إلى من تربى في أحضاني
أي بني !
كنت أتمنى أن أراك في المقدمة، تحمل شارة التميز، فأحضنك بجوامع قلبي لا بأطرافي، فأنت غرس يدي، و ثمرة جهدي، لا تتصور. متاعبي و أنا أجمع أفكاري أعيد معارفي أجدد معلوماتي لأنقل لك شهد مواردي العلمية ، لا تتصور معانتي وأنا أكابد رفع أثقال محفظتي التي. ترافقني في عدوي. و رواحي، تتبعني كظلي في الصعود و النزول إلى فصل دراستك.
أي بني !
ضعف سمعي و بح صوتي و أنا أقضي الساعات الطويلة أتعهدك بالرعاية و التربية و التعليم ؛ أردد لك تهجي الحروف الأبجدية، أعلمك أصواتها و مخارجها، أدلل لك صعوبة قراءتها ، أدربك العد و الحساب، أغرس في نفسك كل قيمة إنسانية ، ترفع قدرك و تعلي شأنك .
أي بني
! كنت أسلي نفسي وقد أودعت أحلامي فيك ؛ كي أراك تحمل. المشعل بعدي ، ترعى أمانتي ، تجدد أحلامي فاراك شامة بين القوم ،تنشد الصلاح و الخيرية ، تحفظ تجارب حياتي معك ، ترعى أمانتي التي استودعتك إياها ، فترعى غرسها ، تسقيها بأشجار الأخلاق الفاضلة ـ
أي بني !
لو تدري كم أتألم حين أرى غرسي قد جف عوده و ذبل ورقه و أصبح إلى الموت أقرب منه إلى الحياة؛ أتألم كلما انحرف تلميذي عن مساره الصحيح، أتألم حين يبتعد عن طريقه المرسوم، أتألم حين يبتعد عن أخلاق الرجولة، أتألم حين تفارقه الشمائل الطيبة.
أي بني !
كنت أحسب أن ثماري لا يذهب نفعها ، و لا يغيب أثرها ،مع ذلك فإني واع لأحوالكم ، فكنت دائما مشدودا إلى المخاطر التي تواجهكم ، فأنتم في أمس الحاجة لبيئة نظيفة خالية من الملوثات ، خالية من الشوائب و المؤامرات؛ التي تبث سمومها ببرمجة خبيثة مغرضة ، أعلم أن أطفالنا عرضة لمشاكل اجتماعية قاسية ، فأوساطنا الاجتماعية غير آمنة ، أنتم بحاجة لمنظومة تربوية مستقرة تواكب تطلعات و عيشة كريمة و سكن نفسي آمن فيه تنمى مواهبكم و تحفظ كرامتكم.
وسوم: العدد 1015