أحلى البنات..
أحلى البنات..
هنادي نصر الله
عندما تكبرين؛ لن تضعين " مساحيق التجميل" على وجهك الجميل أليس كذلك عزيزتي؟؟... لأن مقامكَ أكبر من أن يراكِ كل ذئبٍ في الشارع؛ تُوافقينني الرأي صغيرتي الجميلة ...؟ برافو عليكِ وأنتِ " تهزين رأسكِ " وتقولين ببراءة " نعم ماما".
لن أحرمِك صغيرتي من أن تعيشي حياتك " كأنثى أصيلة" بكل ما تحمله الأنوثة من معانٍ؛ لكنني في ذات الوقت لن أسمح لك باسم الأنوثة أن تُدنسي طهركِ وعفتك بألوانٍ تُشوه معالم وجهك بطبيعته السمحة...
عزيزتي... ستتأرجحين، وتلعبين، وتقفزين، وتحلمين، وتعملين، وتلبسين الحرير؛ فلأجلك يرخص الغالي؛ ومع ذلك أكرر بأنني لن أقبل أن تكوني نسخةَ من نماذجَ مصطنعة " لشخصياتٍ وهمية"؛ أريد كل من يراكِ أن يعرفك على حقيقتك، لون بشرتك، جمال عينيك، بلا رتوش، بلا أصباغ، بلا زينة، فالواثقة من نفسها عزيزتي لن يُضيرها أن تمشي بين الخليقةِ على سجيتها وفطرتها...
بل ستتباهي بأنها " راضيةٌ بقضاء الله وقدره" مؤمنةٌ أنه خلقها في أحسن صورة، منصاعةٌ إلى أوامره وتعاليمه" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" فإياكِ حبيبة قلبي من السفور؛ إياكِ من المجون، إياكِ أن تضحكي " لذئبٍ" يتأملُ ملامحكِ في حضرةِ غيابِ وزاعه الديني والأخلاقي؛ تأكدي أنه إن قبلَ على نفسه أن " يتلاعبَ " بكِ ويُفتنَ " بجمالك المصطنع" تأكدي أنه لن يرضى بذلك لأخته، بل سيقفُ لها بالمرصاد؛ كلما خرجت وعادت؛ سيكون أشبه بحارسِ المرمى؛ يحرسُ وجهها من خربشاتِ يديها؛ كي لا تصله" أدوات الزينةِ الصاخبة" سينفجرُ صارخًا" اغسلي وجهك وإلا لن تخرجي"...
كوني عزيزتي... الجميلة الساحرة بأخلاقها، تنأى بنفسها عن مواطن النفاق؛ وتحذر كل الشبهات، وتقول بثبات" أنا أحلى البنات" فالجملية بحق هي من تعشق الطبيعة؛ وتتصرفُ بطبيعتها؛ أما من تتجمل خارج بيتها فهي القبيحة، لأن الحكمة تقول" تبرج المرأة خارج بيتها اعترافٌ صريح بقباحتها،أو انعدام جاذبيتها أو فقدانها لثقتها بنفسها"...
فهلا كنتِ العزيزة بطبيعتك؛ فلتحيا الوجوه الطبيعية، ولتسقط الأقنعة عن الوجوه المصطنعة...