حكايا الحروف

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

هي حكاية ، قديمة جديدة .. حكاية طويلة قصيرة .. حكاية حزن و فرح .. حكاية ألم و مرح .. حكاية كتبها مداد الفؤاد .. و حرستها عيون السُهاد ..

هي حكاية الحروف التي تتراوح ما بين هرف و نزف .. و أمل كسراب يرفّ

حروف معجونة بالمواجع .. و حروف تطرب كل سامع .. حروف تمتطي سرج سابح .. وحروف واجمة قاسية الملامح .. حروف تقبع في قوقعة صمتها .. و حروف تناضل لأجل حريتها وبوحها ..حروف معتقة بالهنا ..و حروف ذابت من هجير العنا

حروف حائرة .. و حروف ثائرة .. و حروف بالصمت مصابرة !!

حروف طورا تسقى بماء الفرح فتخضرّ .. و طورا بماء الألم فتخضلّ

حروف تستمد حياتها من حياتنا .. روحنا هي روحها .. قلبنا هو قلبها .. دمعنا هو دمعها .. ضحكتنا ..ابتسامتنا .. مرحنا .. لهونا .. كله هي و نحن ..

هي ذي حروفنا .. تنطق عندما تخرس ألسنتنا .. و تسكت عندما يزداد صمتنا و يعجز البوح و الكلام .. هي ذي حروفنا .. لا ندري إن كنا نحن من يمتلكها و يخضعها ، أم أنها هي من تمتلكنا و تسيطر علينا .. 

حكاية الحروف ...حكاية تطووووول و تطوووول و تترك المدى للمشاعر المضطربة والمختلطة والمتناقضة و .... أن تصول و جول ..

و تبقى حكاية الحروف .. هي الحكاية التي تلازمنا و تصوغ معالمنا .. زادها قلم و ورقة .. ثم انطلاقة على السجية والطبيعة .. دون تكلف أو تزلف .. دون بهرجة أو تزييف .. هي الحكاية الصادقة التي لا تعرف الكذب أو التدليس .. ولا تجيد الزور أو التلبيس .. 

تبقى هذه الحكاية تلازمنا .. تقتات من أنفاسنا ، قلوبنا ، مشاعرنا ، عقولنا .....

ولا تفنى إلا بفنائنا .