في مديح الوطنيين
تدوس على المصاعب والمحن، تتفرد بالكلام الحسن، وتتجنب سوء الظن، تتفنّن ضروب العلم، ولا تمل من سماع الكلم. سيال القريحه، مفكر يستحق مديحه، سليل النسب، بارع الأدب، واضح العنوان، قوي الإيمان، شديد العنان، بطل الزمان. اكتسبت هوى الناس بطلاقة اللسان، وروعة البلاغة والبيان، عاكسا معاناة الإنسان، في لجة الزمان والمكان.
جهادك الأود الأصفى، وماء الزلال الأصفى، عًظًم عند الناس قدرك، وانشرح بالعلم صدرك. تأرّج روحك عن شذى الزهر، وتنبلج عن زهو الكواكب الزّهر. تبحرت في سير الحكماء، ورفعت شراع الفضلاء، وأبحرت في بحر الوفاء، متزهدا بخطى الصحابة النبلاء، فحشرت مع الشهداء.
تطنب في وصفك الأقلام، لله درك، برعت في فنون الكلام. تؤمن بان الشرف المصمون من أقوى الحصون، يصد ويردع غزوات المجون، ويرعب سيئي الظنون. يا ساكني الخصراء والبروج، لن تلتمسوا الأمان بالخروج، هيهات ذلك ورب العروج.
شهادتكم تحفّ بها الحور، وكلامكم بدائع كأمواج البحور، تندبكم صوادح المزاهر، مكللة باليواقيت والجواهر. همة عالية ومروءة سامية، وطبع أشهى من الراح، وسجع البطولة يثني الملاح، تفعل بالألباب فعل بنات الدنان، وما السحر لعمري إلا سحر البيان.
طوبى لمن اشتهر برقة المعاني وكلامه الفائق، ورقى معانيه عالية كطود شاهق، وفصاحة حسن انسجام رائق. لله درٌ متنور الأفكار ببلاغته، ومزين الألفاظ ببراعته. مواقف بدايتها المبدأ القويم، ومنتهاها الهدف السليم.
صاحب الفكر السليم يملك عنانه، وموقد ذهن يشق ميدانه. يبهر الأنام بأخلاقه الرضية، مشتملا بما لبسه بكمال المنقبة الجلية. بإمكانه تمييز السليم من السقيم، والمنتج من العقيم. أفكاره تؤكد انه عالم خبير، يدقق المسائل وبنتائجها بصير. من بذل الجهد ما خاب، فربما تسمح الأماني بإقتراب، ويتحقق حسن المآب، بزوال التشويش و ينقشع الضباب، وتتوضح الرؤيا لذوي الألباب، وتنكشف الحقيقة لمن استغفل او غاب، فتقتنص الأسود من الذئاب، ويمتد الأمن ويجزر الاضطراب. عندي لمجدك ثناء ومديح. لك صوت قوي لا يفتر، يشق أعنان السماء بالله اكبر.
لله درك، ستنتهي المحنة، ومبارك عليك الجنة
علي الكاش
وسوم: العدد 1052