حكم .. خواطر ... وعبر(153، 154)

1 – إياك أن يهز قناعاتك، ويغير أخلاقك، غدر المتسلقين، وخسة المتصنعين، فتعتزل الناس أجمعين، وتمنع خيرك عن الآخرين، فبين الناس دررٌ وإن لم تصادفها، وقلوب نبيلة وإن لم تعرفها.

2 – إذا هبت من حولك ريحٌ العواصف، والتفتَّ حولك تتلمس أهل النخوة والمواقف، رأيت أقنعةً تطير في الهواء، وضمائر تتلاشى متبخرة في الفضاء.

3 – اقترابك من بعض الناس يكشف عن نواياهم وبواطنهم، كأنك تنظر من خلف إبريق زجاج دماءً وقيحاً، وآخرين تنخدع بهم حتى تظن سرابهم ماءً زلالاً.

4 – الألم الحقيقي من يشعل أصابع يديه شموعاً لصديقه، كي ينير له الطريق ويبدد ظلامه، والآخر يستمتع برائحة شواء الأصابع ويتلذذ!.

5 – فتاة جميلة أو شاب وسيم بدون تربية وأخلاق، كوردة جميلة اقتلعت من جذورها، وليس فيها رائحة طيبة، أو شذى عبير.

6 – الجبن هو عندما تملك كل أسباب القوة، ولا ترد على هجوم المعتدين الظالمين، متذرعاً بحب السلم والسلام!.

7 – ونبقى معلقين بالانتظار لحلمٍ رافقنا منذ أمدٍ بعيدٍ، مع أننا نعلم أنه لن يأتي، ولو أتى قد نلقي عليه التحية من بعيد، دون أن نشاركه القطار!.

8 – تتعامل مع أناسٍ عقوداً من الزمن، ثم تكتشف في موقف مفصليٍ حاسمٍ، أنهم ليسوا رجالاً، ولم يرتقوا لتعدهم في زمرة الأصدقاء.

9 – يرسلون إليك كل يومٍ ضمة وردٍ، ممهورةً بالتحايا وأدعية الصباح، وفي المساء يتهامسون ويتآمرون عليك، ويشهدون فيك ألف شهادة زور.

10 – بعض الناس يجمعون لك فصول السنة في يومٍ واحدٍ، فيهدونك ورود الربيع بألوانها، ويمنحونك ثمار الصيف بأنواعها، ثم تصفر أوراق شجرخريفهم وتذبل ورودهم، فيمطرونك بعواصف كيد شتائهم وزمهرير حسدهم وأحقادهم.

11 – يتوددون إليك بدون مناسبة، ثم يطعنونك بدون سبب، ثم يعترفون بخطئهم ويعتذرون، ثم يكررون ذلك مرةً بعد مرة، يا سيدي لست بحاجة إلى ودِّك، ولكن كفَّ عن طعني واعتذارك.

12 – الندامة: أن تهمل صديقاً صادقاً معك في مودَّته، وفيَّاً في صحبته، وكنت تظنه انتهازياً يتمسح بك لمصلحة ويرجو منك أمراً، قبل أن تكتشف دفاعه عنك في غيابك وتضحيته لأجلك، ولم تعد تراه لترد له الجميل وتعتذر منه.

13 – إذا أهمل البشر نعمة عقولهم، وعطلوا تفكيرهم، ليسموا ويرتقوا، فقد سقطوا دون غرائز البهائم.

14 – لا تقلق كثيراً وتتقطع نفسك حسراتٍ، إلا على أمرٍ سيرافقك إلى مثواك الأخير.

إن كان خيراً قد فاتك فخسرت المثوبة عليه، أو شراً اقترفته ستحاسب عليه.

15 – المسؤول الذي يحيط حوله ثلةً من الأجانب، ويثق بهم لحمايته الشخصية، هذا زعيم احتلال وليس حاكم شعب.

16 – يتمنون أن يعمروا طويلاً ويبقوا شباباً، متقدي الذهن أقوياء، لا يشيخون ولا يخرفون.

طلبكم يا سادة موجود فقط في الدار الآخرة، إن أحسنتم عملكم وأطعتم ربكم.

17 – ما أجملك ما دمت تجاملهم، وما أرقاك ما دمت دونهم، فإذا نافستهم أصبحت خائباً مغروراً، ومغامراً مغفلاً.

18 – إذا اشتدت المحن، وحار الحليم، وأغلقت نوافذ الأمل، عندها اعتزل العمل، تسلم من الخطأ والزلل.

19 – قبل أن ترفع سقف مطالبك وتحمل عليه ما لا يحمل، تأكد من سلامة منزلكم جدرانه وأركانه، فلعلها ضعيفة نحيلة رقيقة، أومشروخة، ولو كانت سميكة عتيقة.

20 – يرنو بعض الطامحين أن يكون قدوة، القدوة ليست رغبة، القدوة عملٌ وسلوكٌ ومواقف تقوم بها، وأنت لا تطلب أن تكون قدوة.

حكم .. خواطر ... وعبر(154)

1 – الأعمار: لو كانت تباع وتشترى، لباعها بعضهم بدينار، واشترى آخرون يومها بمليار، ولكنها محددة بمقدار، من الله المحيي المميت القهار.

2 – النبوغ والعبقرية: أن تبدع أهدافاً عظيمة، تتبعها بأفكار وخططٍ مدروسة، ثم تنجزها بتفوق ومهارةٍ واقتدار.

3 – فاز وأفلح، من وفقه الله إلى احترام الناس ومساعدتهم، فقد جمع في أخلاقه وسلوكه تجاه الآخرين، فضل الجانبين: المادي والمعنوي.

4 – ما فائدة سقفك العالي ما دام بابك واطئاً، ولا تستطيع دخول البيت إلا راكعاً أو مطأطئاً، فاخفض سقف تصريحاتك، واخفض موجة صوتك.

5 – من تربى في اسطبلات الطغاة وشاركهم الزندقة والمجون، وساهم معهم في الكيد والمكر على القيم والدين والأخلاق، فحمار الخطاب أعزّ منه وأكرم.

6 – الإنسان: كلمةٌ تسعده، وأخرى تغضبه، وبسمةٌ تسره، وإعراضٌ يؤذيه، وشوكةٌ تؤلمه، وهديةٌ تفرحه، وموقفٌ يرفع مقامه، ويدٌ تنتشله من طامة، ومنحةٌ تدفعه للنجاح، وحافزٌ يدفعه إلى التنافس والتفوق.

7 – من باع دينه فقد باع نفسه، والله حافظٌ لدينه، لا يضرُّه متخاذلٌ أو منافقٌ سقط أو انحرف.

8 – طوبى لمن مات، وبقيت حسناته يجري عليها القلم، وتسجل في كتابه، من: صدقاتٍ جارية وعلمٍ نافعٍ مَّسطرٍ، وذريةٍ صالحةٍ تدعو له.

9 – الحسرة والندامة والخسران المبين: لمن مات والسيئات يجري عليها القلم وتسجل في كتابه، من علمٍ هدامٍ منحرف خطَّه بشماله، ونهجٍ ٍشاذٍّ أسس له ونافح عنه، وتربية فاسدة ورثها لأولاده.

10 – ينتقد بعض المغرضين الإسلام لأنه تكلم في آداب الزواج والطهارة، لأنهم تربوا ونشؤوا على الخنا والدعارة، وغطسوا في مستنقعات الأسن والقذارة.

11 – النفوس النبيلة تبحث عن النجاح والتفوق لها وللآخرين معها، تنافس الآخرين وتغبطهم على تفوقهم، وتسعد بلقائهم، وتستفيد من تجاربهم.

12 – النفوس التعيسة يسوؤها ويحبطها نجاح الآخرين وتفوقهم، وتظن أنهم قد اغتصبوها حقها، ومنعوها من النجاح، واحتلوا مكانتها!.

13 – كن نادراً ثميناً ولا ترخص نفسك، ولكن لا تكن أنانياً حسوداً للناجحين والمتفوقين، واعرض ثمين بضاعتك، لتفيد بها الباحثين والمنافسين.

14 – عندما تسمع رخيم الأصوات تصدح بها الحناجر، فلا تبتهج قبل أن تتأكد من غدر أصحابها بالخناجر، فربما كان خيراً من صحبتها بطن المقابر.

15 – في فتنة البلاء والابتلاء مرارةٌ وألم، ولكنها تفرز الرجال بين القاع والقِمم، من المرجفين والمنافقين وأهل السقم.

16 – ولو طال عمرك حتى حلَّ بك التخريف والزهايمر ضيفاً، فسيبقى ما قدمته عند ربك محفوظاً، أكان خيراً أو شراً، وما كان ربك نسياً.

17 – لو تركك الخائبون والمخفقون مستمراً في تحقيق مشروعك، سيوفرون عليك الوقت والجهد، وقد يتحول الهدف إلى أهدافٍ تتحقق وتسعد الجميع.

18 – يتذاكون علينا وهم فرحون أنهم استطاعوا خداعنا، ونحن نعلم غباءهم، ولكن أخلاقنا تأنف أن نجرحهم، فيزدادون تذاكياً بغباءٍ أكثر ّ.

19 – أسعد اللحظات تعيشها ليس أمام منظرٍ بهيج، ولا في حضرة صوتٍ رخيم، ولا لحظة لقاء حبيب، وإنما في نفسٍ راضيةٍ بعد همٍّ وحزن، وقلبٍ مطمئنٍ بعد غضبٍ وكربٍ، وروحٍ شفافةٍ بعد ألمٍ ومصيبةٍ.

20 – الرجولة: قيمٌ وإباء، وليست تكبراً وادعاء.

والأنوثة: أخلاقٌ وحياء، وليست تأنقاً وأزياء.

والطفولة: براءةٌ ونقاء، وليست فوضى وشقاء.

وسوم: العدد 1109