حكم .. خواطر ... وعبر(137)
1 – في غمار البحر: يرهقك الموج إذا عاندته وواجهته، ويدفع بك إلى مكان بعيد تجهله إذا ركبته وسايرته، فاذا أردت أن تنجو: احرص أن تكون غطاساً ماهراً.
2 – لا تقترب كثيراً من كل جميل، فمنظر الأسماك الملونة تسبح في البحيرة، وأسراب الطيور المحلقة في السماء، أجمل منها بين يديك.
3 – طوبى لعبدٍ أنعم الله عليه، فلم يسرف ولم يطغَ ولم يبطر ولم يتكبر، ووجَّه هذه النعم في أوجُهِ الخير، وقضاء حوائج الفقراء والمساكين.
4 – تغيب الصورة عن ناظرينا وتصبح قاتمة سوداء مطموسة، ونعزو ذلك إلى انتشار الدخان أو الغبار أو الضباب حولها، مع أنَّه كثيراً ما يكون السبب قذىً في أعيننا ولو أنكرناه وأنكرناه!.
5 – عندما يختلفون معك، لا يجدون حرجاً أن ينتقدوك، ويعيروك بثوبك النظيف وهندامك المرتب، المختلف عن ثيابهم المهترئة وأياديهم المتسخة.
6 - الاختلاط مع الناس، أفضل: عندما تصبر على أذاهم وتأمن على نفسك من الانحراف. ويصبح الاعتزال والوحدة أفضل: إذا خشيت على نفسك من شدة الفتن، فابتعدت لتسلم بنفسك، وتستثمر فكرك وجهودك معتزلاً.
7 - لغة الأدب والرقي نادرة، لا يجيدها إلا القليل في المجتمع، من أصحاب القلوب الواعية، والأخلاق السامية، والعقول الراقية، والنفوس المطمئنة الراضية.
8 – حاور صديقك بودٍّ وأدبٍ، واقترب من أفكاره برغبةٍ وسخاء، واختلف معه بلباقة وشحٍّ، وعامله بعد ذلك بسموٍ ورقي، مترفعاً عن كل المصالح والتوافق والاختلاف.
9 – المزاح: وشاحٌ شفافٌ رقيقٌ، يفصح عن مكنونات الرفيق، لما يصدر من ثناءٍ ولطفٍ من محبٍ صديق، أو حسدٍ وحقدٍ من شخصٍ بك يضيق.
10 – يكتبون عن حكمة هتلر ونابليون وأمثالهم، وهل الحكيم يسعر الحروب ويحتل الأوطان ويدمر البلدان ويقتل الناس أصحاب الحق، وهل يكون الحكيم سفاحاً وجزاراً ومجرماً ؟!.
11 – يتسابق الخونة والقوادون ليرموا أقنعتهم، وينزعوا ورقة التوت عن عوراتهم القبيحة، ويتباهوا فيمن يصنع منها قروناً أكبر!.
12 – مهزلة وطامّة عندما يكون أصدقاؤك منهزمين، ويرفضون العمل وتحمُّل المسؤولية، ويخشون المغامرة وخوض التجارب، ثم يحاولون ثنيك بكل ما أوتوا لتوافقهم في مسيرة الهزيمة، ويعاتبونك ويلومونك لو خالفتهم وقررت العمل وخوض التجارب مع الآخرين.
13 – فرقٌ بين الأمل والحلم، فالأمل يتحول إلى حقيقة بالعزيمة والعمل، والحلم مجرد أمنيات ورغبات منفصمة عن الواقع، وبدون أية خطوات، ولعله إذا ألح في التفكير به ينتقل من حلم يقظة إلى حلم منام.
14 – من اتخذ المجاملة طبعاً، ومسايرة الناس عادة وأصلاً، وسلك طريق المهادنة سبيلاً، لن يجد نفسه إلا وقد انزلق في طريق المداهنة، ليغطس في بحر النفاق.
15 – بوابة الكبر والغرور: الطرب لسماع المديح عن نفسه ولو لم يفعل، وحب ذم الآخرين أمامه ولو لم يكن فيهم.
16 – المنافق:
حديثٌ ممتعٌ يسرُّ، بلسانٍ يقطر عسلاً، وعملٌ في الخفاء يضرُّ، بقلبٍ يعصر حنظلاً.
17 – أخطر المنافقين: هم عبيد الطغاة المستبدين، الذين يدعون لهم بطول العمر والتمكين، من رقاب رعيتهم المظلومين المسحوقين، ويشرعنون ويزينون لهم بأنهم ولاة أمر المؤمنين ّ.
18 – الأنانية: نفسٌ ضعيفة، وثقةٌ منزوعة، وآمالٌ مفقودة، وإمكانات وضيعة، لأشخاصٍ عاجزة، تبقيها أسيرة مصالحها، لتعويض كل تلك النقائص.
19 – الشيب: جرسٌ يقرع فوق رأسك إذا ركنت إلى الدنيا لينبهك من الغفلة، كلما نظرت إلى نفسك في المرآة.
20 - علمٌ بلا عملٍ، ككتابٍ مسجون في قفص مكتبة، تراه من خلف الزجاج، ولا تستطيع قراءة سطرٍ منه.
وسوم: العدد 1011