إلى آدم في يوم حواء العالمي..!!
هنادي نصر الله
إلى قلبكَ الجميل؛ الذي لا يعرفُ المستحيل، إلى عقلك الكبير الذي يحتوي حماقاتي قبل طموحاتي.
إليكَ يا آدم، وقد أهملكَ العالم ولم يمنحكَ يومًا للعرفانِ بدوركَ في حياةِ حواء وأبنائها..إليكَ وقد حاولَ العالمُ أن يقفَ بينك وبين " حواء" محاولاً أن يُفرقَ بينكما؛ عبر سعيه بأن يدفعَ " حواءك للتمردِ عليك، وإشعالِ نار الغيرة بينكما؛ فلها يوم وأنتَ بلا يوم..
لن أجبرَ خاطركَ يا آدم؛ فأنتَ أكبر من أن تتطلعَ إلى فرصةِ منحكَ يوم أو يومين أو أسبوع لاستعراضِ عضلاتِ قوتك وإبراز نجاحاتك أسوةَ بمن خُلقتْ من ضلعكَ الأعوج" حواء الرقيقة"..
اسمحْ لي أن أقول بأن "رقتها وعاطفتها وسهولة كسر خاطرها" هي من أهلتها لأن يكونَ لها يوم؛ يومٌ ضحك عليها فيه من ضحك؛ فسعى لتكريمها فيه؛ بينما أهملها طيلة العام، يومٌ لا ينظرُ فيه العقلاء على أنه يوم تقديرٍ حقيقيٍ للمرأة؛ فالجهلاء هم من يرقصون ويتباهونَ بفضلها فيه؛ بينما النبلاء هم من يضعونها على رؤوسهم في كل وقتٍ وحين..
ولأنكَ آدم.. لن أضنَ عليكَ بعمري فهو كله عرفانًا بوجودكَ الجميل في حياتي؛ فأنتَ أبي وأخي وابني وحبيبي وزوجي.. أنتَ أنا.. وأنا أنتْ، آزار لن يُفرقنا؛ بل سيزيدُ التلاحم فيما بيننا..
هي رسالةٌ من قلبِ أنثويٍ يجمعُ بين العقلانية والعاطفة؛ فآدم ليس عدو لها؛ بل أكبرُ داعمٍ لقلبها النابض في الحياة..
لِم يوم المرأة؟ ولِم التباهي بها؟؟ إن ذلك دليلُ نقصٍ لا قوة؛فمن يُعطي ويُقدم لا يحتاجُ ليومٍ يشهدُ بإنجازاته؛ لأنه سيبقى أقوى من الحديثِ عن أخلاقياته..
نحتاجُ لمراجعة الحسابات.. نحتاجُ إلى تقييم النفوس؛ بهدفِ تحقيق تكاملٍ أكثر حبًا بين حواء وآدم؛ فالحياةُ بينهما ليستْ ساحةُ صراع؛ بل حديقةُ ودٍ وسكينةٍ واحترامٍ منذ الأزل..