عندما تنغلق أبواب الأرض !
عندما تنغلق أبوابُ الأرض تنفتحُ أبوابُ السماء ، ويتطلّع الإنسان بقلبه ونظره وأمله إلى خالق السماء والأرض ، فيأتيه - إذا صَدَقَ غايةَ الصدق ، وبذل غايةَ الجهد - عونُ ربّهِ عزَّ وجلَّ ، ويَنْشَقُّ له طريقُ الفرج والخلاص والفوز .. من حيث يحتسب ولا يحتسب .
إذا لمْ تَجِدِ الأهدافُ الكبيرَةُ رِجالَها الكِبار؛ فَلَنْ تَتَحَوَّلَ إلى واقِع، ولَنْ تُغادِرَ عالَمَ الأمْنِياتِ والأحلام .
القياداتُ الحقيقيةُ التي نرجوها ونفتقرُ إليها في سورية، وسائرِ الوطنِ العربيِّ والإسلاميِّ، هي القياداتُ الأصيلةُ الصادقةُ القادرةُ التي تنبثقُ مِن أعماقِ الشعب، ونضالِ الشعب، وتُعَبِّرُ تعبيراً صادقاً أميناً أصيلاً واعياً عَن الشعب، وكل ما يحتاجُهُ ويريدُهُ ويهفو إليه؛ وليست هي القياداتُ التي تختارُها أو تفرِضُها هذه الجهةُ الخارجيةُ أو تلك، وتخْلُقُها أو تُرَوِّجُ لها وسائلُ الإعلام!!
الدنيا لولا الحبُّ صحراء قاحلة، والحياةُ تبتسمُ للناس بثُغور الناسِ وأساريرِهم وعيونِهم، كما يبتسمُ الربيعُ بالأزهارِ والوِرودِ والأريجِ وناعِشِ النسمات..
والحياةُ تعبسُ أيضاً في وجوهِ الناسِ بوجوهِ الناس؛ فلا تزيدوا الحياةَ قَتاماً وجَهاماً، ولا تحجبوا إِشراقتَها الحلوة في قلوبكم وعيونِكم وعلى الشفاه، واستعينوا على جَفافِ الصحراءِ وحرِّها بنَدَى المشاعرِ الصادقة، وعلى اجتيازِ مصاعبها بالكلمةِ ال...
نحن لا نملِكُ أكثرَ من نوايانا الخالصة، وعزائمِنا الصّادقة، وجهودِنا الدّائبة، والأخذِ بكلِّ ما يستطيعُه البشَرُ من الأسباب.. والباقي بيدِ اللهِ لا بيدنا؛ وإِن كانَ اللّهُ قد عوّدَنا في سُنَنِهِ التي لا تتغيّرُ ولا تتبدّلُ أن تقترنَ الأسبابُ بالنتائجِ عندما تجتمعُ لذلك الشّروط، وأن يقترنَ السّعيُ المخلصُ البصيرُ المكافِئُ لأهدافهِ المتوخّاةِ بالنّجاح
يسَ التغييرُ المنشودُ أن ننتقِلَ مِنْ سَيِّدٍ إلى سَيِّد!!؛ ولكنْ أن نتحَرَّرَ مِنْ سُلْطانِ كُلِّ سَيِّد، لِنَبْنِيَ لأنفُسِنا بإرادتِنا الحُرَّةِ الحُرَّةِ حياةً جديدةً، وواقِعاً جديداً، ومُسْتَقبلاً أكرَمَ وأفضَلَ وأكمَل.
كيف أنفصل عن الأمل أو ينفصل عنّي، وهو شيءٌ من عقيدتي وفكري، وقلبي ودمي، وهو النورُ الذي أُبصر به الحاضرَ والمستقبل، والكونَ والحياةَ، وما وراءَ الحياة؟!
هَيْهَاتَ! هَيْهاتَ!.. إنّ مُخاصَمَتي لطاغوتٍ لا يمكنُ أن تَضَعَني في خدمةِ طاغوتٍ آخرَ مهما كانت الظّروف
لا بُدَّ من النّظرِ البعيدِ المنفسحِ إِلى الأمور، فالذي لا يَرى أبعدَ من أنفِه جديرٌ بأن يَضِلَّ طريقَه إِلى هدفه، وبأن يقعَ ويُوقعَ سواه في شراكِ الأعداءِ الماكرينَ المتربّصينَ على جوانب الطّريق
علينا أن نصنع مستقبلَنا بأيدينا، لا أن ننتظر جامدين مستسلمين ما يصنعه لنا أو يصنعه بنا الآخرون
إنّ أيامَ الشدّة هي التي تولد فيها إرادةُ الكفاح ، وأيامَ الهزيمة هي التي تولد فيها إرادة النصر ، وأيام اليأس هي التي يولد فيها نورُ الأمل .. وليس أشَدَّ من شِدَّتِنا ، ولا أَمّرَّ من هزيمتنا ، ولا أكثرَ من دواعي اليأس في حياتنا ؛ فلا بدّ بعد هذه المعاناة الطويلة الأليمة ، والليل المظلم المظلم ، من أن يبزغ لنا وبنا - إن شعرنا بمسؤوليتنا ، ونهضنا بواجبنا - فجرٌ جديد لنا وللإنسانية والإنسان
يجبُ أن ننتصرَ على الباطلِ والشرِّ في أنفسِنا، مُقَدّمَةً لانتصارِنا عليهما في أرضِ الواقع؛ فانتصارُنا الثّاني ثمرةٌ لانتصارنا الأوّل، ولا بدّ لنا لأداء مهمّتِنا التاريخيّةِ من إِحرازِ هذينِ النّصرينِ المتكاملين
حقوقُ الإِنسانِ في الدّساتير المحليّةِ والمواثيقِ الدوليّةِ شيء، وفي الواقعِ العمليّ: المحليّ والدوليّ شيءٌ آخر؛ فلا تنظروا إِلى الدّساتير والمواثيقِ المحليّة والدوليّة وحدَها؛ ولكن انظروا قبلَ ذلك وبعدَ ذلك إِلى الواقع
ليسَ رُجُولةً أن تكونَ سَوْطَ الطّغاةِ على أجسادِ الأحرارِ، وأفكارِ الأحرار، وأنفسِ الأحرار، ولكنّ الرّجولةَ أن تكونَ دِرْعَ الأحرارِ في مواجهةِ الطّغاةِ، ولو مزَّقَتْ جسدَك السّياطُ، واخترَق قلبَك الرّصاص
المقصد هو عبادة الله وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
بواسطة النبي بسورة الصف "هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله "
حيث الطاعة قال تعالى بسورة النساء "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله
الحفاظ على الدين لقوله تعالى بسورة الحجر "إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون
يحافظ الفرد وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها "
وقال بسورة الكهف "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر "ومن هذا يتضح أن الفرد وحده هو الذى يحافظ على إسلامه أو لا يحافظ
بسورة مريم "إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا ".
وسوم: العدد 1109