سوريا تحدث عن نفسها
رنا عبد الكريم حمودي
هنا سوريا، هنا قلب الألم، هنا تروى القصص والحكايات، عن مأساة بلدٍ شامخ، بلد يقف أمام الظلم والخذلان...
أنا سوريا.. أنا قلب الألم.. أنا القصص الحزينة والآلام المفجعة.. أنا الجبل الشامخ والصمود.. أنا سأروي لكم عن حضارتي وجمالي قبل أن يلتئم جرحي فقد كنت رمز الجمال، رمز الخير والعطاء، كان سكاني طيبين يعيشون بسلام يصنعون بأنفسهم ويبنون حضارتي.
عندي من الينابيع والماء والخضرة لكي تستمتعوا بجمالي وتشكروا الخالق على هذه النعم، كبرت وكبرت وترعرعت ومددت يد العون للقريب والبعيد فأنا أفتح بابي للسياح وأعيش من كد عملي وصناعتي لا أعتمد على غيري وأعيش بنعم ربي راضية بشعبي ووطني..
وفي ليلة سوداء خيم الظلم فوقي، رأيت سحابات الظلم تغمرني، رأيت الناس وهم يبتعدون عني، رأيت سكاني يهربون مني.. إلى أين؟ فأنا بلدكم الحبيبة سورية..
أين ترحلون وتتركونني أواجه الظلم وحدي؟
وبدأ الظلم يسكن فيَ لم أستطع عمل شيء.. كنت أرى أطفالاً يموتون.. ونساءً يصرخْنَ، ورجالاً يبكون والظالمون يسرحون ويمرحون، ناديت بأعلى صوتي: أغيثوني.. أغيثوني أيها المسلمون.. وهنا فوجئت، تحطمت، خذلت، هنا خذلوا شعبي، قصفوا حضارتي، انتهكوا جمالي، شعبي يقهر فليس سوى عينٍ تدمع، أطفالي يعذبون فليس سوى قلبٍ يفجع، نسائي يُغتصبنَ فهلا قلتم الله أكبر...
الله أكبر إذا جاء الحق واستبشر.. هناك يقتل الظالمون ويدحرون، ولا نقول سوى الله أكبر
يارب أنا سورية الجريحة.. يارب اجبر كسري، وارحم ضعف شعبي وانصرني على من ظلمني.. فأنا لا أملك إلا ربي...