات الكتب والغبار؟
ــ كيف لنا أن نجرَّ أذيال حقيقتنا بين خضاب الشيب؛ وجب الماء وألوان الخواتم؟
ــ كيف لنا أن نعرف قميص الشمس؛ وأُحجية الشتاء في ظواهر سلوكنا وأدراكنا؟
وكيف لنا أن نحيل الهدف إلى تجربة بإما وأما وهنا وهناك؟
وسوم: العدد 1002