بوح القلم
محمد الفاضل
ما أقسى أن يعيش المرء على الذكريات المترعة بالأحاسيس والمشحونة بحزن دفين فتتحول إلى بحورٍ من الشجن . ماأصعب أن أخط بيراعي مايجيش في صدري ويعتمل في خبايا روحي المكسورة مثل أوراق الخريف في ليالي شتاء الغربة القارسة...بين زوايا حروفي الحزينة تسكن بحورٌ من الهم والألم وأصبح سلوتي بوح القلم.لم يعد للحياة معنى فقد توقف الزمن ، حتى شدو العصافير على الخمائل تحول إلى شجن ولم يعد يسلي غربتي سوى ذكرى بعيدة جار عليها الزمن.
جروح في الفؤاد تأبى أن تندمل كلما مر بخاطري طيف وجهك المتغضن والذي يطفح بالطيبة والحنان ، وخصلات شعرك الفضية المتدلية على جبينك الوضاء حيث تحاكي بجمالها ضوء القمر .اَه ياأمي الحبيبة .. تقف الحروف والكلمات أمامك حائرة فهي في وصفك تتلعثم . يانبع الحنان والطيبة ويابلسم جراحاتي وياأجمل ابتساماتي.
يدك الطاهرة تحنو علي وتمسح عل جبيني المتعب فتزيل كل عذاباتي ، إني أجلس هاهنا في تلك البلاد الباردة عاجزا عن ارتشاف رحيق حنانك ونظراتك الحانية . ملامحك مازالت لاتفارق مخيلتي برغم بعد المسافات ، كم أشتاق ياحبة القلب وسلوى الروح أن ألثم يديك التي كانت تهدهد أوجاعي وتهدئ من روعي. اَه ياحبيبة .. مازال صوتك يرن في أذني وأنا أرهف السمع لصوتك الملائكي وهو يتردد في جنبات الغرفة عبر الهاتف وأنت تذرفين الدمع مثل حبات اللؤلؤ بصوت متهدج يقطع نياط القلب وتقولين لي : ولدي الحبيب لاتنسونا من دعائكم فنحن في محنة وأصوات الرصاص والإنفجارات تصم الأذان وتصب جام حقدها الأعمى على السكان الاَمنين تحت سماء الوطن .