دوائر النار
إبراهيم جوهر - القدس
لأنها لا تجد ما تأكله فإن النار تأكل نفسها وهي لا تدري أنها تمضي إلى نهايتها المحتومة.
إنها النار التي لا عقل لها، ولا تحسن التدبير.
باتت الأفكار تراودني ليلة أمس فحضرت صباح اليوم دون استئذان؛ ازدادت حدة الخلافات العائلية البينية مؤخرا بشكل يدعو للقلق والبحث. أبناء العمومة، والإخوة(الأعداء) يتقاتلون ويرفعون السلاح بمختلف تصنيفاته في الخلافات . بتنا نبتعد عن لغة الحوار واقتربنا من مفاهيم غريبة لمجتمعات بعيدة عن الحضارة والهم الوطني.
الوطن يخسر ابناءه. الأبناء (يأكلون) وطنهم.
في مجتمعات أخرى قريبة تنتظم العلاقات قوانين ومفاهيم وتقاليد لا تسمح بحل الإشكال باليد.
أوجدت المجتمعات قاسما مشتركا بين أفرادها، ونحن ذوو القواسم المشتركة أبعدنا كل قاسم.
القدس تخسرنا. نخسر القدس حين لا نحكّمها في خلافاتنا.
الظاهرة تتسع...نعيد سيرة أخوينا القاتل والمقتول في بدء الخليقة.
صباح حمل انفاس البرد وقليلا من دفء شاحب.
غردت طيور وجلة على مقربة مني وغادرت.
يوم الجمعة يجمع القلوب ويذكّر بالنهايات ويدع الواحد منا في مراجعته الأسبوعية لذاته وأيامه . ليتنا نتعلم. ليتنا نعلم.
القدس لا أخوات لها ولا أخوة، فلا خوف عليها من الاقتتال البيني.
للقدس (ضرائر) تحيك لها الدسائس، وتسوس التاريخ بقيادة مرسومة.
لا تسمحوا لدوائر النار الجوعى بالاتساع.
أنفاس المنخفض المنتظر تتسرب بهدوء لاسع. سيكون مطر، وثلج، وفرح.
كلما أرسلت السماء خيرها يفرح الناس.
صباح القدس (التلفزيوني) غاب لصالح حشود جماهير قطاع غزة. كان من الممكن نقل حركة التجمع الجماهيري الحاشدة برسائلها القوية، والإبقاء على بث البرنامج الذي يحمل القدس إلى العالم.
القدس أصل الحكاية. القدس بؤرة الحكاية.