إما الأبيض وإما الأسود...
هنادي نصر الله
لا لونَ ثالث لمواقفي؛ وإن كنتُ أعشقُ ارتداء كل الألوان؛ أميلُ إلى الصاخبةِ في عنفواني وقمةِ ثورتي، وأرنو إلى الهادئةِ يومَ يحتويني الهدوء وتسكنني السكينة، ألواني تعكسُ نفسيتي، ومظهري يُعبر عما بداخلي..
فعندما أكونُ أنيقةً؛ تكونُ هكذا نفسيتي، وعندما أتخبطُ في لباسي؛ فإنني أعيشُ مواقفَ متخبطة ولحظاتٍ صادمة؛ أربكتْ مسيرتي حتى نحو هندامي؛ فأصابتْ مظهري في مقتل؛ مثلما أصابتْ جوهريْ بجروحٍ بليغة..
بيدّ أنني لا أعشقُ إلا لونين؛ عندما أُعبر عن مواقفي وآرائي في القضايا والبشر من حولي، لا ألوان لي " سوى الأبيض أو الأسود" إما أن يكون صديقي وإما لا، إما أن يُعجبني وإما لا، إما أن يكون صادقًا وإما لا..
لم أرَ قط إنسانًا نصف صادق، ولم أرَ إنسانًا نصف كريم، ولم أرَ إنسانًا نصفَ عامل، ولم أرَ إنسانًا نصف مخلص، الإنسانُ بنظري إما أن يكون صادق ومخلص وكريم وعامل وإما أن يكون عكس ذلك..
ولهذا كانتْ الجنة وكانتْ النار، ولم تكن بينهما منطقة ثالثة لأصحاب الحلول الوسط أو أشباه الحلول.. لهذا أتعامل بمنطق " إما أبيض وإما أسود" منطق المبدأ الواحد الذي لن يتغير ولن يتبدل بتغير المواقف والأحداث..
أعيشُ جمال المبادئ؛ فأشعرُ معها بارتياحٍ غريب؛ فأرى الأبيض مناسبًا لكل الألوان؛ وهكذا أحرصُ على أن يكون قلبي أبيضًا من النفاق؛ فلا أقولُ لشخصٍ لا تُعجبني مواقفه بأنه يُعجبني؛ أكرهُ أن أخدعه؛ بل أشعرُ بأنه حرامٌ عليّ أن أمنحه لونًا لا يتناسبُ مع لون بشرته..
رسالتي من وراء سطوري هذه؛ هو أن نكون واضحين مع أنفسنا؛ لا نتلونَ بتلونِ الأحداث من حولنا؛ فالتلون من صفات المنافقين، لنكن على سجيتنا؛ واضحين كالشمس؛ وبأخلاقنا كقمر الليل؛ نُضيءُ عتمته بنورِ تسامينا على الخلافات..