الإنسان ثم البنيان، وقفة لابد أن تؤخذ بالحسبان
تنشأ الفكرة من كلمة حرة، ربما تحتاج إلى فترة زمنية، ليست
بقصيرة لبناء مجتمع ما! هذا البناء إذا نشأ في تربة نظيفة يشكل بيئة صالحة له، وبامتداد الفكرة يتكون فكر نظيف، عبر الزمن، الوقت والتراب... وإذا كانت هذه العوامل الثلاثة تقود بأهميتها إلى الإصلاح الحقيقي القادر تماما على اجتثاث الفساد، الانحراف السلوكي، الفكري والمجتمعي، وكذلك السير بالمجتمع نحو الأفضل، فإنه قادر حقا على إعادة تأهيل شعب نائم، ونهوض أفكار جديدة قادرة على دحر الأصنام القديمة وطواغيتها وكل من يمدحها... فإن أي مجتمع من المجتمعات لا يفرز قابلية قادرة على رفع المستوى التربوي والثقافي، لن يستطيع مواجهة مستقبله. الحضارة بناء وهندسة، والثقافة وحدها لا تكفي إذا لم تلازمها تربية صحية، التربية التي تبدأ من المؤسسات في الدولة عبر مراحلها المختلفة، أي من الفرد ثم الأسرة، والمجتمع ومؤسساته على اختلاف أنواعها! والمتتبع لمشكلات مجتمعاتنا العربية عبر التاريخ وبخاصة حالة الفقر والجوع المتردية، لا يعيدها لأسباب اقتصادية وحسب! بل لأسباب إنسانية، وهي موت روح الإنسان فينا، وتسرب الجشع والأنانية إلى نفوسنا، منفصلين بذاتنا عن هموم العامة وفقرها المعنوي قبل المادي! الفقر ليس عيبا، لكن العيب في قلة التدبير، الكراهية والبغض مسائل شخصية، لابد من تصفيتها!
لأن الأذى والتسبب بالضرر للآخر، هي كوارث إنسانية، قد تسبب دمار مجتمعات بأكملها.
أظن أننا أمام فصل مهم من فصول النهضة! لنترك الحكم للتاريخ الصامت ليثمن جوهر الحقيقة.
وسوم: العدد 1034